الردّ الصارم الإسرائيلي على إيران... أمني ومؤجَّل

مقاتلات من سلاح الجو الإسرائيلي
مقاتلات من سلاح الجو الإسرائيلي
تصغير
تكبير

لا ترغب أميركا في «حرب إقليمية»، ولا يريد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تعريض إسرائيل لهجمة إيرانية صاروخية ثانية ومعها حلفاؤها إذا اقتضى الأمر.

أما أوروبا، فأعرب مسؤولوها خلال اجتماع وزراء خارجية الدول السبع في جزيرة كابري الإيطالية، عن أنها «أثبتت أنها تدافع عن إسرائيل» ولكن «استخدام القوة المتبادلة بين الدول يجب أن يتوقف والقول لإسرائيل أن أي تصعيد يقود إلى حرب وإلى لعبة الشطرنج، خطوة مقابل خطوة».

إذاً ما الخيارات المتبقية لإسرائيل وهل ستتقبّل الضربة التأديبية الإيرانية من دون رد؟

تقول مصادر قيادية إيرانية، إن «لدى إسرائيل خيارات محدودة، أوّلها القيام بأعمال تخريبية أو اغتيال شخصية أو شخصيات مهمة في الحرس الثوري. وهذه الأعمال تقوم بها جهات مُعارِضَة للجمهورية الإسلامية بينها مجاهدين خلق وجهات كردية في شمال غربي البلاد وأخرى في سيستان بلوشستان بالجنوب الشرقي».

وهؤلاء تدرّبوا منذ عقود على يد جهاز «الموساد» الإسرائيلي ويستطيعون التحرك في البلاد أكثر من غيرهم.

ولدى إسرائيل، بالتعاون مع وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إي)، مخرجُ تستطيع من خلاله نفي مسؤوليتها أو عدم الإعلان عما ستقوم به من عمل أمني ولكنها توصل الرسالة بطريقة أخرى مثلما تعودت أن تفعل من خلال تسريبات صحافية وليس عبر إعلان رسمي لتفادي رد الفعل.

كذلك تستطيع إسرائيل - بحسب المصادر القيادية - ضرب تجمعات مهمة للحرس الثوري في سورية، حيث لها حلفاء أمنيون على الأرض تعاملوا معها خلال سنوات الحرب، ولديها - كما لدى أميركا - علاقات تخوّلها القيام بعمليات تخريبية فردية أو متعددة.

«إلا أن إيران لن يغيب عنها ذلك وهي اتخذت التدابير الأمنية اللازمة من دون أن يعني ذلك أن اختراقات معيّنة مستحيلة. لكننا سنتعامل مع كل خرق أمني على حدة وبحسب حجمه وأهدافه ونتائجه»، وفق ما تؤكد المصادر.

ويفضّل نتنياهو وكذلك الرئيس جو بايدن عدم مواجهة إيران وجهاً لوجه، لمعرفة إسرائيل بامتلاك طهران صواريخ متقدمة، وأنها لن تَستخدم صواريخ قديمة، كما فعلت في الضربة الأولى، وتملك أيضاً عنصر المفاجئة ولن تعطي حلفاء إسرائيل الوقت الكافي للاستعداد، وهذا ما أكده الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي.

ومن المتوقع أن تُمْضي إسرائيل عيد الفصح اليهودي لمدة أسبوعين من دون أن تقوم بأي حركة عسكرية ظاهرية (لكن الضربة الأمنية ترتبط بموفّقية الهدف في أي وقت).

ومن المستبعد جداً أي ضربة وجهاً لوجه في أي وقت من هذه المواجهة لأن إيران أثبتت أنها مستعدة للرد وأنها لا تخاف ضرب إسرائيل في أي وقت.

لقد فقدت تل أبيب زخم الضربة الفورية، وهذا ما يتمنّاه نتنياهو الذي أساء تقدير الموقف بضربه وتدميره القنصلية الإيرانية في سورية.

وبدأت أصواتٌ تدعم تردُّد نتنياهو مثل كبير الحاخامات، الذي أكد أن «أي رد على إيران سيجلب الويل لإسرائيل».

وسيكتفي رئيس الوزراء بالتعاطف الدولي الذي استعادته إسرائيل بعد المذابح التي ارتكبتها في غزة والتي أفقدتْها دعم العالم وحتى حلفائها، كما باستعادة زخم «الحلف الإقليمي» الذي ساعد إسرائيل في صدّ الهجوم الإيراني بما يسمح لنتنياهو بالاكتفاء.

تُضاف إلى هذا، التسريباتُ التي أظهرت إصابة طهران، المفاعل النووي في ديمونا وكذلك تصحيح النسبة التي صدّتها إسرائيل، وأُعلن أنها 84 في المئة وليس 99 في المئة.

وهذا التسريب يُضْعِف نتنياهو الذي يَظهر ضعيفاً وانه تسبب بخسارة فادحة للردع الإسرائيلي.

ويستبعد مسؤولون إيرانيون، أن يكون «هذا التسريب تمهيدا لضربة إسرائيلية للمفاعلات النووية الإيرانية المحصنة تحت الأرض لمسافات عميقة جداً وتتمتّع بحماية صاروخية دفاعية متينة»، معتبرين «أن عشرات الصواريخ ستنهال على إسرائيل إذا تجرأت على ذلك، ولن تستطيع بأي حال ضرب المعرفة والإنجازات والقدرات النووية الإيرانية».

لا تريد أميركا ولا إيران الحربَ في الشرق الأوسط والتي لم تعد تخدم إسرائيل التي ضُرب ردعها في الصميم. ولم يعد لنتنياهو خيارات تستعيد هذه القدرة التي ضربتْها المقاومة الفلسطينية واللبنانية وأكملتْ عليها إيران بـ «الضربة القاضية».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي