من منظور آخر

كل شعارات النسوية هراء

تصغير
تكبير

عندما نتكلّم اليوم عن حقوق النساء ونخص النساء، فنحن لا نتحدث عن عدم عدالة الحياة للجميع على السواء، ولا عن الطبقية والعرقية والتي تمس النساء كالرجال، بل أضف إليها معاناة خاصة بالنساء، تحديداً بسبب تكوينهن الجنسي، بسبب القدر الذي حتّم على أحدهم أن يكون في بقعة جغرافية أو بيئة تمارس عليها التمييز الطبقي أو العرقي بالطريقة نفسها التي حتم بها على تلك النساء بسبب بيولوجية أجسادهن، أن تسن عليها قوانين الأعراف والعادات والتقاليد، نساء يحملن مسؤولية شرف وعرض عائلة كاملة.

منذ سنوات طويلة والنساء في معاناة بسبب أقدارهن بأنها أنثى، مورس عليهن أبشع أنواع القمع والعنف ولو اعتذر التاريخ كله فلن يكفي ما تعرضت له النساء في جميع أنحاء العالم وبشتى الأساليب، لكن لا يمكننا أن نتحدث عن الأمر كما لو أنه ماضٍ، ولا تزال النساء كل يوم يحاولن الحصول على العدالة، كيف نقول بأنه ماضٍ، ولا يزال يمارس عليها شتى أنواع العنف والتمييز على مرأى الجميع دون تحرك، ها نحن في القرن الواحد والعشرين ولا تزال عمليات الإبادة العرقية على الأراضي الفلسطينية، كل الأخبار البشعة تدخل جميع البيوت عبر وسائل التواصل الاجتماعي لكن دون أي نتيجة.

ورغم كل ادعاءات العالم حول الإنسانية ونبذ العنصرية، وخاصة المطالبات بالمساواة والعدالة المتعلقة بالنساء، أصبحت خطابات لا أكثر بعد المجازر التي تحدث في حق نساء غزة، ها هن يقتلن ويتيتمن ويفقدن أبناءهن، نساء بلا عائلة ولا بيت، عن أي إنسانية يتحدّث هذا العالم؟

أيّ مساواة يتحدّث بها عالم في ظل المأساة في غزة خاصة بالنسبة للنساء، يحملن ويلدن ويحضن في ظل تفشي الأمراض، يدفن أبناؤهن وهم رضع، ويهجرن ويعنفن تحت شعارات الإنسانية وحقوق النساء.

ماذا عن النسويات في الدول المتقدمة التي تنظر بالحقوق والإنسانية، تلك النساء اللاتي يأخذن الأدوية تحصناً من آلام الدورة الشهرية، هل فكرت بتلك النساء اللاتي يفتقرن إلى الأدوية والاحتياجات اليومية؟ هل فكرت إحداهن بتلك النساء اللاتي يلدن بلا مُخدّر، أو بالنساء القابعات خلف القضبان ويمارس عليهن أبشع أنواع العنف والتعذيب؟ لا يمكن لأي نسوية في العالم أن تكون نسوية حقيقية مهما كان عرقها أو دينها وهي ساكتة أمام ما يحدث لنساء غزة، كل شعارات النسوية والإنسانية هراء أمام هذا الصمت عن المجازر التي تحدث بحق نساء غزة.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي