مرئيات

حلّ استثنائي

تصغير
تكبير

جاءت أسباب حلّ مجلس الأمة هذه المرة بشكل استثنائي وغير مسبوق، فهي المرة الأولى التي يتم فيها حلّ مجلس الأمة بسبب ما بدر منه من تجاوز للثوابت الدستورية في إبراز الاحترام الواجب للمقام السامي وتعمّد استخدام العبارات الماسة غير المنضبطة. ...جاء هذا الحلّ بعد الكلام والعبارات التي قيلت في مجلس الأمة من قبل نائب سابق، أستاذ في القانون ويعلم علم اليقين عدم جواز النقد أو التجريح أو التعقيب حتى على النطق السامي، ولكن له مطلق الحرية في مناقشة الخطاب الأميري الذي يلقيه سمو رئيس مجلس الوزراء والتعقيب عليه، بل دستورياً يُشكّل مجلس الأمة لجنة الردّ على الخطاب الأميري وللأعضاء مُطلق الحرية في قول ما يشاؤون .

أما الردّ المباشر أو التهكّم أو طرح المقارنات أو التطاول فهذا مرفوض جملة وتفصيلاً لا شرعاً ولا دستوراً، ومع ذلك رفض المجلس شطب هذه العبارات من المضبطة.

غرّدت قبل يوم من الحلّ بتغريدة أتشرّف بإعادة فحواها هنا وكأني تنبّأت بالحلّ وأسبابه (التطاول المُتعمّد مرفوض رفضاً قاطعاً، فهو غير مقبول لا شرعاً ولا دستوراً، فشرعاً لا يجوز التطاول ولا الهمز ولا اللمز على ولي الأمر، ودستوراً (يا حماة الدستور) نصت المادة 54 على ما يلي (الأمير رئيس الدولة وذاته مصونه لا تمسّ).

فما هي الأهداف مما قيل وما هي الفائدة المرجوة منه للشعب الكويتي، الشعب ينتظر إنجازات من المجلس والحكومة معاً، وكنا متفائلين وإن كان تفاؤلنا يشوبه الحذر ولكن ليس لنا سبيل إلا التفاؤل، فما بال السادة النواب يصحون من سباتهم العميق على هذا الافتعال للأزمات، وليتهم صحوا على مصالح الشعب وتحقيق أحلامه وحلّ قضاياه وهمومه، ولكن للأسف واضح أن منهم من أجنداتهم غير أجندات الشعب، فمحاولة زعزعة الاستقرار ووضع العصا في دولاب حكومة سمو الشيخ محمد، واضحة وضوح الشمس. وعوضاً عن الخوض في أمور ليست من اختصاصكم نتمنّى منكم الالتفاف إلى مشاكل الشعب وهمومه والتعاون مع الحكومة في سبيل النهوض بالبلد وتنميته وتحسين المستوى المعيشي لمواطنيه.

نتمنّى من العقلاء من النواب تغليب المصلحة العامة والحرص على إنزال صاحب السمو في منزلته الشرعية والدستورية وعدم السماح للبعض بمحاولات الزجّ في المقام السامي في الخلافات والنزاعات السياسية). انتهت التغريدة.

فبعد أقلّ من أربع وعشرين ساعة تم حلّ مجلس الأمة للأسباب ذاتها التي ذكرناها سابقاً في التغريدة. كذلك ناشدت العقلاء من النواب تغليب المصلحة العامة وعدم الانزلاق لمعارك بالوكالة لا فائدة للشعب الكويتي من ورائها.

اليوم، الكرة في ملعب الشعب لتشكيل مجلس أمة من نواب يخافون الله في مصالح البلد ومصالح مواطنيه، نريد نواباً ليس لديهم (معازيب) سواءً من شيوخ أو تجار أو مُتنفّذين، نريد نواباً لديهم ثبات في المبادئ لا أن تتغيّر مواقفهم على حسب من هو في السلطة، فالموقف الثابت والمبدئي لا يتغيّر بتغير رئيس الوزراء أو الوزراء، بل يبقى ثابتاً منبعه في ذلك القسم الذي أقسمه في أول جلسة لمجلس الأمة، لذلك نتوقّع من النائب أن يكون باراً بقسمه مُحترماً إرادة الأمة ومُنسجماً مع ذاته ومُؤدّياً الأمانة التي حمّله إياها الشعب الكويتي على أكمل وجه.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي