قدّم 22 قطعة موسيقية برؤية مغايرة
«ليلة عمر خيرت» أمطرت أنغاماً عذبة... على جمهور «مركز جابر الثقافي»


من سُحب النغم الأصيل، أمطرت معزوفات الموسيقار المصري عمر خيرت وفرقته الموسيقية بأعذب الألحان، يومي الخميس والجمعة الماضيين، وذلك على خشبة المسرح الوطني في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، وتحت مظلة شركة «ليلة عمر».
وقدّم خيرت الليلة الأولى، التي حضرتها «الراي»، برؤيته الإبداعية المغايرة 22 قطعة من أجمل موسيقاه التصويرية و«التترات» التي وقّعها في الدراما التلفزيونية والسينما، لا سيما معزوفته الشهيرة في فيلم «ليلة القبض على فاطمة» من بطولة فاتن حمامة، وهي أول معزوفة له في السينما.
خيرت، ارتأى أن يستهل الفصل الأول من الحفل، بموسيقى أوبريت «العرافة والعطور الساحرة» أحد أشهر الأعمال التي قام بتأليفها، أتبعها بموسيقى «هي دي الحياة».
وبعد تسخين الأجواء بتلك المعزوفتين، اشتعلت الأجواء بقوة على وقع الموسيقى الرائعة للفيلم العربي «خلي بالك من عقلك»، لتضيء مصابيح الأمل في عتمة اليأس والإحباط، وتُذكّرنا بالكوميديا السوداء، التي جمعت بطلي الفيلم عادل إمام وشريهان.
أيضاً، تألق خيرت وفرقته بمجموعة من المعزوفات، بينها «حبيبة» و«في هويد الليل» و«مسألة مبدأ 2»، بالإضافة إلى موسيقى «تيمة الحب» من فيلم «الإرهابي» لعادل إمام.
ولم يكتفِ الموسيقار المصري بهذا - الكم المتنوّع - من المؤلفات الخالدة، بل تألق أيضاً بعزف «زي الهوى» وهي مقدمة المسلسل الدرامي «اللقاء الثاني» بطولة محمود ياسين وبوسي، والتي تألق بغنائها وقتذاك الفنان علي الحجار، ليبدع من بعدها بموسيقى مسلسل «الداعية» وموسيقى «فوازير جيران الهنا» حيث ألّفها بعبقرية فذة.
«الفصل الثاني»
وبعد استراحة قصيرة، انطلق الفصل الثاني من الحفل، بمعزوفة «خايف من بكرة ليه»، قبل أن تغزو الفراشات الورود في موسيقى «الربيع»، ليسافر بألحانه النوعية إلى عالم «الخواجة عبدالقادر» للفنان يحيى الفخراني.
عندئذٍ، عانقت أنامل خيرت أصابع البيانو لتنثر قلوب الحب في أركان المسرح، مصحوبة بزخاتٍ من قطرات الرومانسية في التحفة الموسيقية «ليلة القبض على فاطمة»، تلتها موسيقى الفيلم العربي «عفواً أيها القانون» من بطولة فريد شوقي ونجلاء فتحي ومحمود عبدالعزيز.
ثم، استحضر ذكريات الموسيقى التصويرية للمسلسل التلفزيوني «صابر يا عم صابر»، أعقبها بعزفٍ أسطوري لموسيقى فيلم «مافيا»، كما أبدع في العديد من المعزوفات، لأعمال مثل «عارفة» و«البخيل وأنا» و«100 سنة سينما» و«قضية عم أحمد»، ليختم الليلة الأولى بموسيقى «فيها حاجة حلوة»، تاركاً في قلوب محبيه مزيجاً من المشاعر المختلطة، بين الفرح والشجن والأمل.
«من جدَّ وجد»
أعرب الموسيقار عمر خيرت عن سعادته بتكريمه في مهرجان «ليلة عمر2024» عن مجمل مشواره الفني.
وقال خيرت خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد بحضور رئيس مجلس إدارة شركة «ليلة عمر» عبدالعزيز الزيدي، قبل دقائق من انطلاق حفله في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي مساء الخميس: «الحمد لله أنني نجحت في إيصال هذا الفن، ليعيش مع الجمهور على مدى 40 عاماً، فَمَن (جدَّ وجد)».
وحول تكريمه في الكويت، قبل الاحتفاء به في مصر ضمن احتفالية كبيرة عنوانها «40 سنة عمر خيرت» ستُقام في قصر عابدين التاريخي في السابع من يونيو المقبل، ردّ قائلاً: «إنها (ليلة عمر) بالتأكيد، وأنا أشكر الشعب الكويتي على حفاوة الاستقبال وحسن الضيافة، وعلى هذا الحب الذي منحوني إياه».
وبسؤال «الراي» عن شعوره بعد نفاد التذاكر لحفليه في مركز الشيخ جابر الثقافي، علّق خيرت: «الحمد لله. هناك الكثير من الجمهور الكويتي يحضرون حفلاتي في الكويت وفي مصر أيضاً، وأنا أسعد وأتشرف بحضورهم دوماً».
من جهته، تحدث الزيدي قائلاً: «يسعدنا من خلال مهرجان (ليلة عمر 2024) أن نكرّم الموسيقار الكبير الفنان عمر خيرت، والذي يعد أحد الأسماء الرائدة في تاريخ الفن والموسيقى في العالم العربي وأحد ألمع فنانيه، ويأتي هذا الاحتفال بمناسبة مرور 40 عاماً على مسيرتة الفنية المتميزة».