من الخميس إلى الخميس

الإيمان بالشعب سرّ التّقدّم

تصغير
تكبير

في حدود مُنتصف يوم 15 من شهر آب/أغسطس سنة 1945، حسب التوقيت المحلي لليابان، حظي عامة شعب اليابان للمرة الأولى في تاريخهم بفرصة فريدة من نوعها لسماع صوت إمبراطورهم، هيروهيتو (Hirohito)، وخلال خطابه القصير الذي استمر بضع دقائق، استخدم الإمبراطور هيروهيتو اللغة اليابانية الكلاسيكية (classical Japanese language) للحديث عن استخدام العدو لأسلحة جديدة فتّاكة، وأكّد قبول ما جاء في مؤتمر (بوتسدام) بالألماني (Potsdamer Konferenz) دون أن يذكر استسلام بلاده، وتزامناً مع ذلك، دعا الإمبراطور هيروهيتو اليابانيين للحفاظ على وحدتهم؛ واعتماد سلوك وأخلاق جيدة؛ والعمل والمثابرة لبناء المستقبل وضمان بقاء اليابان ضمن صف الدول المتقدمة.

ورغم استسلام اليابان غير المشروط لم يفقد القائد إيمانه بشعبه فمن وسط لحظة الانكسار تلك كان الإمبراطور الياباني يؤمن بقدرات شعبه في أن تبقى بلاده ضمن صف الدول المتقدمة، بعدها لم تبقَ اليابان ضمن صفّ الدول المتقدمة فقط بل زاحمت على القيادة في كل أصناف التقنية والتطور.

هذا درس بالثقة يجب أن يُؤمن به كل قائد يقود وطنه.

في الكويت مرّت علينا مثل تلك اللحظات، لحظات الانكسار، ففي وسط غزو بلادنا من العراق لم يفقد قادة الكويت إيمانهم بالشعب وهذا ما جعل عملية البناء تأتي سريعة وتتحقّق مُعجزة عودة الحياة الطبيعية وإطفاء آبار النفط المُشتعلة بوقت قياسي.

أتمنّى أن نستحضر دائماً مواقف قادة كبار سواء في الخارج أو لدينا وأن نؤمن بشعبنا إيماناً حقيقياً بدل تلك التصريحات التي تُطلّ علينا بين فترة وفترة حول استقدام خبراء من الخارج؛ وفرق طبية أو غيرها وكأن علماء الكويت ليس لديهم القدرة على إدارة وطنهم.

في زمن التراجع الكويتي أتينا برئيس وزراء أجنبي ليُشخّص لنا داءنا ويعطينا وصفة النجاح، هذا الخبير لم يأتِ بجديد وطار بالمال واستمرّ التراجع.

لن يحكّ جلدنا سوى ظفرنا، ولنفسح المجال للكويتيين الذين يؤمنون بشعبهم؛ لتكون الكويت الجديدة في صفوف الدول المُتقدّمة بأهلها.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي