شكر محمد بن زايد على دعم «لا مثيل له في العالم»... وأكد أن «الخليجيين يقفون دائماً بجوارنا»
السيسي: جزء من أموال «رأس الحكمة» وصل مصر










- السيسي لطفلة في «قادرون باختلاف»: يوم القيامة تقولي لربنا... هاتو معانا
- المشروع يستقطب استثمارات تزيد قيمتها على 150 مليار دولار
- رأس الحكمة أكبر صفقة استثمار مباشر في تاريخ مصر
أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسي، أمس، أن جزءاً من المبالغ المعلن عنها في الاتفاق الأكبر الذي وقعته مصر مع دولة الإمارات في شأن مشروع تطوير منطقة رأس الحكمة في الساحل الشمالي، وصل إلى البنك المركزي، معرباً عن شكره «للأشقاء في الإمارات وعلى رأسهم رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد»، ومشدداً على أن «الأشقاء في الخليج دائماً يقفون بجوار مصر».
وقال السيسي في احتفالية «قادرون باختلاف» في نسخها الخامسة، «ليس سهلاً أن يضع أحد 35 مليار دولار في شهرين... لا يوجد في العالم مثل ذلك، وهذا شكل من أشكال المساندة والدعم بشكل واضح، والقرار تم اتخاذه في ثانية واحدة ومن دون أي إحراج».
وأضاف أنه يوجه «هذا الحديث للمصريين لأن الأشقاء في الخليج دائماً يقفون بجوار مصر، وأنا هنا لأسجل موقفاً خاصاً بالإمارات لأن الظرف الاقتصادي لبلدنا صعب منذ أربع سنوات».
وحول مشروع رأس الحكمة، أكد أن الدولة المصرية «حريصة كل الحرص على الحديث بكل وضوح وصدق وشفافية مع الشعب في طرح أي مشروع جديد، و(رئيس الحكومة) مصطفى مدبولي، أوضح شكل الشراكة والمشروع بمساحته والإجراءات التي تتم خلال السنوات المقبلة، ليصبح هذا المشروع أكبر مشروع سياحي على البحر المتوسط، ليتم الانتهاء منه وإقامة المدينة العالمية التي تتضمن حياة مستمرة وتقديم خدمات على مدار العام بالكامل بمختلف الأنشطة التي يتوافر بعضها للمرة الأولى في مصر».
وأضاف السيسي أنَّ «البيانات التي ذكرها رئيس الوزراء كاملة، والأموال اللي جرى إعلانها بالمشروع بالفعل وصلت مصر (أول من) أمس، واليوم (أمس) دخل جزء منها إلى البنك المركزي ويوم الجمعة ستكون هناك دفعة ثانية، ولكن يتبقى أن توضح الدولة بالتفصيل قيمة المبالغ الواردة».
وأشار إلى أن «كل إجراء أو مشكلة أو أزمة تمر في أي مكان بالعالم، يكون لها تأثير على مصر»، في إشارة إلى أزمة فيروس كورونا والحرب الروسية - الأوكرانية، والأزمة الكبيرة في قطاع غزة.
ووجهّ السيسي، الحكومة بتخصيص 10 مليارات جنيه لصندوق «قادرون باختلاف».
وقال «هذه الاحتفالية فرصة لتدبر عظمة الله وقدرته في خلقه، والثمن الذي يجب تقديمه شكراً وتقديراً، كما أنها فرصة للتفكير في ما يجب أن نفعله حتى لو كانت ظروفنا بسيطة».
وشدد الرئيس المصري على ضرورة التلاحم بين الجميع، مؤكداً «يجب أن تكون قلوبنا على قلوب البعض، وأن نساعد بعضنا البعض، ونقف حتى لو بكلمة مع كل ما نراه ونسهم بكل فعل وكلام وحتى الموارد».
وتحدث السيسي من جهة أخرى، عن جهود الدولة المصرية في دعم القضية الفلسطينية، مؤكداً حرص بلاده «على تخفيف ما أمكن على الأشقاء في قطاع غزة».
وأضاف «في أوقات الصراع يوجد الكثير من الأقاويل، بعضها صحيح والآخر غير صحيح، لكننا منذ أول يوم ونحن نحرص على أن يكون معبر رفح فرصة وسبيلاً ومساراً لتقديم المساعدات وأيضاً لإغاثة المطلوب إغاثتهم... لكن المسألة ليست سهلة كما يتصور البعض، ويعتقد أننا نقول كلاماً ونفعل شيئاً آخر».
وأضاف «نحن بفضل الله سبحانه وتعالى شرفاء وأمناء ومخلصون، نحن لا نكذب ولا نتآمر، هنروح من ربنا فين، ومن المهم جداً تأكيد هذه النقطة لأنه في خلال الأشهر الأربعة الماضية، قيل كلام بعضه غير دقيق، وأنا أكدت هذا الكلام من قبل والحكومة تؤكده ووزير الخارجية (سامح شكري) أيضاً، لكن أحياناً التكرار مهم لتأكيد الرسالة وهي أن مصر لم تغلق المعبر أبداً، لكن لكي نقدم مساعدة في أوضاع فيها اقتتال لابد من أن نأخذ بالنا من عدم حدوث مشكلة خلال قيامنا بهذا الإجراء».
وأعرب «عن أمله في التوصل خلال الأيام المقبلة لوقف إطلاق النار، وأن تبدأ إغاثة حقيقية لأهلنا في القطاع في المجالات كافة»، مضيفاً «كان لابد من أن أؤكد استمرارنا في الدعم وسنستمر في دعم ومساندة للقضية الفلسطينية حتى نصل إلى دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية».
وعلى هامش الاحتفالية (وكالات)، وجه السيسي طلباً لطفلة مصرية من ذوي الهمم خلال مصافحتها وتقبيلها من رأسها، قائلاً «هطلب منك طلبين يا روضة الأول، تسمحيلي أتشرف وأسلم عليكي... الطلب الثاني، تعاهديني إن يوم القيامة تقولي لربنا هاتوا معانا».
وكانت الجريدة الرسمية نشرت قراراً جديداً للسيسي مساء الثلاثاء، في شأن تخصيص أراضٍ لإقامة مدينة رأس الحكمة، من الأراضي المملوكة للقوات المسلحة، في أكبر صفقة استثمار مباشر بتاريخ مصر.
وبموجب الاتفاق الذي أُعلن عنه يوم الجمعة، ذكرت الشركة الإماراتية القابضة «إيه.دي.كيو»، إن العمل سيبدأ في أوائل عام 2025 لبناء «مدينة الجيل القادم» على مساحة 170 كيلومتراً مربعاً في رأس الحكمة.
وذكر مدبولي أن الاتفاق سيجلب لمصر استثمارات بقيمة 35 مليار دولار خلال الشهرين المقبلين.
وستحتفظ القاهرة بنسبة 35 في المئة من أرباح المشروع الجديد، والذي يقدر إجمالي الاستثمار فيه بقيمة 150 مليار دولار خلال مراحل التنفيذ المختلفة.
وتقع رأس الحكمة على بعد نحو 200 كيلومتر غرب الإسكندرية في منطقة تضم منتجعات سياحية راقية.