غوتيريش أكد أن سكان القطاع يُمكنهم الاعتماد على دعم الكويت... منارة الإنسانية
«سند» بملياري دولار... للتعافي المبكر في غزة
- الأمين العام: طريق العودة من الدمار والصدمة التي خلّفتها الحرب... سيكون طويلاً
- سكان الكويت شهدوا أزمة عميقة وعاشوا تجربة التعافي منها
- المطيري: القضية الفلسطينية حالة إجماع لدى جميع مكوّنات المجتمع الكويتي
- المعتوق: الشكر للمقام السامي لدعمه المتواصل لمسيرة العمل الخيري والإنساني
شهدت الكويت أمس إطلاق المبادرة الإنسانية «سند»، لتعزيز التدخلات الإنسانية والتعافي المبكر في قطاع غزة، ببرامج يتجاوز الملياري دولار لصالح قطاع غزة، يتم تنفيذها خلال العامين 2024، 2025.
أعلن ذلك مدير عام الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية بدر الصميط، في ختام المؤتمر التاسع للشراكة الفعّالة من أجل عمل إنساني أفضل، الذي التأم برعاية سمو رئيس مجلس الوزراء، تحت شعار «شراكة إنسانية»، وأقامته الهيئة الخيرية بالتنسيق مع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية OCHA في فندق كراون بلازا.
وقال الصميط إن المبادرة ستعمل خلال العامين القادمين -كمرحلة أولى قابلة للتمديد- لضمان اتخاذ تدابير فعَّالة، وتطبيق آليات مستدامة، تجاه عملية الإغاثة والتعافي المبكر في القطاع، من خلال المسارات الخمسة للمبادرة؛ وهي: التدخلات المنقذة للحياة، والإيواء، والصحة، والتعليم، والتمكين الاقتصادي.
5 توصيات
كما أعلن الصميط، توصيات المؤتمر التي جاءت كالتالي:
1 - إطلاق نداء إنساني عاجل ومناشدة لجميع قادة الدول والحكومات، وقيادات الهيئات والمؤسسات الدينية، ورؤساء المنظمات الدولية على مستوى العالم؛ للتدخل العاجل من أجل وقف الكارثة الإنسانية المستمرة في قطاع غزة.
2 - دعوة أطراف النزاع إلى احترام القانون الدولي الإنساني، والالتزام بحماية المدنيين والعاملين الإنسانيين في ميدان الإغاثة، وتسهيل مهامهم في إغاثة المنكوبين والنازحين، وحماية الأعيان المدنية.
3 - دعوة وكالات الأمم المتحدة الإنسانية والمنظمات الإنسانية، إلى البدء مبكرا وتوًا في التخطيط لعملية شاملة وممتدة لتعزيز التدخلات الإنسانية والتعافي المبكر في قطاع غزة على مدى السنوات الخمس القادمة، مع تعميق الشراكة، وتعزيز المنح التشاركي؛ لتحقيق التكامل في الموارد والقدرات والممكنات، وتجنُّب ازدواجية الجهود.
4 - دعوة وكالات الأمم المتحدة الإنسانية والمنظمات الإنسانية على اختلاف أنماطها وأدوارها، إلى المسارعة في المشاركة في مبادرة «سند».
5 - تشكيل لجنة مشتركة من المنظمين لتعزيز التواصل ومتابعة تنفيذ البرامج المعلنة ضمن مبادرة «سند»، وإعداد تقارير دورية نصف سنوية بتقدُّم التنفيذ، وتقرير ختامي بإنجازات المبادرة، يُقدَّم للجهات الرسمية في الكويت، وإلى الأمين العام للأمم المتحدة، على أن يحدَّد قرار تمديد المبادرة بالتنسيق مع الشركاء بحسب المستجدات لاحقًا.
ورفع الصميط أسمى آيات الشكر والعرفان لصاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد؛ على موقفه الداعم للقضية الفلسطينية ولجهود العمل الإنساني الكويتي والعالمي.
منارة الإنسانية
وفي وقائع المؤتمر، جدّد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش دعوته إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، أكد أن سكان غزة يمكنهم الاعتماد على دعم الكويت وشراكتها، مثمناً مواقفها التي وصفها بأنها منارة للمساعدة الإنسانية.
وقال غوتيريش في كلمة مسجلة له، أذيعت أمس، إن التزام المجتمع الإنساني بمساعدة الناس ودعمهم، هو بصيص نور وسط الظلمة، وتعتمد الوكالات الإنسانية، بقيادة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين «أونروا»، التي تشكل العمود الفقري لجهود الأمم المتحدة في غزة، تعتمد على شراكات قوية لأداء عملها.
وتوجه غوتيريش «بالشكر إلى حكومة الكويت والهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، وشركائهما الاستراتيجيين، على كل ما يبذلونه لتعزيز ودعم الشراكات الفعّالة في مجال المساعدة الإنسانية، فلطالما كانت الكويت منارة للمساعدة الإنسانية، ويتجلى هذا الالتزام مرة أخرى في دعمكم للناس في غزة».
وكرّر دعوته إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية، والإفراج غير المشروط عن جميع الرهائن، وزيادة فورية في المساعدات الإنسانية، مبينا أن وقف إطلاق النار لن يكون سوى البداية، فطريق العودة من الدمار والصدمة التي خلّفتها هذه الحرب سيكون طويلا، وسيحتاج سكان غزة إلى شراكات أقوى وأعمق للحصول على المساعدة الإنسانية والتنمية على المدى الطويل، للوقوف على أقدامهم مجددا، وإعادة بناء حياتهم.
تجربة التعافي
وأضاف «يشعر العديد من سكان الكويت بهذا شخصياً، بعد أن شهدوا أزمة عميقة وعاشوا تجربة التعافي منها، وإنني أعلم أن سكان غزة يمكنهم الاعتماد على دعمكم وشراكتكم، ودعم وشراكة الحكومات والجمعيات الخيرية والوكالات الإنسانية في جميع أنحاء المنطقة».
التزام الكويت أخلاقي
من جانبه، أكد ممثل راعي الحفل وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الدكتور بدر المطيري، إن الكويت كانت وستظل سبّاقة في دعم القضايا العربية والإسلامية، ومناصرة الحقوق المشروعة والعادلة لشعوبها، وعلى رأسها قضية فلسطين، تلك القضية التي شكّل الدعم الكويتي لها - على مدى أكثر من 7 عقود - تاريخاً من التضامن والوفاء والارتباط الوجداني بأحداثها ومقدساتها وفي القلب منها المسجد الأقصى المبارك.
وأضاف أن موقف الكويت التاريخي الثابت والمبدئي، واكب التزامها الأخلاقي بتقديم جميع أشكال الدعم السياسي لقضية فلسطين وشعبها ومقدساتها عبر المحافل والمنابر الدولية، وفي ظل السياسات الاستيطانية والعدوان الإسرائيلي على أهلنا في فلسطين، ازداد الوعي الشعبي الكويتي، عمقاً ورسوخاً ودعماً لنضال الشعب الفلسطيني، من أجل نيل حقوقه المشروعة بإقامة دولته المستقلة على أرضه وعاصمتها القدس الشريف.
ولفت المطيري إلى أن صورة دعم الكويت لفلسطين تكتمل بريادتها في المجال الإنساني، وتكامل أدوار المؤسسات الخيرية الكويتية، وجمعيات النفع العام، وتناغمها مع الدور الحكومي الذي يستلهم رؤية القيادة السياسية الحكيمة في وقوفها إلى جانب الحق الفلسطيني، لتلتقي جميعًا في بوتقة الإجماع والثبات على مواصلة تبني دعم القضية الفلسطينية كقضية محورية ومركزية، وبذلك أصبحت القضية الفلسطينية تمثل حالة إجماع لدى جميع المكوّنات الفكرية والاجتماعية والسياسية في المجتمع الكويتي.
كارثة إنسانية
من جانبه، قال رئيس الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية الدكتور عبدالله المعتوق، إن المؤتمر جاء لبحث أبعاد الأزمة الإنسانية في القطاع المدمر بفعل آلة الحرب والتشارك في دعم عملية التعافي المبكر في مرحلة ما بعد الكارثة وابتكار حلول ناجعة.
وأوضح المعتوق أن المؤتمر تناول هول الكارثة الإنسانية في غزة ونتائجها المروعة ودور المجتمع الدولي تجاه ما يجري من تجويع وتهجير قسري وتدمير لكل مقومات الحياة.
وأضاف واسمحوا لي أن أرفع، باسم هذا الجمع الإنساني الكريم، أسمى آيات الشكر والامتنان إلى مقام صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد، لدعمه المتواصل لمسيرة العمل الخيري والإنساني، وتوجيهاته السديدة بمساندة إخواننا في غزة، والشكر موصول إلى سمو رئيس مجلس الوزراء لرعايته هذا المؤتمر، في إطار حرصه الدائم على دعم القطاع الخيري ودوره في تعزيز جهود الشراكة الإنسانية الدولية.
وأضاف «رأينا من واجب الوقت أن نطلق خلال هذا المؤتمر مبادرة إنسانية دولية، تحت اسم (سند)، للإعلان عن البرامج الإنسانية، التي تنتوي كل منظمة إنفاذها في غزة خلال العامين المقبلين، في شراكة جادة وفاعلة للإسهام في تعزيز التدخلات الإنسانية والتعافي المبكر في مجالات الإغاثة والإيواء وإعادة الإعمار والصحة والتعليم والتمكين الاقتصادي».
وصمة عار أخلاقية
وفيما أعربت مساعد الأمين العام للشؤون الإنسانية جويس مسويا، عن الشكر لحكومة الكويت والهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، على دعمهما الثابت للأشخاص الذين يعانون من الأزمات في جميع أنحاء العالم، اعتبرت أن عقد المؤتمر للمرة التاسعة، شهادة على تصميمهم على الحد من المعاناة في جميع أنحاء العالم، ويأتي ذلك في وقت حرج بالنسبة لشعب غزة.
المعتوق ينعى
رشيد خاليكوف
نعى المعتوق نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشراكات الإنسانية رشيد خاليكوف، الذي وافته المنية، بعد مسيرة عطاء طويلة في مجال العمل الإنساني والإغاثي.
وقال «كانت للمسؤول الأممي الكبير بصمات واضحة في إنجاح النُسخ السابقة من المؤتمر وتبادل المعلومات من أجل عمل إنساني أفضل، كما كان له حضور بارز في المشهد الإنساني العالمي».
شكر لرعاة المؤتمر
أعرب المعتوق عن جزيل الشكر وأوفاه، إلى المنظمات الراعية للمؤتمر، والمتمثلة في «هيومان أبيل»، والرحمة العالمية ونماء الخيرية، ومبرة العوازم الخيرية، وJust Human، والهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، وبنك وربة، ومجموعة الراي الإعلامية، وجريدة الأنباء.
العون: أكثر من 20 طائرة
و257 شاحنة مساعدات
قال رئيس مجلس إدارة جمعية السلام للأعمال الإنسانية والخيرية الدكتور نبيل العون، إن الجمعية وفقت بشراكة ناجحة مع الهيئة الخيرية بتسيير أكثر من 20 طائرة شحن جوي، وأكثر من 257 شاحنة محملة بالمساعدات النوعية بمجموع 6705 أطنان تتضمن أجهزة ومعدات طبية لمساندة المستشفيات و20 سيارة إسعاف وأكثر من 6000 خيمة و1000 سرير و258 دورة مياه متنقلة، ومكائن كهرباء ضخمة و65 ثلاجة بالطاقة الشمسية ومواد غذائية متنوعة وملابس، ومستمرون بالمساعدات إلى غزة دون توقف.
الكواري: 200 يوم
من التدخل الإغاثي
أكد الرئيس التنفيذي لـ«قطر الخيرية» يوسف الكواري، أن المنظمة تواصل تقديم يد العون والمساعدة للمتضررين في غزة، على مدار 200 يوم، من خلال تدخلاتنا الإغاثية، شاركنا بإرسال 95 طائرة، بالشراكة مع صندوق قطر للتنمية، وجهات خيرية، بحجم 2800 طن من المساعدات، وتوزيع قرابة 845 طناً من المواد الغذائية، ووفرنا 1600 خيمة، وأكثر من 44 ألف حزمة من المستلزمات الطبية والإيواء والملابس.
يلدريم: الكويت سفيرة
الخير بالنسبة لنا
تقدم ممثل مؤسسة الإغاثة الإنسانية التركية بولند يلدريم، بالشكر لسمو أمير دولة الكويت والهيئة الخيرية الإسلامية العالمية وجميع المؤسسات الخيرية في الكويت والشعب الكويتي على أعمال الخير النبيلة والمميزة التي يقدمونها.
وأضاف «الكويت سفيرة الخير بالنسبة لنا. قدمت يد العون للعالم بأسره، وخدمت البشرية، في تركيا وقفوا بجانبنا وعمروا المنازل ومدوا يد العون للمتضررين من الزلزال الكبير الذي ضرب تركيا وسورية، كما أنهم كانوا ولايزالون دائماً بجانب شعب فلسطين، بل بذلوا كل ما بوسعهم من الإمكانيات المتاحة. واليوم، تتواصل أعمالهم النبيلة ليس فقط في فلسطين ولكن نرى بصمة الكويت في جميع أنحاء أفريقيا والعالم كله».
وسيم أحمد: وضع
كارثي غير مسبوق
رأى ممثل الإغاثة الإسلامية في برمنغهام وسيم أحمد، أن ما يحدث في غزة هو وضع غير مسبوق وكارثي، إنها أزمة لم نشهدها قط في أجيالنا. يتعرّض آلاف الأطفال للقصف ويستخدم التجويع كسلاح للحرب. إنه أمر مؤسف للغاية أن نشهد كل هذا في هذا العالم. هناك ملايين من الأشخاص على حافة مجاعة من صنع الإنسان في جميع أنحاء غزة.
رشيد: 300 مليون دولار
مساعدات إنسانية
قال ممثل مؤسسة الخير في المملكة المتحدة قاسم رشيد، «نجحنا خلال السنوات الماضية بتقديم أكثر من 300 مليون دولار مساعدات إنسانية، في غزة وحدها خلال الأشهر الماضية أرسلنا أكثر من 500 شاحنة مساعدات وحمولة طائرات بقيمة 35 مليون دولار. لذلك أود أن أترك بصمة وأثراً في قلوبكم حتى نتشجع جميعاً للعمل الخيري من أجل خدمة الإنسانية».