عبدالله الزيدان لـ «الراي»: منظومة جديدة للرصد والمتابعة تُسهّل اتخاذ القرار
نفوق الأسماك... إلى زوال؟
- أول منظومة علمية ورقابية لتقييم الوضع البيئي في الجون
- أنظمة الاستشعار ستُحدّد أماكن تمركز المد الأحمر
- مسوحات جوية للجون لمعرفة تأثير المنشآت على المياه
بعد نحو ربع قرن من حالات نفوق الأسماك المتكررة، أعلن نائب المدير العام لقطاع الشؤون الفنية في الهيئة العامة للبيئة الدكتور عبدالله الزيدان، عن وضع اللمسات النهائية لمنظومة متكاملة للإنذار المبكر لحالات نفوق الأسماك والمد الأحمر، ومتابعة الأوضاع في البيئة البحرية، بالتنسيق بين الهيئة العامة للبيئة وعدد من جهات الدولة، لوضع حد لنفوق الأسماك، ووضع المعلومات الوافية لتمكين متخذي القرار من التعامل السريع مع حالات النفوق.
وبيّن الزيدان، في تصريح لـ «الراي»، أن «هذه هي أول منظومة علمية ورقابية من نوعها لتقييم الوضع البيئي في جون الكويت، تسمح بمتابعة حالات نفوق الأسماك والمد الأحمر، وتحديد الأماكن التي يكثر فيها النفوق»، موضحاً أنها «أتت بالتعاون مع معهد الكويت للأبحاث العلمية، والمنظمة الإقليمية لحماية البيئة البحرية».
وأشار إلى أن «الغرض من هذه المنظومة إيجاد آلية لرفع التقارير لاتخاذ ما يلزم لتحسين الأوضاع البيئية في جون الكويت، علماً بأنه في ظل ارتفاع ملحوظ في التعداد السكاني وضغوطات على البنية التحتية والأمور الخدمية للسكان، والممارسات السلبية على البيئة البحرية مما يتسبّب في نفوق الأسماك والمد الأحمر».
مختبرات
وأوضح زيدان أنه «تم إنشاء مختبرات لجودة المياه، ومختبرات لتحديد كميات وأنواع العوالق النباتية المسبّبة للمد الأحمر، لتعزيز هذه المنظومة التي تدار بالكوادر الوطنية التي نفتخر بها»، مشيراً إلى أن«نفوق الأسماك بدأ في العام 1999 بسبب تردي جودة المياه الساحلية بفعل النشاطات البشرية الخاطئة».
وبيّن أن «عرض جون الكويت قرابة 35 كيلومتراً وطوله يُقارب 40 كيلومتراً، ويحتاج الجون بالكامل قرابة 45 يوماً لتجديد مياهه عن طريق عمليات المد والجزر حسب دراسات معهد الكويت للأبحاث العلمية»، مشيراً إلى أن «هذه المنظومة ستُعزز الحفاظ على الثروة السمكية التي تُعد ثاني أكبر مصدر دخل بعد النفط في الكويت».
أسباب
وعن أهم أسباب النفوق، بيّن الزيدان أنها تشمل «استغلال مخارج الأمطار بشكل خاطئ وغير قانوني لصرف مياه الصرف الصحي، مما يؤدي إلى ارتفاع المغذيات وزيادة الإثراء الغذائي»، موضحاً أنه «تم عمل مسوحات جوية على جون الكويت، لمعرفة تأثير المنشآت على جودة المياه التي تساهم بطريقه مباشرة على العوالق النباتية التي تزدهر وينتج عنها المد الأحمر ونقص في الأكسجين المذاب في الماء».
وذكر أن «المنظومة تتكوّن أيضاً من أنظمة الاستشعار عن بُعد لتحديد تمركز المتغيرات التي تُساهم بتمركز المد الأحمر في الجون، وقد تم التقاط صور الأقمار الصناعية للتأكد من صحة البيانات، وتبيّن تكرار ظواهر المد الأحمر في مناطق الشويخ والصليبخات والدوحة»، موضحاً أن«ازدهار العوالق النباتية، وزيادة معدلاتها من ألف إلى مليون خلية في ليتر المياه الواحد، يُسرّع من عملية النفوق».
هكذا يحدث النفوق
بيّن الزيدان أن «النفوق يحدث عندما تلتصق العوالق النباتية بخياشيم الأسماك فتحدث عملية النفوق، وكلما زادت العوالق النباتية تُساهم في تقليل الأكسجين المذاب في الماء، فيزداد النفوق في ظل وجود المغذيات، لأن مجارير الصرف الصحي تساهم في عملية الإثراء الغذائي مما يُساهم في ظاهرة المد الأحمر».
عناصر المنظومة
1 - دراسة كمية ونوعية للعوالق النباتية.
2 - متابعة جودة المياه الساحلية الروتينية.
3 - دراسة نطاق انتشار المد الأحمر باستخدام صور الأقمار الصناعية والاستشعار عن بُعد.
أسماك الجم
بيّن الزيدان أن «أسماك الجم يزداد نفوقها في أبريل ومايو، من كل عام، لأنها تنتقل للسواحل من الأعماق في هذه الفترة فيحدث النفوق بفعل تردي جودة المياه بسبب المياه غير المعالجة التي تصرف على السواحل»، مبيناً أنه «منذ 2017 يتكرّر النفوق بنفس التوقيت ونفس الأماكن».
الاستشعار عن بُعد
أكد الزيدان أنه «تم التنسيق مع معهد الكويت للأبحاث العلمية لتنفيذ آلية الاستشعار عن بُعد عن طريق المحاكاة».
3 توصيات
1 - دراسة الأحمال البيئية على جون الكويت التي تؤثر سلباً على تردي الأوضاع.
2 - رفع كفاءة الأجهزة في جهات الدولة الأخرى لتحسين الأوضاع.
3 - التكامل بين كل الجهات.
الجديد في المنظومة
بيّن الزيدان أن «المنظومة المتكاملة للإنذار المبكر لحالات نفوق الأسماك والمد الأحمر، يُمكنها الحل بعد تحديد بؤر النفوق ومواقيتها (المناطق الساخنة) للتسهيل على متخذ القرار، وعمل اللازم لتحسين الأوضاع البيئية».
الأمم المتحدة تُشيد بالكوادر الوطنية
أكد الزيدان أن «الأمم المتحدة أشادت بالكوادر الوطنية القائمة على المختبرات التي ترصد ظواهر نفوق الأسماك، وأعطتهم تقييم 99 في المئة».
تنسيق خليجي
لفت الزيدان إلى أن «الكويت كانت رائدة في مجال المختبرات، وهذه المنظومة يُمكن أن تُفيد الدول الخليجية التي تواجه مشاكل مشابهة».