الفن الشعبي الكويتي له تاريخ طويل وجميل بشقيه الصحراوي أو البحري وله شعراؤه وطرقه، وشعراء الكويت لهم باع طويل في نظم القصائد النبطية أو الشعبية، وهناك العرضة والفريسني والسامري وغيرها من فنون التراث الكويتي.
منذ سنوات دخل على الساحة الكويتية (نشاز) أُطلق عليه (شيله) والمقصود بها رفع الصوت بالقصيدة، وهذه الشيلات هي دخيلة على الموروث الشعبي الكويتي، ومليئة بالتلوث السمعي، وللأسف انتشرت بشكل غير طبيعي، وهذا يدل مع كل الاحترام على تدني الذائقة السمعية لدى جيل انحرف بالموروث الغنائي والشعري إلى مستوى لا يمت للشعر ولا للغناء بصلة، وإذا كان يعتقد أصحاب أصوات الشيلات أنهم يقلّدون فن (الحداء) فهم قلّدوا (مشية) الغراب الذي قلّد مشية الحمامة ولم يستطع.
هناك لجنة فنية لرقابة المصنفات في وزارة الإعلام عليها أن تقوم بدورها في مراقبة كل ما يتم تسجيله أو بثه داخل حدود دولة الكويت، وأيضاً المسؤولية تقع على عاتق ديوانية شعراء النبط في إبداء الرأي فيما يطرح على ساحتنا المحلية من فنون دخيلة تنسب إلى الفن الصحراوي الكويتي .
من ناحية السمع، لن يستطيع أحد فهم الكلمات في تلك الشيلات، وليس فيها سوى موسيقى تم دمجها مع صوت المؤدي ما أدى إلى تشويه فن (الحداء) الذي يحاولون قسراً أن يلصقوا به النشاز المسمى (شيلات).
السؤال أين الطرب في هذا الأداء المشوّه؟! أحدهم يئن وقد تفهم كلمة ولا تفهم الباقي الذي ليس له علاقة لا بلهجتنا (البدوية) الكويتية أو حتى لهجة أهل الجزيرة العربية، أنين لا معنى له... هي ظاهرة إن شاء الله ستنتهي قريباً لأن الفن الأصيل يدوم وغيره من النشاز ينتهي وإن تمدد فلا بد له من نهاية، لأنه بلا أساس أو قواعد...
دمتم بخير.
jaberalhajri8@