بالقلم والمسطرة

التقييم بعد 100 يوم (1 من 3) !

تصغير
تكبير

مع الانتظار للتشكيلة الحكومية الجديدة ومع اختيار الشيخ الدكتور محمد صباح السالم، لرئاسة الحكومة وهي خطوة إيجابية لاعتبار المعيار العلمي والسيرة الذاتية ولكن المهم في هذه الحكومة هو التطبيق العملي وأن يكون أداؤها على مستوى التفاؤل الشعبي بحيث تتميزعن سابقاتها، وذلك بقرارات نوعية لإصلاح ما يمكن إصلاحه، وتحويل الأداء الحكومي لبعض الجهات من عشائري إلى مؤسسي! ومن فوضوي إلى منظم ومن (ماشي على البركة) إلى العمل ضمن خطط مبرمجة، ومن النظر الضيق إلى الرؤية الإستراتيجية، ومن التعامل المحلي التقليدي إلى النظر بذكاء إلى الوضع الجيوسياسي في المنطقة وما بها من تحديات دولية ومن التعامل الورقي إلى التحول التكنولوجي الشامل، وهكذا من قفزات نوعية لتفعيل الأقوال وتحقيق المحال!

فالوضع يحتاج بعد التوكل على الله تعالى إلى نهضة عملية بعيداً عن المجاملات والمحاصصة السياسية! ومن المفترض أن يقوم الوزير السابق قبل مغادرته منصبه بتقديم تقرير مفصل وبالأرقام عن أداء وزارته! حتى يتم إدراك الوضع القائم، وحتى يتم البناء عليه في تصحيح المسار أو الاستفادة من الأخطاء وما أكثرها وكما يقال (نعرف اللي لنا واللي علينا!) وهذا جزء من التحديات المطلوبة من الحكومة الجديدة ويساعدها لمعرفة طريقها بعيداً عن التمني أو التفاؤل دون عمل حقيقي على أرض الواقع، وكذلك تفعيل التنسيق الحكومي الشامل فلا تسير وزارة في طريق مختلف عن أخرى وبالتالي كل جهة (تتلخبط) مع أخرى ونتيجة ذلك الغوص الخانق في الدورة المستندية (السلحفاتية) وتأخر الخدمات وترديد العبارات الذهبية (كتابنا وكتابكم) ومنها مثلاً أزمة (الزحمة) المزمنة وإصلاح الطرق والتحدي السنوي لهطول الأمطار وغيرها، والتي يصعب حصرها وتحتاج إلى مجلدات. وأيضاً، فإن التحدي الأكثر جرأة والذي يبين هيبة وقوة القرار الحكومي هو إعادة هيكلة وتقليص هذا القطاع الضخم والذي كان يتطلب كما هو معروف ومتوارث في الواقع االسياسي المرير تعيين أعداد كبيرة من القيادات في الهيئات الجديدة رغم تشابه الاختصاصات والتي كانت تمثل أرضاً خصبة للصفقات السياسية وضغط البعض من النواب والمتنفذين و(الديوانيات) الواصلة!، فليس الحل بخلع جزء من هذه الوزارة أو تلك وتظهر لنا هيئة جديدة كل فترة وهي بالطبع تكلف ميزانيات ضخمة.

لذا، فالمهم في النهج الجديد هو دمجها مرة أخرى ضمن الوزارات والتي هي نفسها تحتاج تركيزاً لتطويرها، وهكذا للتأكيد على تصحيح المسار الحكومي... وكذلك تفعيل الكلمات الرنانة مثل (الميكنة) و(الرقمنة) وهي أحد الأمور في الإثبات الحقيقي لكل وزير بأنه (ترس) منصبه، وانه لم يأتِ على طبق من ذهب ليتسلم هذا المنصب دون تعب أو كفاح فالإنجازات هي الإثبات بعيداً عن الكلام الإنشائي أو البهرجة الإعلامية! والتقييم بعد 100 يوم. وللحديث بقية إن شاء الله، والله عزوجل المعين في كل الأحوال.

Twitter @Alsadhankw

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي