يُقال لو أن إنساناً سألك عن الواضح، شقّ عليك أن تجيء بما توضح به الواضح، ولذلك دائماً من يردد أن توضيح الواضحات من المشكلات.
منذ خطاب سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الذي سمي بالخطاب التاريخي في 22/6/2022، انتقلت الكويت إلى مرحلة جديدة في مستوى الخطابات الأميرية.
في السابق وبعد كل خطاب كنا نقرأ مضامين الخطاب الأميري والرسائل التي يتوجب علينا فهمها، أما اليوم فقد أرسى سمو الأمير قواعد جديدة في مستوى خطابات الدولة عنوانها الوضوح الذي يفهم من كل فئات واطياف المجتمع صغيرها وكبيرها دون اللجوء إلى القراءات التحليلية.
خطاب سمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح الذي القاه في مجلس الأمة الأربعاء الماضي نقلنا من مرحلة تصحيح المسار إلى مرحلة جديدة يمكن أن نسميها بمرحلة تحديد المسار، فقد أرسى قواعد واضحة في إدارة البلد وتحديد الاستحقاقات الوطنية، ووضع بعبارات مباشرة الكل أمام مسؤولياته سواء كانت السلطة التشريعية أو التنفيذية أو حتى على مستوى المواطن.
وبهذا المسار المحدد، خلق الخطاب طريقاً جديداً ثالثاً برؤية أميرية حكيمة أساسها مصلحة الوطن والمواطن، والطريق الثالث شديد الوضوح أنه طريق مستقل مهما حاول البعض أن يفهمنا انه انتصار لفئة محددة، فهو طريق يقف على مسافة واحدة من جميع أطياف وشرائح المجتمع والكتل السياسية، وأكبر دليل على ذلك هو فرحة عموم الشعب الكويتي وشعورهم بأن الخطاب انتصر لهم وطمأنهم وأزال أي شكوك كانت تختلج صدورهم.
نسأل الله التوفيق والسداد لصاحب السمو الشيخ مشعل الاحمد وأن يرزقه بالبطانة الصالحة، فآمال الشعب الكويتي وثقتهم به كبيرة لنقل البلد إلى مرحلة جديدة وطريق مستقل يخرجنا من الأزمات التي يعيشها البلد على كل المستويات.