بمجرد الإعلان عن تكليف الشيخ الدكتور محمد صباح السالم الصباح تشكيل الحكومة الجديدة بعد قبول استقالة سمو رئيس الوزراء السابق الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح ذي الشعبية الطيبة، انطلقت بل «افتلتت» حملة عفوية ووطنية من النصائح والتوجيهات وربما حتى ما يشبه التعليمات إلى الدكتور محمد تملي عليه أو تخبره بما يجب عليه أن يفعل وأين يبدأ مهمته الصعبة في تحقيق النهوض الاقتصادي والاجتماعي والثقافي واستعادة الريادة الكويتية، ليس ذلك فقط، بل امتد الأمر إلى الخوض فيمن يجب أن يوزّر ومن يجب أن يستبعد، وكيف يخطّط!
هذا الكم الهائل من المقالات والرسائل المكتوبة والمصوّرة والتغريدات التي ملأت الأرجاء عبر مختلف وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي وإن كانت تنطلق من نوايا حسنة غالباً ومنطلقات وطنية، إلّا أنها وبهذا الكم اليومي الهائل قد تكون عكسية الأثر، وربما لا يكون لها أثر أكثر من الإرباك وبث اليأس المبكر من الإصلاح والتغيير، خصوصاً في هذه المرحلة.
باعتقادي، وربما أكون مخطئاً، يكفي الآن الترحاب بالدكتور محمد والعمل على تشجيعه وإبداء الثقة المبدئية في تأهيله وشخصه وحسن اختياره هو لهذا الموقع البالغ الأهمية، وفي قدرته على تشخيص الواقع ووضع آليات التعامل معه بما يعالج مكامن الخلل ويوفر الأرضية المناسبة للانطلاق والتغيير الذي نحتاجه جميعاً، وبالتالي الثقة في قدرته على الاختيار المناسب.
باختصار... دعوه يرتب أوراقه ويجمع أفكاره ويلتقي بمن يتوسم فيهم القدرة... ولنؤجل ممارسة دور (رئيس وزراء الظل) إلى أن نرصد التشكيل القادم، وعندها لكل حادث حديث، ودمتم.