سريعة الاشتعال وقد تتسبّب في تآكل الحاويات وألهبة نيرانها تتمدّد أفقياً

تحذيرات أكاديمية من مخاطر براميل الإيثانول

تصغير
تكبير

تفاعلاً مع خبر «الراي» المنشور في 10 يونيو الجاري حول وجود «مناقشات حكومية متقدمة جمعت بين أكثر من جهة أخيراً لتوفير حلول عملية تضمن التخلص من نحو 50 ألف برميل من مادة الإيثانول أو الكحول الإيثيلي مخزنة في منطقة الشعيبة، أكد أكاديميان متخصصان في علم الكيمياء أن «هذه المادة تنطوي على عدد من المخاطر التي يُمكن أن تتسبّب بها في حال تم الإبقاء عليها»، مشيريْن إلى أن «من بين هذه المخاطر أنها سريعة الاشتعال، وقد تتسبّب في تآكل الحاويات التي توجد بها، فضلاً عن انتشار أبخرتها الأفقي في حال حدوث حريق مما يزيد من مخاطرها».

«لا ننصح بتخزينها خارج الأبنية»




طارق عقيل

قال الأستاذ المشارك بالكيمياء غير العضوية في قسم العلوم بكلية التربية الأساسية، في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب الدكتور طارق عقيل لـ«الراي»، إن «هذه البراميل تحتوي على الكحول الإيثيلي وهو سريع الاشتعال وبخاره أثقل من الهواء، وبالتالي في حالة الحريق ستمتد الأبخرة وألهبة النيران أفقياً، فتحرق ما يحيطها من مواد قابلة للاحتراق».

وأضاف عقيل «لذلك لا ننصح بتخزينها خارج الأبنية بسبب احتمالية حدوث حرائق، نتيجة تأثر هذه البراميل لعوامل الطقس من الحرارة العالية بالصيف والرطوبة والأمطار بالشتاء وكذلك الغبار»، موضحاً أن «جميع هذه العوامل من الممكن أن تتسبّب في تآكل البراميل، وعندها تقل سماكة جدار البرميل ومع حرارة الصيف التي ستسبّب ارتفاع الضغط داخل هذا البرميل بسبب زيادة الأبخرة التي يتضاعف حجمها بشكل كبير مع ارتفاع الحرارة، فتضغط على الأماكن الضعيفة فينفجر البرميل ويتحرك أو يقذف بعنف فيصطدم ببرميل آخر فتحدث شرارة، هذه الشرارة تبدأ حريقاً لا تُحمد عقباه بسبب الكمية الوفيرة من الكحول الإيثيلي القابل للاشتعال».

عقيل، الذي يشغل عضوية الجمعية الملكية للكيمياء في المملكة المتحدة والجمعية الأميركية للكيمياء في الولايات المتحدة الأميركية، بيّن أنه «في حالة الحريق ينصح باستخدام البودرة الجافة من ثاني أكسيد الكربون، كما يجب أن يرتدي مكافحو الحريق بدلة مقاومة للكهرباء الساكنة، مع لبس جهاز تنفس ذاتي وتغطية جميع أعضاء الجسم حتى اليدين».

ولفت إلى أن «إجراءات السلامة تشمل تخزين هذه المادة بأماكن باردة (لا تزيد على 25 سيليزية)، بعيداً عن مصادر الحرارة والشرار، وبعيداً عن أماكن التدخين»، مشدداً على أنه «يجب أن يتم تأمينها ضد الكهرباء الساكنة ووضعها في أماكن جيدة التهوية».

«يجب عدم ملء برميل الكحول وترك ربعه خالياً»




عماد الدين البلعا

البلعا: تبريد أماكن تخزينها لأقل من 25 درجة

قال أستاذ علم الكيمياء بقسم العلوم بكلية التربية الأساسية في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، الدكتور عماد الدين البلعا لـ «الراي»، إن «الإيثانول مادة عضوية كحولية درجة غليانه نحو 78.5 درجة مئوية، وهو قابل بسهولة للاشتعال، كما أنه يسبّب تآكل المعادن» لافتاً إلى أن «الأخطر من ذلك أن له بخاراً متوازناً مع الكحول السائل، ومع ارتفاع درجة الحرارة قليلا تنتقل جزيئات من الكحول السائل إلى الطور البخاري الملامس بسهولة نسبية، لأن الروابط الهيدروجينية بين جزيئات الكحول ضعيفة نسبيا، وبالتالي يزداد الضغط البخاري ليصل إلى حالات حرجة قد تتسبّب في انفجار البرميل الذي يحوي الكحول، خصوصاً إذا كانت عملية التآكل للطبقة الداخلية لمعدن البرميل قد استمرت مع طول مدة التخزين في البراميل».

وعن الحلول التي يقترحها أكد قائلاً «كحل سريع أنصح بتبريد المستودع الذي يحوي براميل الكحول إلى درجات أقل من 25 مئوية، كذلك يمكن تسليط رشاشات لرذاذ الماء مع مراوح تهوية على البراميل الحاوية على الكحول».

وأضاف«أقترح أن يتم توصيل أنابيب تخترق فتحة البراميل (محكمة الإغلاق) وتوصيلها إلى براميل فارغة لتخفيف الضغط البخاري للكحول داخل البراميل الحاوية، وإن أمكن تبريد هذه البراميل الفارغة إلى درجة حرارة من 15- 20 درجة مئوية، لذلك فإن أبخرة الكحول المتجمعة فيها ستتكثف وتعود كحولا سائلا، وبهذا يتم التقليل من هدر الكحول المتبخر».

واستدرك قائلاً «إذا تعذّر توصيل الأنابيب من فتحات براميل الكحول إلى براميل فارغة فإنه يجب عدم ملء برميل الكحول وإنما جعل ربعه تقريبا خالياً وبالتالي تتصاعد أبخرة الكحول داخل البرميل ولا تسبّب الحالة الحرجة، فإذا حافظنا على درجة حرارة هذا الجزء الفارغ داخل البرميل بأقل من 20 درجة مئوية فإننا سنضمن أن بخار الكحول في البرميل سيتكثف ويعود للطور السائل وبالتالي نتخلص من إمكانية ارتفاع الضغط البخاري داخل البرميل».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي