اعترف أنني منذ استخدامي الأول لتطبيق «سهل» لإنجاز المعاملات الحكومية ومتابعتها لم أواجه أي صعوبة في التعاطي مع التحول الرقمي الذي اعتبره ويعتبره الكثير من المواطنين والمقيمين أكبر تحول وتطور حدث في الكويت أخيراً وشعر به الكل بلا استثناء وسهل حياتنا، وفجأة وبالتحديد يوم الأحد الماضي للمرة الأولى تعثرت أمام هذا التطبيق المتطور بعد تلقي إشعار بطلب الاجابة عن سؤال سهل، يا لها من مفارقة!
الجميع تلقى مثلما تلقيت إشعاراً ارسلته الحكومة للمشاركة بالرأي في استبيان لترتيب أولويات عمل الحكومة، وهذا مفهوم، ولكن الصعب في الأمر أن تطلب الحكومة من الشعب في إشعارها الالكتروني اختيار ثلاثة خيارات لأولويات لا مجال ألا يكون أحدها أولى الأولويات.
ببساطة، وبالكويتي حكومتنا الرشيدة تسألنا وتقول «تبونا نكافح الفساد أول وإلا تبونا نخلق لكم فرص عمل، حابين نهتم بالرعاية الصحية وإلا نركز على الرعاية السكنية، شرايكم نحسن المستوى المعيشي للمواطن وإلا نحمي الهوية الوطنية، نصلح الشوارع وإلا ندعم ريادة الاعمال، نطور الرياضة الكويتية وإلا نطور الترفيه والسياحة، أو نبلش بالتعليم أول شي.. شرايكم»؟!
كل ما جاء في الاستبيان قطاعات تعاني من الانهيار التام وتستنجد اجتثاثها من حالتها الرثة، ولذلك تقديم أحدها على الآخر خيار ظالم، وبالتالي قررت ألا اشارك في الاستبيان ولن اختار طالما لا يوجد خيار تحديد الكل، وهنا سوف أطرح سؤالاً لحكومتنا الموقرة مجتمعة، ما المانع ان نحسن مستوى معيشة المواطن ونكافح غلاء الأسعار ونصلح الشوارع ونكافح الفساد وندعم ريادة الأعمال ونخلق فرص عمل ونتحول رقمياً ونرفع جودة التعليم وكل ما جاء في الاستبيان معاً وفي الوقت نفسه؟
ما جاء في الاستبيان يوحي بأن مَن سيقوم بهذه المهام رجل واحد وليس جهاز تنفيذي ضخم يدير دولة من أغنى دول العالم!
باختصار، وإجابة عن سؤال الحكومة كلها اولوية وكلها تلامس المواطن البسيط الذي لا علاقة له بالسياسة ولا بالاقتصاد، واضيف عليها تعزيز الأمن الداخلي وتنويع مصادر الدخل، ولا ننسى سرعة انجاز المطار الجديد وتطوير الخطوط الجوية الكويتية، لأن السفر هو المتنفس الوحيد لنا بسبب إخفاقات الحكومات المتعاقبة وتراجعنا في المستويات كافة.