حروف نيرة

الصمت العربي

تصغير
تكبير

جرائم الصهاينة عظيمة؛ فهم لا يعرفون سوى القتل والتعذيب والخيانة، وبث الرعب في النفوس، دمروا أرض فلسطين واعتدوا على منطقة غزة، قتلوا الصغار والكبار، دمروا البيوت حتى سويت بالأرض، وحتى الأرض صَعُب السير عليها؛ فقد تحولت إلى حفر وحجارة، ولحق الدمار والضرر كل مبنى كالمدارس والمستشفيات والمساجد.

أبرز ضحايا الحرب الأطفال والرضع الذين لا يتحملون تلك الصعوبات، ولا يمكنهم الحياة بلا أمان، يفقد الطفل عائلته ويظل وحيداً يتيماً بلا مأوى ولا طعام، وكثير منهم يواجه الموت والإصابة بالجروح، ومنهم من لا يزال تحت ردم البيوت، تأذى الأطفال والأهل، تُعرَض المشاهد المؤلمة عبر القنوات والصور والمواقع الالكترونية ما أصابهم من جروح جسدية وآلام نفسية، كأم فلسطينية تودع طفلها الشهيد في غزة، إذ تبكي الأم طفلها الذي استشهد في غارة إسرائيلية على غزة، ولم يتجاوز العاشرة من عمره، والأب الذي تموت ابنته أمامه ولا يصدق ما يرى ويظل يتكلم معها ويداعبها وكأنها حية أمامه من شدة الذهول، والطفلة التي تبكي ولا تتحمل الجروح التي أصابت كل أعضائها... آباء يبكون أطفالهم القتلى ويبحثون عنهم في المستشفيات.

أهل غزة وعموم فلسطين يعيشون في ظل احتلال لا يرحم أحداً، فضلاً عن فقدانهم أهم مقومات الحياة كالسكن والطعام والأطباء والأدوية الضرورية لسرعة إنقاذ الجرحى، وقد سخر لهم الله تعالى أهل الخير والعطاء الذين ساندوهم بكل ما يقدرون عليه من احتياجات، مما قد خفف عنهم الآلام؛ فمن عاش في عناء ورأى من يقف معه ليزيل عنه ما أصابه من ضرر وكدر خف عنه ضرر الجسد والنفس، فمن أسباب الراحة وجود من يناصرهم وكأنه واحد منهم.

ولكن هل الدواء وتوفير الاحتياجات يرفع عنهم الجرائم البشعة ويوقف الدمار؟ فالأصل هو إزالة السبب، وذلك بمنع استمرار الاعتداء.

المقاومة والمواجهة مطلوبة؛ فلا يكون الحل إلا بالتدخل والمقاومة الفعلية التي تنهي الاحتلال، وتعود الأرض إلى أهلها ويعيش الشعب والأطفال في أمان... وإن كان اليهود المسالمون يعترضون على تلك الجرائم، فكيف بدول عربية مُسلمة لا تتفوه بكلمة؟ ولا تعترض على الأحداث المؤلمة، وتنسحب من مواجهة العدو الذي تطاول على الأمة، وما زالت صامتة ضعيفة تتهرب من المواجهة الفعلية، والأدهى أن كان الصمت لبقاء مصالح مشتركة أو خوفاً على الكراسي وأسباب أخرى خفية !

aalsenan@hotmail.com

aaalsenan @

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي