المعرض أُقيم في مقر «بيت السدو»
«نقش»... سامي محمد يُلهم الإبداع لطالبات «بيان»
من قلب مقر جمعية بيت السدو الحرفية، نظّمت «ثانوية بيان» للبنات معرضاً فنياً حمل عنوان «نقش»، برعاية الرئيس الفخري لجمعية بيت السدو الحرفية الشيخة ألطالف سالم العلي الصباح، ورئيس مجلس إدارة الجمعية الشيخة بيبي دعيج جابر الصباح.
«نقش» احتوى على مجموعة من الجداريات والأعمال الفنية التي صُنعت ورُسمت بأنامل طالبات الثانوية، حيث استلهمن أفكارهن وتصاميمهن من إبداع وأعمال الفنان الكويتي القدير سامي محمد.
«تعبير عن الذات»
على هامش المعرض، تحدثت الشيخة بيبي لـ«الراي» قائلة: «تحتضن الجمعية المواهب والإبداع، ودائماً يوجد تعاون بيننا مع وزارة التربية. والفنان سامي محمد يُعتبر أحد أعمدة الفن الكويتي المعاصر، إذ من النقوش التي يحب تكرارها بأعماله هي نقوش السدو، كما انه يمتلك خطاً كاملاً باسم (سدويات). وفي هذ المعرض، تعاونت (ثانوية بيان) للبنات معه، والخط الذي انتهجوه هو الدمج بين أعماله ونقوش السدو. ومن بعد هذا المعرض سيتم تنقله في الكويت، وأول محطة ستكون في مجمع الحمراء».
وأكملت: «عندما شاهدت ما قامت به الطالبات من إبداع بُهرت، فتواصلت مباشرة مع إدارة مجمع الحمراء لإقامة المعرض فيه، كما ستكون هناك خطة لإقامته في أماكن أخرى داخل الكويت. هذا الإبداع من طالبات الثانوية يدل على قوة التربية الفنية، وقوة الموجهات، ومدى التعاون مع الفنان سامي محمد الذي كان يوجههم بين الفترة والأخرى».
وختمت بالقول «الفن مهم في نشأة الشباب، كونه من وجهة نظري يمنح التعبير عن الذات، ويعتبر من أسهل الطرق التي تتيح ذلك الأمر، كما ان الفن يخلق الإبداع ويزيد من الثقافة التي تتجدّد من فترة لأخرى».
«دعم الفن والفنانين»
من جانبه، قال الفنان سامي محمد لـ«الراي»: «كل الأعمال المشاركة في (نقش) لها قيمة فنية وإبداع، ولم تقصر الشيخة ألطاف والشيخة بيبي لاحتضانهما المعرض، كذلك الموجهات والمشرفات والمعلمات في احتضان الطالبات، إذ كنّ السبب في دفعهن للإبداع. وصحيح أنهن قد تأثرن بأعمالي، لكن كل عمل له قيمة فنية قائمة لوحده، وبإذن الله أن يستمر دعم الفن بهذه الطريقة عند غالبية المدارس».
وأضاف «أتمنى من وزارة التربية أن تهتم بتعزيز ثقافة التربية الفنية لدى الطلبة، وأن ترفع من اهتمامها في عملية مناهج التربية الفنية، فالاهتمام بالفن والفنانين والمبدعين واجب، خصوصاً فئة الطلبة والشباب كونهم عماد الوطن».
«ثاني معرض»
وأشارت مديرة «ثانوية بيان» عالية دشتي لـ«الراي»، إلى أن «المعرض هو نتاج طالبات الثانوية، ويُعتبر الثاني لنا، وهو مستوحى من أعمال الفنان سامي محمد، والفكرة منه أن نستوحي ونحاكي أعماله ولوحاته من خلال إبداع طالباتنا وفكرهن، والمعرض يحتوي على جداريات من أروع ما يكون، والحمدلله أثنى بنفسه على الأعمال».
وتابعت: «ما قمنا به يعتبر تنشئة جيل واع لثقافة فنية لنصل إلى العالمية من خلال الأعمال التي نقدمها».
«إنشاء جيل واعٍ مثقف»
بدورها، قالت رئيسة قسم التربية الفنية والمنسق العام للمعرض خديجة الصايغ لـ«الراي»: «بعد نجاح الموسم الأول من المعرض، أقمنا الثاني الحالي بمشاركة 12 طالبة تقريباً، وشعبتين من قسم التصوير والتصميم الفوتوغرافي في ثانوية بيان، والتحضير له استمر على مدى عام دراسي كامل».
وأضافت «الهدف الأساسي من إقامة هذه المعارض الفنية هو إنشاء جيل واعٍ مثقف فنياً، قادر على أن يتذوق الأعمال وينتجها بمحاكاة مع فنانين كويتيين عالميين نعتبرهم مدرسة فنية في الكويت أمثال الفنان سامي محمد، كما انه يهدف إلى تعزيز قدرات الطالبات وزيادة ثقتهن في أنفسهن للقيام بأعمال فنية والتقييم والرسم بأسلوب مدارس كويتية عالمية مختلفة».
«رعاية واهتمام»
أعرب الوكيل المساعد في الديوان الأميري المدير العام لمكتب الشهيد صلاح العوفان، لـ«الراي» عن سعادته وفخره بمشاهدة المعرض الذي تنظمه ابنة الشهيد المقدم طيار ضياء الصايغ، لافتاً إلى أن «استضافة (بيت السدو) له دليل على رعاية واهتمام الدولة بأبنائها وبناتها».
طالبات... فنانات
قالت الخريجة زينة طالب الشريف: «قدمت عملاً مقتبساً من الفنان سامي محمد، لكن غيّرنا فيه قليلاً، وزدنا في تفاصيل الرسمة لنبيّن النقش فيها. وفعلياً احتاج إنجازه وقتاً طويلاً، لكنه لم يكن صعباً كونه تم بالتعاون مع الطالبتين حوراء البلوشي ودلال خالد».
بدورها، قالت الطالبة سارة كمال إن «الأمر الصعب خلال الرسم هو الوجه، وقد استلهمنا الفكرة من الفنان سامي، وغيرنا في فكرتها بحسب رؤيتي وبصمتي».
أما طالبة جامعة الكويت وخريجة «ثانوية بيان» أفنان أحمد، فقالت: «اقتبست رسمتي من لوحتين للفنان سامي، وأخذت أجواء من اللوحة وركبتهما معاً، كما اخترت ألواني الخاصة».