ترند

تصغير
تكبير

كلمة ترند تعني الحدث الأكثر انتشاراً على منصات التواصل الاجتماعي والذي تمت مشاركته بشكل كبير بين مستخدميها خلال أقل وقت ممكن، ولكن ما طار طيرٌ وارتفع إلا كما طار وقع.

في الشهرين الماضيين كانت قضية فلسطين والمجازر التي حصلت ومازالت تحصل فيها هي الأعلى رواجاً في وسائل التواصل الاجتماعي إن صحت تسميتها بـ«التواصل الاجتماعي»، وكانت هي ما يسمى بـ «ترند»...

وكان الهدف لدى أغلب مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي هو إيصال القضية والصوت لأكبر عدد من الناس حول العالم وكأن القضية أصبحت محصورةً بعدد المشاهدين والمتعاطفين وعدد التعليقات!

جميل أن يبذل الإنسان ما يتاح في يده من قدرة، ولكن هل هذه يا ترى القدرة الحقيقية لصاحب القضية؟ أم أن تعريف القدرة اليوم تقهقر وصار كالآتي:

ما نُشر من مشاهد وما تم اكتسابه من التعاطف من شتى الشعوب؟!

لا أدري!

لكن ما أعرفه على وجه اليقين أن التعاطف لا يصنع حلاً.

خلال الأسبوعين الأخيرين انشغل الناس وبدأوا شيئاً فشيئاً يتجهون نحو أمور الحياة الأخرى، ناسين أو متناسين القضية الفلسطينية، ويكتفي أحدهم بأداء الواجب اليومي من نشر صورة أو مشاركة تعليق، وكأنهم اعتادوا واستبطأوا النتيجة، أو يئسوا مما يمكنهم فعله، بينما الأصل أن يعيش الإنسان لغاية بعيدة الأثر والتي من الممكن أن تغير واقعاً بأكمله، و قد تستمر لبعد موته بعقودٍ أو قرون، فذاك النبي، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وقد غرس بذرة الإيمان في قلوب أصحابه رضي الله عنهم أجمعين، وترك الثمرة ليلتقطها من جاء بعده، فكان تثبيت هذه النبتة على يد الصدّيق، و جني الثمار على يد الفاروق، رضي الله عنه في فتح فارس ومصر وفلسطين سِلماً.

أعتقد أن قضايا الأمة الإسلامية تحتاج منا الإيمان التام باستمرارية العمل، وبُعد الغاية، وإدراك الهدف من وجود الفرد في هذه الحياة، ودوره كفرد وكعنصر في المجتمع، وإدراك أهمية استخدام العقل والمعرفة للوصول للهدف وتحديد الغاية المراد الوصول لها وكيفية ذلك، وليس مجرد عدد مشاهدات أو تعليقات سرعان ما يشعر الإنسان بعدها بالعجز إن لم يجد الهدف المراد الوصول له بسبب انشغال الناس بكل ما هو جديد بوسائل التواصل الاجتماعي.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي