أبعاد السطور

مارادونا: لقد خانوني... غدروا بي!

تصغير
تكبير

‏«لم أعد شجاعاً يا عزيزتي، أنا مكسور بالكامل... لقد كسروني». (إرنست همنغواي من رواية: وداعاً للسلاح).

‏دييغو أرماندو مارادونا (30 أكتوبر 1960 – 25 نوفمبر 2020)، هو أعظم من لعب كرة القدم في تاريخ البشرية، وهو أيضاً الأعظم جماهيرية في العالم بلا أي منازع، كانت نهايته الكروية بالخديعة والمكر!

‏عاد مارادونا لكرة القدم بعد أن تركها لشهور عدة وبعد زيادة وزنه 15 كيلوغراماً، حيث جاءت عودته بطلب من أسطورة الدهاء السياسي وزير الخارجية الأميركي الشهير هنري كيسنجر، وذلك من أجل أن يشارك مارادونا في نسخة 1994 من كأس العالم الذي كان في أميركا، لكي يكون المونديال ناجحاً بامتياز، لما يتمتع به الأسطورة مارادونا من شعبية وحب كبير عالمي من الجماهير الكروية.

‏قال مارادونا أمام الصحافيين وعدسات الكاميرا الدولية بعد أن غدروا به: «... لقد خانوني، غدروا بي، أنا الآن أشعر بأنهم بتروا لي ساقي».

‏فما هي حكاية خديعة الأسطورة مارادونا؟

‏قرأت على موقع (koora) الآتي:

‏«جاء وفقاً لمذكرات مارادونا هذا العنوان لأحد مواضيع كتاب المذكرات لمارادونا: خيانة (فيفا) تنهي حلم المونديال!

‏حظيت استعدادات الولايات المتحدة الأميركية لاحتضان نسخة 1994 من كأس العالم باهتمام واسع من قبل القيادة السياسية لواشنطن، ما دفع للتفكير في طرق إنجاح البطولة، نظراً لأن كرة القدم لا تمتلك شعبية كبيرة هناك.

‏(وعد هافيلانج)

‏روى خوليو جراندونا، نائب رئيس«فيفا» ورئيس الاتحاد الأرجنتيني الأسبق، أن هنري كيسنجر وزير خارجية أميركا حينئذ، طلب من جواو هافيلانج رئيس «فيفا» وقتها، نجماً يخطف الأنظار، ليرد:«يتواجد يورغن كلينسمان، روماريو، روبيرتو باجيو».

‏وكان رد كيسنجر: أريد مارداونا، أريد دييغو بأي طريقة.

‏والمعضلة أن مارادونا كان قد توقف عن اللعب منذ 15 شهراً بعدما ترك نابولي، وخاض بعدها موسمين كانت مشاركاته فيهما ضعيفة.

‏بعدها طلب رئيس (فيفا) نائبه جراندونا، وقال في حسم:«المسؤولون بأميركا يريدون مارادونا في المونديال»، لذلك، استدعى رئيس الاتحاد الأرجنتيني طبيب المنتخب وحكى له ما دار في وجود دييغو.

‏وكان جواب الطبيب:«يمكننا فعل ذلك، سنخفض الوزن، ولكن دييغو يحتاج لعقاقير محظورة من أجل المساعدة، ونريد الضوء الأخضر منكم».

‏تكلم جراندونا مع رئيس (فيفا) الذي منحه الموافقة، واعداً مارادونا بألا يتم إخضاعه لكشف المنشطات.

‏(المؤامرة تكتمل)

‏خاض منتخب التانغو دور المجموعات وكان دييغو أساسياً، عبر اليونان أولاً (4-0)، ثم نيجيريا (2-1)، قبل السقوط أمام بلغاريا (2-0)، ليصعد وصيفاً برصيد 6 نقاط، خلف نيجيريا المتصدرة بالرصيد ذاته.

‏شهدت آخر مباراة بدور المجموعات المفاجأة الكبرى، اقتربت إحدى الطبيبات من مارادونا أثناء تواجده على أرض الملعب وأمسكت بيده، فعرف أنه قد تمت خيانته، خضع لفحص المنشطات وبعدها تم إعلان شطبه، قبل أن تخرج الأرجنتين من دور الـ16.

‏ألمحت الصحف الأرجنتينية وقتها إلى جنسية رئيس (فيفا)، كان برازيلياً، مدعية أنه خشي استمرار مارادونا داخل الملعب، فهو الأمر الذي يهدد فوز السامبا بالمونديال - الذي توجت به لاحقاً - فأمر بإقصاء دييغو.

‏بوجه شاحب، ونبرة صوت فيها الكثير من الانكسار، طالع مارادونا على غير عادته الصحف العالمية، ليلقي أصعب خطاب في حياته، فقال:«لقد وعدت أولادي بألا أبكي، لكن لا أستطيع، لقد خانوني، غدروا بي، أنا الآن أشعر بأنهم بتروا لي ساقي». وكم يتطابق قول مارادونا هذا مما قاله إرنست همنغواي الذي جعلته في بداية السطور!

‏ولقد صدق الشيخ فهد الأحمد الصباح -رحمه الله- عندما قال في أحد اللقاءات معه بأن«الفيفا مافيا»! أي عصابة دولية لها نظام قذر ونفوذ واسع فوق القانون!

halrawie@gmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي