النفط بين الأسوأ أداءً خلال العام
أبرز الأصول الرابحة والخاسرة... في 2023
- «البيتكوين» أفضل الأصول أداءً العام الجاري بمكاسب تجاوزت 160 في المئة
- 11.5 في المئة ارتفاعاً للذهب منذ بداية العام والدولار يتجه لخسارة 1 في المئة
- أداء إيجابي لأسهم أميركا وأوروبا واليابان والأسواق الناشئة وسلبي لـ «الصينية»
شهدت معظم فئات الأصول المالية مكاسب ملحوظة خلال عام 2023، رغم تصاعد التوترات الجيوسياسية في مناطق عديدة حول العالم، وحدوث اضطرابات في القطاع المصرفي الأميركي، إذ فضّل المستثمرون التركيز على نجاح البنوك المركزية في تهدئة التضخم المتسارع من دون إدخال الاقتصادات في حالة ركود حادة.
ورغم ارتفاع عدد كبير من الأصول المالية في العام الجاري، فإن ذلك لم يمنع وجود بعض الضحايا بين فئات الأصول المختلفة.
وضمت أبرز فئات الأصول الرابحة في عام 2023 كلاً من:
1 - «البيتكوين»:
تصدرت «البيتكوين»، العملة المشفرة الأكبر من حيث القيمة السوقية، قائمة أفضل فئات الأصول أداءً في العام الجاري، بمكاسب تتجاوز 160 في المئة.
وبدأت «البيتكوين» عام 2023 عند مستويات 16.6 ألف دولار، لكنها أصبحت تتداول أعلى 42 ألف دولار خلال تعاملات أول من أمس، حيث جاءت مكاسبها بدعم التفاؤل حيال احتمالية موافقة لجنة الأوراق المالية والبورصات الأميركية على إطلاق صناديق متداولة في البورصة للسعر الفوري للعملة المشفرة.
كما استفاد سوق العملات المشفرة من تكهنات قرب تحول البنوك المركزية الكبرى لخفض معدلات الفائدة، مع تباطؤ التضخم من الذروة المسجلة في العام الماضي.
2 - الأسهم الأميركية:
تتجه مؤشرات الأسهم الأميركية لتسجيل مكاسب قوية في 2023، مع تباطؤ التضخم بشكل قوي وإشارة الاحتياطي الفيديرالي الأميركي إلى قرب خفض معدلات الفائدة.
وارتفع مؤشر «داو جونز» الصناعي بنحو 12.5 في المئة منذ بداية هذا العام وحتى إغلاق جلسة الثامن عشر من ديسمبر.
كما وصلت مكاسب مؤشري «إس آند بي 500» و«ناسداك» إلى نحو 23 و42 في المئة على التوالي في الفترة نفسها.
وقادت أسهم التكنولوجيا مكاسب «وول ستريت» في العام الجاري، بدعم الاستفادة من طفرة الذكاء الاصطناعي وتوقعات خفض الفائدة في 2024، فيما حققت أسهم ما يطلق عليها «العمالقة السبع»: «آبل» و«ألفابت» و«إنفيديا» و«ميتا» و«مايكروسوفت» و«تسلا» و«أمازون»، ارتفاعات ملحوظة هذا العام، بقيادة «إنفيديا» التي قفز سهمها بنحو 220 في المئة منذ بداية 2023.
3 - أسهم أوروبا واليابان والأسواق الناشئة:
لم تقتصر مكاسب أسواق الأسهم على الولايات المتحدة، لكنها امتدت إلى أوروبا واليابان أيضاً.
وارتفع مؤشر «ستوكس 600» الأوروبي بنحو 12 في المئة منذ بداية العام الجاري وحتى جلسة الثامن عشر من ديسمبر، مع نجاح البنك المركزي الأوروبي في تهدئة التضخم الحاد في منطقة اليورو، ووسط إشارات على نهاية دورة التشديد النقدي.
وفي اليابان، ارتفع مؤشر «نيكي 225» بنسبة تتجاوز 25 في المئة منذ بداية 2023، بعد أن لامس أعلى مستوياته منذ تسعينيات القرن الماضي، كما كان للأسهم في الأسواق الناشئة نصيباً من المكاسب هذا العام، بعد أن ارتفعت بنحو 6 في المئة بدعم توقعات الوصول إلى ذروة تشديد السياسة النقدية في الاقتصادات الكبرى.
4 - الذهب:
لم يمنع ارتفاع الأصول الخطرة مثل الأسهم و«البيتكوين» المستثمرين من التدافع لحيازة الذهب، والذي يعتبر من أبرز الملاذات الآمنة.
وتلقى المعدن النفيس الدعم من تصاعد التوترات الجيوسياسية هذا العام، وتوقعات التحوّل لخفض الفائدة في العام المقبل من جانب البنوك المركزية الكبرى بقيادة «الفيديرالي» الأميركي والبنك المركزي الأوروبي وبنك إنكلترا.
وارتفع العقد الأكثر نشاطاً للذهب بنحو 11.5 في المئة منذ بداية هذا العام وحتى تسوية الثامن عشر من ديسمبر، فيما لامس المعدن النفيس أعلى مستوى في تاريخه عند 2150 دولاراً للأوقية في وقت سابق من ديسمبر، قبل أن يفقد هذه المستويات القياسية لاحقاً.
الأصول المتراجعة
أما أبرز فئات الأصول المتراجعة خلال العام الجاري فشملت الآتي:
1 - «البلاتين»:
تعرّض معدن البلاتين لهبوط تجاوز 8 في المئة منذ بداية العام الجاري، ليلامس أدنى مستوياته في عقد.
ويتداول المعدن حالياً عند نحو ثلث قيمته في عام 2008، مع استمرار فائض المعروض وتراجع الطلب.
ويستخدم البلاتين في العديد من المهام، أبرزها خفض الانبعاثات في مركبات الديزل من جانب شركات تصنيع السيارات.
2 - الأسهم الصينية:
خالفت الأسهم الصينية أداء نظيرتها في معظم دول العالم خلال 2023، مع تصاعد المخاطر المرتبطة بثاني أكبر اقتصاد في العالم.
وتراجع مؤشر«شنغهاي» للأسهم الصينية بأكثر من 5 في المئة منذ بداية العام الجاري، مع تباطؤ النمو الاقتصادي في الصين والقلق حيال أزمة أعباء الديون في قطاع العقارات.
كما ساهم تخارج المستثمرين الأجانب من سوق الأسهم الصيني بوتيرة ملحوظة في تراجع مؤشرات السوق هذا العام.
3 - النفط:
يتجه النفط للتحوّل من أفضل فئة أصول في العام الماضي إلى واحد من ضمن الأسوأ أداءً في 2023.
وتتداول أسعار النفط أقل بنحو 10 في المئة من مستوياتها في بداية 2023، لتحوم قرب أدنى مستوى منذ يونيو الماضي.
وتأثرت أسعار الخام سلباً بالقلق حيال تباطؤ الطلب على النفط جرّاء ضعف النمو الاقتصادي في بعض المناطق حول العالم، بالإضافة إلى ارتفاع الإنتاج الأميركي لمستويات قياسية جديدة، لكن تحالف«أوبك+»واصل جهوده هذا العام للسيطرة على تخمة المعروض عبر عمليات خفض للإمدادات من المقرر أن تستمر حتى الربع الأول من 2024 على الأقل.
4 - الدولار الأميركي:
يتعرّض الدولار الأميركي لحالة من التراجع أمام العملات الرئيسية الأخرى خلال الفترة الأخيرة، متجهاً لتسجيل خسارة تقارب 1 في المئة هذا العام.
ورغم ارتفاع مؤشر الدولار،الذي يقيس أداء العملة الأميركية أمام سلة من العملات الرئيسية، إلى مستويات قوية في وقت سابق من هذا العام، فإنه فقد كل مكاسبه لاحقاً مع توقعات الأسواق بنهاية دورة التشديد النقدي.
وترى الأسواق احتمالية لخفض معدلات الفائدة الأميركية في 2024 بنحو ضعف عدد المرات المتوقعة من جانب«الفيديرالي» في اجتماعه الأخير والبالغة 3 مرات.
