قيم ومبادئ

عام سياسي جديد!

تصغير
تكبير

لماذا يهنئ الناس بعضهم بعضاً في كل إطلالة لعام جديد؟! وماذا حصلوا من الدنيا ليحرصوا على البقاء فيها... من منّا يستطيع أن يقول إنه أصبح سعيداً لأنه رأى بارقاً يبرق في سماء حياته يبشر بالرياح اللواقح لإصلاح الواقع والتغيير للأفضل؟ فضلاً عما وجده البارحة من نجوم تتهاوى ورعود قاصفة وصواعق محرقة وزلازل مزلزلة وغيوم متلبدة؟

لا استقرار في هذه الحياة إلا إذا نشرنا قيمنا واخلاقنا التي جاء بها الإسلام وافاض بها الناس على ربوع الكويت الحبيبة، ولن يسود العدل إلا إذا هدأت أطماع النفوس واستقرت ملكةُ التسامح والانصاف بين الشركاء وعرف كل ذي حق حقه، وقنع كل بما في يده عما في يدي غيره، فلا يحسد فقيرٌ غنياً ولا جاهلٌ عالماً وامتلأت النفوس عزةً وشرفاً، فلا يبقى شيء من تلك الحبائل السياسية والحيل المنصوبة لاغتيال المناصب القيادية والمال العام باسم الديموقراطية أو باسم الوطنية أو باسم الإنسانية أو حتى باسم العلم؟ ولاختفت الشهادات المزورة فلا ترى طبيباً يدّعي علم ما لم يعلم ليسلب المريض روحه وماله.

ولا تاجراً يشتري ويستورد بعشرة ويبيع بمائة! ولا حساباً خارجياً ينشر الفضائح كي يضرب الناس بعضهم ببعض حتى تستطيل الألسن بأعراضهم في مقابل حقن الأموال برصيده في البنوك... ويسمي ذلك حرية!

وما دامت هذه المطالب والنوايا الدنية يسميها البعض ممارسه تقدمية وإنما هي احلامٌ كاذبة سريعاً ما تمضي كومض البرق، فلا مطمع في سلام دائم ولا أمان ولا أمل في سعادة ورغد العيش، ولا فرق بين الأمس واليوم، فالرجل السياسي الغني لا تجد حوله إلا الأيدي الناهبة أمواله!

والفقير المتقاعد تتقاذفه الأرجل وتتجاذبه الألسن، والعالِمُ ولّع به الحاسدون! وان كان جاهلاً اتخذه السياسيون مطية لا يزالون يركبونها إلى مقاصدهم واغراضهم الانتخابية، فماذا جنينا من كل عام سياسي جديد؟! وهذه الديموقراطية المزعومة!!

ولكننا اليوم بتنا نرقب فجراً ينبلج عن صبح يشرق من جديد لكويتٍ جديدة. فسمعاً وطاعةً يا صاحب السمو فيما ترونه للكويت وأهلها.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي