سنوات طويلة في ميادين الجامعات والمحافل الدولية يطرق أبواب «الإصلاحات» ويشرحها

«شيخ المسيلة»... «نوخذة» المركب الحكومي لعبور التحديات

محمد الصباح
محمد الصباح
تصغير
تكبير

رحلة في ميادين «السياسة والاقتصاد» توجها الشيخ محمد صباح السالم بخطوات ثابتة قبل الغياب، لتعود السيرة إلى «شيخ المسيلة» لقيادة المركب الحكومي وهو «النوخذة» الذي يهوى قيادة القوارب الشراعية، بحسب ما ورد على موقعه الإلكتروني.

«الدكتور» الذي دخل بوابة السياسة بتخصص مدروس في الاقتصاد، فأوغل يده وعقله في حقول الأرقام والاقتصاد، فلا سياسة من دون اقتصاد، وهو الذي يعرف خبايا وأسرار العالم المضطرب، يقيس بدقة وترو موجات الصعود والهبوط، ما جعله ملماً بالأحداث والشواهد التاريخية ليعلق الجرس في إحدى محاضراته مع طلابه، محذراً من أن «لا يحوشنا اللي حاش ناورو»، في إشارة إلى بلد صغير كان من الأكثر ثراء في العالم وتحول إلى بلد فقير بسبب الفساد وغياب الإصلاح والتخطيط السليم.

وعلى طريق «نشر المعرفة» التي يزخر بها، مضى «بو صباح» في ميادين الجامعات والمحافل الدولية يطرق أبواب «الإصلاحات» ويشرحها.

ففي محاضرة بجامعة لندن للاقتصاد والعلوم السياسية في يونيو 2012، اعتبر أن «السياسة المالية الراهنة لا يمكن أن تستمر»، داعياً «المجلس والحكومة إلى العمل معاً لوقف الاتجاهات المالية الخطيرة للإنفاق العام». وحذر من أن فشل السلطتين في ذلك «يعني أننا أمام انعكاسات خطيرة على نسيج المجتمع»، مشدداً على «ضرورة المحافظة على سلامة النظام المالي للكويت وحماية رفاه الأجيال القادمة».

ويقول الشيخ محمد الصباح في محاضرة بعنوان: «الكويت: جَسْرُ الفجوات... مسيرةُ وطن» خلال حفل تسلّم الدكتوراه الفخرية في أنظمة الاتصال بالعلاقات الدولية من جامعة بيروجيا للأجانب في الجمهورية الإيطالية (6 أكتوبر 2011) مقتبساً مقولة من الأديبِ العربي جبران خليل جبران: «إن الثروةَ الحقيقةَ للأمةِ لا تكمنُ في الذهبِ والفضةِ، بل في علمِها وحكمتها واستقامةِ أبنائها».

ولد الشيخ الدكتور محمد صباح السالم الصباح عام 1955، وحصل على درجة البكالوريوس في الاقتصاد من كلية كليرمونت في كاليفورنيا، والدكتوراه في الاقتصاد من جامعة هارفارد بالولايات المتحدة الأميركية.

ولم تكن مسيرته المهنية بسيطة، إذ كانت محطاتها زاخرة وأحياناً مصيرية، نضج معها بالخبرة والمعرفة والعلاقات الدولية الواسعة، حيث شغل العديد من الوظائف منها معيد عضو بعثة في قسم الاقتصاد بكلية التجارة والاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة الكويت بين عامي 1979 و1985 ثم عين أستاذاً في القسم عام 1985.

وانتدب إلى معهد الكويت للأبحاث العلمية من عام 1987 إلى عام 1988، كما عين سفيراً للكويت لدى الولايات المتحدة الأميركية عام 1993، واستمر في ذلك المنصب إلى أن عين وزيراً للدولة للشؤون الخارجية في 14 فبراير 2001.

وفي 14 يوليو 2003 عين وزيراً للخارجية ووزيراً للشؤون الاجتماعية والعمل بالوكالة.

وفي 9 فبراير 2006 عين نائباً لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للخارجية وأعيد تكليفه بنفس المناصب في يوليو 2006 وفي مارس 2007، وفي التعديل الوزاري الذي جرى في أكتوبر 2007 وفي مايو 2008.

واستمر في 12 يناير 2009 نائباً لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للخارجية ووزيراً للنفط بالوكالة، وعين في 29 مايو 2009 نائباً لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للخارجية، كما عين في 8 مايو 2011 نائباً لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للخارجية واستمر في المنصب إلى أكتوبر 2011.

ولم يستقر بعد تركه المنصب الحكومي في عام 2011، حيناً يلقي محاضرة أكاديمية لطلابه في الجامعة وحيناً مشاركاً ومساهماً في فعاليات دولية.

وفي حركته المتواصلة، أبقى خطوط علاقاته الديبلوماسية فاعله، فهو عضو مجلس أمناء مجلس العلاقات العربية الدولية منذ 2013، وكذلك عضو في مجلس قيادة منظومة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة منذ عام 2014، إلى جانب كونه كبير المستشارين لمعهد الأرض في جامعة كولومبيا بنيويورك منذ 2014.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي