سافر إلى ذاتك

الفتنة

تصغير
تكبير

خالد، طفل يوصية أبوه، يقول له كل شيء يصير بالبيت مقابل مكافأة مادية أو كلمة أنت ذراعي اليمنى. مثل خالد كثير. وأكيد غير خالد في حالات نسائية مثل مزنة، التي أمها تقول لها «راقبي أبوج وصوري لي محادثات (الواتس اب) الخاصة وشوفي من آخر شخص كلّمه». وأكيد مثل مزنة «وايد» ضحايا أطفال بقصص مشابهة أو بصور مختلفة.

نذهب بشكل أكبر

تذكرون البنت الفتانة التي لازم يعيّنونها تراقب البنات زميلاتها بالفصل وتفضح سلوكياتهن.

وتعرفون المرأة التي تنقل الأخبار بين الناس بقصد تدمير العلاقات، وأكيد مرّ عليكم الموظف الذي كل سوالفكم عند المدير، ومنقولة بزيادة أو نقصان بينكم وبين بعض.

وماذا عن الذي يسولف بالمجالس عن معلومات تخص أُناساً وما تخصه بقصد يقلل من قيمتهم ويبين أنه يملك المعلومة،

هذه أو هذا، كانوا أنفسهم هم الأطفال الذين عينوهم فتانين وهم صغار، وصنعوا هذا السلوك داخلهم، كبروا وارتبط سلوك الفتنة عندهم بالتميز. وفكرة أنا لا أضر بل أنا أساعد المدرس في الفتنة وأساعد أمي في الفتنة، واحمي أبوي إذا فتنت أي تسمية الأشياء بغير أساميها لتبرير الفعل. ولأن الفتنة سلوك مدمر اجتماعياً وسام أخلاقياً صار لا بد أن نتحدث عنها وننوه عليها.

فليس كل معلومة يجب نشرها وليس سبقاً صحافياً لتدور بين الناس خصوصاً الأمور التي تتعلق بظروف معيشية أو مشاكل في البيوت أو أسرار تخص الفرد نفسه، ومن هذا كله انطلقت فكرة كتابة هذه المقالة، هناك فرق بين أن تمتلك المعلومة وبين صحتها وبين متى وأين الإفصاح عنها.

وهناك فرق بين أن تؤلف المعلومة وتفصح عنها.

وهذا ما نشاهده بالسوشيال ميديا، وكمية الكلام غير الصحيح. والمنقول عن الآخرين.

من يفعل ذلك؟ الفارغ الذي همه مراقبة الناس أو الذي يبحث عن سبق صحافي يعتقد أنه سيميزه.

السؤال الآن، هل هذا ما سبق يشمل الجرائم والأمور الخارجة عن القانون؟ بالطبع لا. الإفصاح عن الأمور التي هدفها إصلاح المجتمع وحماية الناس أمر بالغ الأهمية، ومسؤولية اجتماعية للجميع، وتكون بسرية تامة وللجهات المعنية وبآلية مقننة ومنطمة. أما الأمور الشخصية والمتعلقة بحياة الناس فهذا شيء يتنافى مع كل قيمة وخلق بأي ديانة وثقافة بالعالم.

وأخيراً أي خبر تسمعه عن أحد دعه يقف عندك لا تنشر أعراض وحياة الآخرين للبقية، فاليوم أنت ناشر، قد يكون وسيكون الغد أنت المنشور عنه. احذر الفتنة والفتانين.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي