ربيع الكلمات

اللجنة الشعبية... جوهرة رجال الكويت

تصغير
تكبير

اسم اللجنة الشعبية لجمع التبرعات تسمعه كثيراً في المحافل الإنسانية والدولية، وكانت شرارة الانطلاقة من تداعي أهل الخير من تجار دولة الكويت لتأسيسها عام 1954، من كوكبة من رجالات الكويت، وذلك لمساعدة الفقراء والمحتاجين حول العالم، وهي تعبتر مدرسة في العمل الخيري بسبب الرسوخ والقدم وحب أهل الكويت لمساعدة الفقراء والمحتاجين حول العالم.

والعمل الخيري مفخرة الكويتيين تفاخر بها الأمم ومنذ أكثر من 300 سنة، ووصلت خيرات هذا البلد الطيب المعطاء إلى شتى بقاع العالم، بحكم طبيعة أهل الكويت التجارية وتنقلهم بين تلك الدول. وفي عهد الشيخ جابر الأول بن عبدالله، حاكم الكويت من عام 1814 إلى 1859، والذي اشتهر بجابر العيش، حيث كان يساعد الفقراء والمحتاجين وكان يقوم بعمل الموائد للفقراء. وكذلك وقفية الشيخ محمد بن عبدالرحمن العدساني، سنة 1783، والتي كانت خير شاهد على أن العمل الخيري ومساعدة الفقراء والمحتاجين راسخة ومتجذرة في قلوب ووجدان الكويتيين.

والمدرسة الأحمدية تم إنشاؤها في عام 1921، وقد تأثرت المدرسة بنقص الموارد المالية في البداية، فقد قام سلطان إبراهيم الكليب، بحملة تبرعات لصالح هذه المدرسة، وبلغ إجمالي التبرعات آنذاك نحو 13 ألف روبية يتم تجميعها كل عام، كما تعهّد أمير دولة الكويت آنذاك المغفور له الشيخ أحمد الجابر الصباح، بسداد ألفي روبية كل عام واستمر بسداد هذا المبلغ لفترة تقترب من 15 سنةً، حتى جرى تكوين مجلس المعارف، وذلك في عام 1936.

وبدأت مرحلة جديدة للعمل الخيري بعد تاريخ 1961، حيث استقلت الكويت وتأسست المؤسسات وجمعيات النفع العام حيث كان له دور مهم في الارتقاء بالعمل الخيري والإنساني، وتم تأسيس الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية في عام الاستقلال نفسه في عهد الشيخ عبدالله السالم الصباح، وهو صندوق مالي كويتي يهدف إلى إدارة المساعدات المالية والتقنية للدول النامية، وتأسست الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية عام 1961م، وجمعية الإصلاح الاجتماعي عام 1963م، والتي كانت امتداداً لنشاط جمعية الإرشاد الإسلامي التي تأسست عام 1954. وقامت الحكومة كذلك بتأسيس العديد من المؤسسات الإنسانية، مثل بيت الزكاة الذي تأسس عام 1982م، والأمانة العامة للأوقاف عام 1993م.

وقد وثق الدكتور محمد الجارالله الخرافي، مسيرة اللجنة الشعبية لجمع التبرعات بكتاب (سفينة الخير الكويتية... وعطاؤها بين موانئ النكبات)، وتحدث الكتاب عن إجمالي المساعدات التي قدمتها اللجنة الشعبية لجمع التبرعات منذ نشأتها عام 1954 ولغاية عام 2007، وبعد هذا التاريخ قدمت العديد من المشاريع الإنسانية مثل المجمع الخيري في الصومال، وكانت الجهات هي الشعب الفلسطيني الذي بلغت المساعدات المقدمة 9.192.462 ديناراً كويتياً، وسورية 3.354.399 ديناراً كويتياً، والأردن 600 ألف دينار كويتي عام 1967. ومصر 41.492.745 ديناراً كويتياً، وباكستان بلغ المبلغ 2.948.237 ديناراً كويتياً والجزائر بلغ المبلغ 1.119.414 ديناراً كويتياً، وأفغانستان 2.992.115 ديناراً كويتياً، واريتريا 1.186.227 ديناراً كويتياً، والعراق بلغ 21 مليون دينار كويتي، وبلغت المساعدات إلى لبنان 4.358.559 ديناراً كويتياً وبلغ إجمالي ما قدمته اللجنة إلى أُسر الشهداء لدى الشعبين اللبناني والفلسطيني 6.715.881 ديناراً كويتياً.

وقبل أيام تم افتتاح مركز أمراض وزراعة الكلى بحضور مسؤولون من منطقة الصباح الصحية، وزارة الصحة واللجنة الشعبية لجمع التبرعات الممولة للمشروع، وهو امتداد لمستشفى حامد العيسى ويعرف أيضاً بمركز زراعة الأعضاء في مجمع مستشفى الصباح بمنطقة الشويخ ويضم 68 سريراً إضافة إلى 11 غرفة عزل و4 غرف عناية مركزة و15 وحدة غسيل كلى ويهدف المركز إلى تقديم الخدمات العلاجية المتميزة لمن يعانون من أمراض الكلى المزمنة ومساعدتهم في سبيل تحقيق حياة صحية أفضل لهم، ويقدم المركز خدمات زراعة الكلى والخلايا الجذعية وغسيل الكلى، العلاج الكيميائي وكذلك معالجات ما بعد العمليات.

بارك الله لكل من ساهم ودعم مسيرة الكويت الإنسانية.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي