أبعاد السطور

ثعالب تكفيرية!

تصغير
تكبير

«يمكن أن تخدع كل الناس بعض الوقت، وبعض الناس كل الوقت، لكنك لن تستطيع خداع كل الناس كل الوقت». أبراهام لينكون.

تغيب (ثعالب تكفيرية) عن الظهور الإعلامي لفترة، ثم تعود من جديد تتحدث... عن خطورة ‏الفكر والمنهج والأسلوب عند بعض الجماعات الإسلامية الشاذة دينياً وعقائدياً واجتماعياً، ‏ومما يأتي في كلامهم أن جماعة داعش وجماعة النُصرة ‏هما على منهج عقدي واحد، لكنهما يختلفان في الطريقة والأسلوب، ويقولون انهم فكرياً وعقائدياً ضد تلك الجماعتين الإرهابيتين (داعش والنصرة)!

أمثال هذه الثعالب التكفيرية كانت تدعم تلك الجماعات الإرهابية بالفتاوى التي تؤيدهم، وبالأموال التي يجمعونها لهم، وكانوا يشدون الرحال مسافرين إلى تلك الأراضي التي تتواجد بها تلك الجماعات الإرهابية في العراق وفي سورية، ويقومون بالتصوير معهم، وتشجيعهم، ودعمهم إعلامياً، ‏ولقد غرر امثال هذه الثعالب التكفيرية بالكثير من الشباب السذج ‏الأبرياء الذين صدقوهم وآمنوا بقولهم بأن القتال في صف تلك الجماعات الإرهابية هو جهاد خالص في سبيل الله تعالى!

ومن الغرائب المؤسفة عند مثل هؤلاء الثعالب التكفيرية أنهم لا يؤمنون بأن في رقبتهم بيعة لأحد أبداً! ولقد قال رَسولَ اللهِ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ،: «مَن خَلَعَ يَدًا مِن طَاعَةٍ، لَقِيَ اللَّهَ يَومَ القِيَامَةِ لا حُجَّةَ له، وَمَن مَاتَ وَليسَ في عُنُقِهِ بَيْعَةٌ، مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً». حديث صحيح.

‏في الحقيقة عودة أمثال هؤلاء الثعالب التكفيرية من جديد للناس وللإعلام لا أظن أنها عودة طبيعية وشريفة ونزيهة، بل أظن أنها المناورة القذرة عقائدياً، من أجل مكسب جديد.

في نهاية السطور... قال الشاعر أحمد شوقي في بداية إحدى قصائده:

بَرَزَ الثَعلَبُ يَوماً

في شِعارِ الواعِظينا

فَمَشى في الأَرضِ يَهذي

وَيَسُبُّ الماكِرينا

‏ثم ختم شوقي القصيدة بهذين البيتين:

أَنَّهُم قالوا وَخَيرُ القول

قَولُ العارِفينا

مُخطِئٌ مَن ظَنَّ يَوماً

أَنَّ لِلثَعلَبِ دينا!

اللهم احفظ هذه البلاد وشعبها من شر كل مَن بِه شر، وسدّد خُطى أميرنا صاحب السمو أمير البلاد نحو دروب الخير.

halrawie@gmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي