تناقلت بعض وسائل الإعلام تصريح معالي سمو الشيخ د. محمد الصباح، رئيس مجلس الوزراء بطريقة ملتوية. فقد اجتزأوا التصريح منوهين إلى نهاية دولة الرفاه. وما قاله معاليه يدل على عكس ذلك.
معنى التصريح هو الدفع بوسائل جديدة للدخل وعدم الاعتماد على النفط فقط. وهذا منطقي جداً، فلا بد لأي اقتصاد صحي أن ينوع مصادر الدخل واستقطاب استثمارات خارجية، والهدف من الاستثمار الأجنبي ليس المدخول فقط، بل الوظائف المصاحبة للاستثمار والتكنولوجيا الحديثة التي ستطور البلاد بإذن الله.
شاهدت فرحاً تصريح معاليه عندما أكد دعم الحكومة للمشاريع الصغيرة والمتوسطة، وهذا المشروع ليس مساعدة عاطفية للشعب إنما خطة اقتصادية سديدة، فلا بد من وجود هذه الطبقة من المشاريع في خطط التنمية.
يترجم هذا اللقاء إلى أن خطة الحكومة ستستثمر في الكويت والمواطن الكويتي، فإن إرساء العدل والمساواه في الوظائف الحكومية يعني ضخ دماء جديدة ذات خبرة وعِلم في مناصب قيادية، وسيساهم هؤلاء في تنمية الكويت، بالإضافة إلى ذلك، فتمكين الشباب في القطاع الخاص وموازنة دفة المنافسة هو استثمار الحكومة في الشاب الكويتي في القطاع الخاص أيضاً.
قد أقترح لمعاليه تمكين أبناء الكويت أيضاً بفرص دراسية جديدة. فالآلاف اليوم يحلمون باستكمال دراستهم لدرجات الماجستير والدكتوراه، سواءً للتدريس في الجامعات الحكومية والخاصة أو للعمل في الميدان، فالخبرة التي يكتسبها الطالب في برامج الدراسات العليا مهمة جداً وتنعكس إيجابياً للوطن، فإن استثمر بتمكين شبابنا خير لنا من استيراد خبرات من الخارج قد لا تستوعب مناخ الدولة وتركيبتها.
نتفاءل بالتطور والتنمية المقبلة، ولكن لا ننسى أن الاستثمار سباق ومنافسة، لا بد أن نعلم أن هناك دولاً أخرى تعمل على تطوير بيئتها أيضاً وتعمل على استقطاب استثمارات كذلك. وعلى ذلك، أرى أن استثمار الحكومة الكويتية بشعبها أفضل، فالاستثمار بالمواطن هو استثمار فعّال ذو مردود طويل.
إضاءة:
أبناء الكويت على يمناكم.
maosherji@