إذا سألتهم: «شلونكم مع الإصلاح»؟... تبونه؟... هل هو أولوية؟ هل تحتاجه البلاد؟ أجابوك بحماس شديد: طبعاً نبيه، وهو ضرورة في هذه المرحلة المفصلية التي تمر بها بلادنا... انظر حولك وانظر أين ذهب الخليج بينما نحن محلك سر... وأضافوا شارحين بذات الحماس... الإصلاح حلو شكله حلو الديكوريشن ماله حلو.
ممتاااااز... تقول لهم، إنزين بعد اذنكم يا جماعة، دام ان الإصلاح زين ومطلوب وجوهري وأساسي ولابد منه، اسمحولنا بنبدأ شوية إجراءات إصلاحية عندكم... في دوامكم.
هنا سوف تنقلب الحكاية: لا يبه، هي فوضى، وخر عني انت وإصلاحك، تيسر وروح أحسن لك، شنووووو... الإصلاح مالكم هد كل شي بالبلد ويايني آنا ما لقى غيري... من صجكم الحين إصلاح الكويت ما يبدي إلا فيني!
ويكمل «داعية الإصلاح» حججه في رفض تطبيق الإصلاح عليه قائلاً: صلحوا شوارعكم أول، صلحوا مناقصاتكم، عدلوا ميزانيتكم، صلحوا مستشفياتكم ورياضتكم ومسرحكم وثقافتكم وأسواقكم وجمعياتكم... وبعدين كلموني.
ترد عليه: يابن الحلال الإصلاح له ثمن وسوف يطال الجميع وانت من هذا الجميع ولازم يحوشك.
يرد عليك: لااااا يباااااا... اللي بتسوونه آثاره سلبية على قطاعنا... وترى وراي نواب هم اللي بيعلمونك شغلك، يلا عاد روح انت وإصلاحك، طالت وشمخت، يايني انا وهاد كل شي.
تكتشف فجأة أننا «دعاة إصلاح» شكلاً فقط، نريد الإصلاح ونطالب فيه إذا كان سيطال غيرنا، ويا حبذا لو نهش الإصلاح مزايا الغير ورواتبهم ومكافآتهم، فإن هذا سوف يسعدنا ويبهجنا ويشفي غليلنا، ولكن ابقوا أنتم وإصلاحكم بعيداً عنا، فنحن لسنا مستعدين لدفع ثمنه.
الإصلاح نار كل من يوخر قرصه عنها. نبيهم يداومون واحنا ما نبي نداوم، نبي نخصم رواتبهم ونشيل مزاياهم، بس احنا ما نبي مساس بمزايانا، نبيهم يبصمون بس احنا ما نبي نبصم، نحن باطلنا حق وهم باطلهم باطل وحقهم أيضاً باطل.
تكتشف أن الإصلاح مجرد يافطة مضيئة براقة، شكلها حلو، مجرد لباس يستر عورتنا، نتجمل به ونخفي عيوبنا، تماماً مثل موضة «الليغنغ» من يرتديه يحصل على قوام غصن البان ومن ينزعه طلعت ترهلاته وزغاديده... كما قال أحدهم في فيديو فكاهي «أبو جعفر الميكانيكي إذا لبس الليغنغ راح يكون جسمه أحلى من جسم ميريام»!
الإصلاح «ديكوريشن» حلو ندعيه، ووقت الصجية نهرب من ناره، والسلام ختام يا أحبة يا كرام.