أكد أن إعلان «أوبك بلس» الأخير يشكل خارطة طريق للأسواق

أمين عام «أوبك» لـ «الراي» : 2.2 مليون برميل يومياً زيادة متوقعة في الطلب على النفط... 2024




هيثم الغيص
هيثم الغيص
تصغير
تكبير

- هيثم الغيص: رسالة التحالف واضحة ومفادها استمرار جهود الحفاظ على استقرار الأسواق
- إمكانية التأجيل أو العدول عن أي زيادة بالإنتاج إذا لم تسمح أوضاع الأسواق
- أهمية مراقبة الالتزام بالتخفيضات للحفاظ على استقرار الأسواق وتوازنها
- معروض الإمدادات من خارج «أوبك بلس» عامل مؤثر بأسواق النفط

أكد الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للبترول «أوبك» هيثم الغيص، وضوح القرارات التي اتخذتها أخيراً الدول المشاركة في اتفاقية «أوبك بلس» وأهميتها لتوازن أسواق النفط العالمية.

وعقب الجلسة النقاشية التي دارت في منتدى سانت بطرسبورغ الاقتصادي الدولي، الذي عقد بين 5 و8 يونيو 2024 بعنوان «مستقبل أسواق النفط والغاز» وشارك فيها وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان ووزير الطاقة والبنية التحتية في الإمارات المهندس سهيل المزروعي ونائب رئيس مجلس الوزراء في روسيا الكسندر نوفاك، قال الغيص في تصريحات خاصة لـ«الراي»، إن الأسواق مرت بظروف وعوامل كثيرة العامين الماضيين منها ذات طبيعة اقتصادية وجيوسياسية تسببت في بعض الأوقات بحالة عدم وضوح للرؤية خاصة في ما يخص أوضاع الاقتصاد العالمي.

وأكد أن أسواق النفط تماسكت بفضل قرارات «أوبك بلس» وأن القرار الأخير يبعث برسالة واضحة مفادها بأن دول التحالف مستمرة في جهودها في الحفاظ على استقرار الأسواق من خلال رسم خارطة طريق واضحة للفترة المقبلة.

وفي ما يلي نص الحوار:

• كيف ترون القرارات التي اتخذها تحالف «أوبك بلس» أخيراً؟

- نتائج الاجتماع الوزاري الـ 37 لدول «أوبك بلس» والذي يعرف رسمياً باتفاقية إعلان التعاون المشترك، شكّلت مرحلة جديدة ومهمة في تاريخ التحالف ومسيرته، فيما يعتبر هذا الاجتماع تاريخياً لأنه رسم خريطة طريق واضحة لأسواق الطاقة والنفط على مدى العام ونصف العام المقبل.

• ما تفاصيل اتفاق 2 يونيو؟

- أولاً، تم تمديد الاتفاق الحالي لدول «أوبك بلس» حتى نهاية 2025، وتزامنا مع ذلك أعلنت دول التحالف الثمانية التي أقرت التخفيضات الطوعية والإضافية للإنتاج التمديد والذي سبق الإعلان عنه في نوفمبر 2023 والذي يقدر بحوالي 2.2 مليون برميل يومياً حتى نهاية الربع الثالث من هذا العام، وبعد ذلك وبناء على معطيات وحالة الأسواق ستبدأ هذه الدول تدريجياً وبشكل شهري إعادة هذه الكميات إلى الأسواق، مع المحافظة على المرونة وإمكانية تأجيل أو حتى العدول عن أي زيادات في الإنتاج إذا لم تسمح أوضاع الأسواق.

أما بالنسبة للتخفيضات الإضافية التي سبق الإعلان عنها في أبريل 2023 والتي تقدر بحوالي 1.66 مليون برميل يومياً فسيستمر العمل بها حتى نهاية 2025.

• كيف تفسرون أهمية التضحيات الكبيرة المقدمة من الدول الثمانية في هذا الخصوص؟

- أولا نثمن أهمية الجهود والتخفيضات الطوعية الإضافية بقيادة السعودية والتي ساهمت بالنصيب الأكبر فيها، وبمشاركة فاعلة ورئيسية من الكويت والإمارات والعراق والجزائر من الدول الأعضاء بمنظمة «أوبك» وروسيا وسلطنة عمان وكازاخستان من دول خارج «أوبك».

كما أود أن أنوه بأن الاتفاق شدد على أهمية عملية مراقبة الالتزام بتنفيذ التخفيضات والتي تسهم في الحفاظ على استقرار أسواق النفط وتوازنها، ويجب أن أثني على دور جميع الدول المشاركة في اتفاقية «أوبك بلس» فهذا المجهود الجبار الذي بدأ قبل سنوات، دليل على الإرادة الجماعية للتحالف في سبيل المحافظة على استقرار أسواق النفط.

• كيف تم التعامل مع الظروف والمتغيرات المعقدة للأسواق الفترة الماضية؟

- خلال السنتين الماضيتين مرت الأسواق بظروف وعوامل كثيرة، منها ذات طبيعة اقتصادية وجيوسياسية، تسببت في بعض الأوقات بحالة عدم وضوح الرؤية، خصوصاً ما يتعلق بأوضاع الاقتصاد العالمي، ولكن أسواق النفط تماسكت بفضل قرارات «أوبك بلس»، فيما بعث قرارها الأخير برسالة واضحة مفادها أن دول التحالف مستمرة في جهودها للحفاظ على استقرار الأسواق من خلال رسم خريطة طريق واضحة للفترة المقبلة.

• وماذا عن توقعاتكم للطلب على النفط؟

- يشيد الكثيرون بدقة توقعات «أوبك» والتي تسهم في رسم سياساتها وقراراتها، بالنسبة لـ2024 مقارنة بـ2023، ومن المتوقع أن تكون هناك زيادة في الطلب على النفط تقدر بـ2.2 مليون برميل يومياً، بينما يرجح أن يبلغ النمو في 2025، 1.8 مليون مقارنة مع 2024.

كما أود أن أشير إلى أن هذه التوقعات مدعومة برؤية «أوبك» إلى أن الاقتصاد العالمي سيستمر في التحسن والنمو مع وجود بعض العوامل الاقتصادية التي يجب أن نأخذها بعين الاعتبار عند وضع توقعاتنا زيادة الطلب على النفط، فعلى سبيل المثال فيما تستمر الجهود للسيطرة على التضخم تشهد الأسواق الناشئة نمواً اقتصادياً جيداً رغم بعض الصعوبات الاقتصادية، فدول التحالف تراقب عن كثب التطورات بشكل دقيق ومستمر وتأخذ ظروف السوق ومتغيراته بعين الاعتبار في جميع قراراتها.

وما يستحق الإشارة إليه هو، أن توقعات «أوبك» للطلب على النفط أثبتت دقتها بالسنوات الماضية، بينما ظلت توقعات بعض الجهات الأخرى تخضع للتعديلات بشكل مستمر لتصل مستويات مشابهة أو مقاربة إلى توقعات المنظمة. وفيما لا يزال أمامنا 6 أشهر تقريباً حتى نهاية العام الحالي سنواصل مراقبة التطورات العالمية جيداً خاصة البيانات التي تتعلق بالاقتصاد العالمي وبالطلب والعرض.

• هل هناك عوامل أخرى في أسواق النفط يجب النظر إليها على المدى القصير؟

- بالطبع هناك جوانب وعوامل مهمة مثل معروض الإمدادات العالمية والتي تأتي من الدول غير المشاركة في اتفاقية «أوبك بلس»، سواء كانت الولايات المتحدة أو البرازيل أو كندا أو من بحر الشمال، فهذه الإمدادات تلعب دوراً مهماً في التأثير على ميزان العرض والطلب في السوق النفطية.

مصفاة الزور إنجاز تاريخي

قال الغيص إن اكمال وافتتاح مشروع مصفاة الزور، التي تعتبر من أكبر المصافي في العالم، يعتبر إنجازاً رائعاً وتاريخياً حيث تصل طاقتها التكريرية لنحو 615 ألف برميل في اليوم.

وأضاف: أبارك لمقام صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، ولسمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد ولحكومة الكويت ومؤسسة البترول الكويتية والقطاع النفطي والقائمين على هذا المشروع العظيم والجبار الذي يعكس الاهتمام التي توليه القيادة الحكيمة للصناعة النفطية.

وأوضح أن مصفاة الزور جزء من الاستثمارات المهمة للكويت في صناعة التكرير على مستوى العالم، وسيكون لها دور مهم مستقبلاً، حيث يأتي إنجاز المصفاة التي تعمل بتكنولوجيا حديثة ومتطورة في مرحلة مهمة يحتاج فيها العالم إلى مزيد من الاستثمارات في الطاقة التكريرية لمواكبة تزايد الطلب محلياً وعالمياً من خلال توفير المنتجات البترولية الصديقة للبيئة التي تتناسب مع أحدث المعايير المتعارف عليه عالمياً.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي