نسمع عن قروبات الأمهات، ومنها نفهم أنها مجموعات عبر الواتس اب لتواصل إيجابي بين الأمهات لمعرفة أوقات الامتحانات والتوعوية بالمدارس، لكن بعد ذلك حدث تغير سلبي إلى المُساهمة في الدعوة إلى تغيب التلاميذ والطلاب، حتى يُقال أن ببعض المدارس في مناطق من الكويت هناك غياب جماعي خاصة يوم الخميس، أو قبل أيام العطل حيث تخلو المدارس، وتُهدر طاقات المُدرسين والمُدرسات الذين يجلسون من دون عمل.
هل يُعقل هذا ان يحدث في دولة، من دون أن ننتبه أن خطر قروبات الأمهات يعادل قروبات الغش الذي انتبهت لها الدولة أخيراً؟
شخصياً أنا أرى أن دعوات الأمهات بقروبات الواتس للتغيب أخطر من ذلك، وهي دعوات منظمة للأضراب، واعتقد أن الدعوة للأضراب والتوقف عن العمل من دون سبب يُخالف قوانين الدولة بل عمل مُجرم، مؤكد أنها تحدٍ صريح للدولة، حيث وصفها البعض بقروب وزارة الأمهات!
وأذكر كنا أطفالاً صغاراً بالمدارس، وكنا نحلم بإجازة ما، والآن بين فترة وأخرى مجلس الوزراء يجتمع ليبشرنا بإجازات أخرى قبل العطل من دون مُبرر، وتهدر قدرات الدولة بعطل لا معنى لها، وأيضاً لماذا تعطل الدولة يوم الانتخاب لا أعرف لماذا؟ والمواطن لا يحتاج للتصويت إلا لخمس دقائق فقط، ولماذا سمح للموظف بأخذ إجازة مرضية رغم انه ليس بمريض... في أي بلد يحدث هذا؟
الدكتور سعد بن طفلة، في تغريدة كتب «صلوا القيام، لكنهم اصطفوا في يوم آخر امام المستوصفات للحصول على مرضيات زوراً وكذباً... نحن امام أزمة اخلاق»، وكتب الأستاذ عبدالوهاب العوضي: «غياب طلبة المدارس قبل أي عطلة رسمية وتحكم بالحضور والغياب متى ما رغبوا وبدعم من الأسر وتساهل الوزارة يدل بشكل قاطع أن التعليم في خطر حقيقي»، والطبيب حسن الرشيد، كتب «دخل على عيادتي أكثر من 100 مريض الأغلب من الطلبة والموظفين يطلبون مرضيات، وهنا لم نتمكن من استقبال أصحاب الأمراض المزمنة وأحمل وزارة التربية ما يحدث من فوضى»، وخبر يقول: «300 مراجع في قائمة الانتظار امام مستوصف غرب عبدالله المبارك، للحصول مع ابنائهم على مرضيات بعد الغياب الجماعي لمدارس الكويت».
وكتبت الأستاذة نوال مُلا حسين، في تغريدة: «لا تشتكي من الفساد وأنت كأب وكأم تُغيّب أبنك وتأخذه للمستوصف وتدعي مرضه لتغيبه»، والمعلمة سارة الدريس، كتبت: «حصيلة الدراسة يوم الاثنين قبل الأعياد دوام الطلبة صفر، وثلاثة أرباع المُعلمين استئذان والجلوس في البيت لمتابعة مُسلسل»، وتعليق طريف لأحد المواقع: «فازوا الأمهات على التربية، وزحمة المُستوصفات أعلى من زحمة المنافذ الحدودية».
وفي سياق هذا الموضوع المُهم، أعلنت جمعية النزاهة الوطنية: «أن طلبة يستخرجون طبيات كاذبة لتبرير التغيب، والكويت أصبحت في المركز الأخير عالمياً بمدة العام الدراسي بواقع 174 يوما»!
شخصياً، أرى أن الدعوة للتغيب، أنما فعل مُبكر لتعليم الصغار تحدي الدولة وكسر هيبتها، وضرب التعليم في مقتل، لهذا يُفترض من الجهات المختصة تفعيل القوانين التي تجرم هكذا أفعال، ويحال من يدعو لها للمحاكم، والسكوت مؤشر على ضعف، وللأسف قد ينسحب هذا على مؤسسات الدولة كافة.
وكل هيبة وأنتم بخير!