حربٌ بدأت في بعض دول الخليج وتوسّعت إلى دول عربية، إنها الحرب على لغة العرب.
المحلات التجارية والمطاعم لا تكتب ولا كلمة عربية على أسمائها الظاهرة والخفية، إذا جاء بلادنا أميركي ربما يتساءل عن هذا العشق لهم، والذي لا يرونه في أي دولة أخرى، أن تُستبعد لغة الدولة كاملة، ولا تُكتب حتى بحروف صغيرة، هذه بدعة ابتدعها بعض رؤوس الأموال العربية، ونشروها في كثير من دولنا .
في قاهرة عمرو بن العاص، سألت بائعاً سورياً يملك بسطة في أحد ممرات مجمّع مشهور، سألته لماذا لم يضع اسم محله البسيط باللغة العربية إلى جانب اللغة الإنكليزية، جوابه كان يحمل حزناً حين قال، إنهم أصحاب المجمع الذين اشترطوا عليهم الكتابة فقط باللغة الإنكليزية.
من هم هؤلاء أصحاب رؤوس الأموال الكبيرة، والتي جنوها من أراضينا، من هم الذين يحاولون إسقاط لغتنا بالكامل؟! إنهم أعداء أمة العرب الذين يرغبون في بقاء تخلفنا، لم يكتفوا بأن جعلونا أمة مستهلكة تُنفق ما وهبنا الله من خير وفير، تنفقه دون إنتاجية، ولا تنمية ولا مصانع ولا معامل، فقط استهلاك البضائع من الشرق والغرب، والتفاخر بالعلامات التجارية، لم يكتفوا بذلك بل سعوا بكل جهد إلى محو ثقافتنا وحرماننا من هويتنا.
يقول الإمام الشافعي، في معرض حديثه عن الابتداع «ما جهل الناس، ولا اختلفوا إلا لتركهم لسان العرب»، وقال الحسن البصري، في الفاشلين «أهلكتهم العجمة».
هل الهدف النهائي للأجيال القادمة هو إبقاؤهم في الجهل الخفيّ، وفقدهم القدرة على الفهم والابتكار؟
ومَن وراء كل ذلك؟
إنّ محاربة لغتنا العربية تقودها مجاميع منظمة تملك المال الوفير ولا تهتم حتى بالأرباح، التاجر الشاطر عادة يسعى إلى الربح؛ وهؤلاء يسعون إلى الخسارة؛ حيث هناك الكثيرون يمتنعون عن التعامل مع شركاتهم أو مطاعمهم بسبب عدم فهمهم للغة المكتوبة، أو بسبب قيمهم التي تمنعهم من الدخول لمطاعم تحتقر ثقافتهم، إذاً هي حرب مكشوفة على اللغة العربية، وفي الحرب لا تهم الخسائر بل المهم هو تحقيق النصر! هل سيتحقق لهم النصر وتصبح اللغة العربية إحدى اللغات المُندثرة؟ بعدها مَن سيقرأ القرآن ويفهمه، هذا هو الهدف النهائي.