هناك رواية عالمية للكاتب الأميركي إرنست همنغواي، قام بتأليفها في كوبا في عام 1952، وتم عملها فيلماً سينمائياً قديماً شاهدته أكثر من مرة! لبساطته وعمق الرمزية والقوة الأدبية فيه، في الوقت نفسه، والرواية تسمى الشيخ والبحر أو العجوز والبحر، وهي باختصار كما ذكرت موسوعة (ويكيبيديا) هي أن (سانتياغو) صياد عجوز متقدم في السن ولكنه لايزال متمتعاً بحيويته ونشاطه.
كان لايزال رابضاً في زورقه، وحيداً، ساعياً إلى الصيد في خليج (غولد ستريم) ومضى أكثر من ثمانين يوماً ولم يظفر ولو بسمكة واحدة. رافقه في الأيام الأربعين الأولى ولد صغير كان بمثابة مساعد له، لكن أهل هذا الولد أجبروه على قطع كل صلة بالصياد.
وذهب الغلام يطلب العمل في زورق آخر استطاع صياده أن يصطاد بضع سمكات منذ أول أسبوع، وأشد ما كان يؤلم الغلام رؤية العجوز راجعاً إلى الشاطئ، في مساء كل يوم، وزورقه خالٍ خاوي الوفاض، ولم يكن يملك إلا أن يسرع إليه ليساعده في جمع حباله، وحمل عدة الصيد وطي الشراع حول الصاري.
وكان هذا الشراع يبدو وكأنه علم أبيض يرمز إلى الهزيمة التي طال أمدها. وفي يوم خرج إلى البحر لكي يصطاد شيئاً وإذ علق بخيوطه سمكة كبيرة جداً حجمها أكبر من حجم قاربه. وبدأ يصارعها فلا يتخلى العجوز عن السمكة ويصارعها أياماً وليالي عدة، وتأخذه بعيداً عن الشاطئ، ثم تمكن منها وملأه السرور وربطها في المركب و بدأ رحلة العودة، لقي في طريق العودة أسماك القرش التي جذبتها رائحة الدم من السمكة، فأخذ سانتياغو، يصارع أسماك القرش وفي النهاية تنتصر أسماك القرش، فلا يبقى سوى هيكل السمكة العظيم، فقام بتركه على الشاطئ ليكون فرجة للناظرين ومتعة، وعاد إلى منزله منهكاً ومتعباً، فعندما رأى الناس هيكل السمكة اندهشوا من كبرها وعظمتها فبقي اسم الصياد سانتياغو، مرفوعاً ومفتخراً به حتى هذا اليوم.(انتهى الملخص).
ومن وجهة نظري، أن الرواية يستطيع القارئ أو المشاهد أن يسقط الكثير من المعاني الموجودة فيها على الواقع، فقد يكون الصيد الثمين أو السمكة الكبيرة هي حلم تنموي لبلد ما أو هدفاً إستراتيجياً لمجتمع أو خطة شاملة يفترض تنفيذها أو رأس مال كبيرا يفترض توظيفه في مكانه وزمانه الصحيحين! والجهة الأخرى كما هي الرواية أسماك القرش والتي تهاجم تلك السمكة المميزة وهذه القروش ربما البعض من المتنفذين أو البعض من أصحاب المصالح الخاصة والذين يحاولون بدورهم النهش الشرس بما يمكنهم للحصول على شيء من تلك الفريسة الثمينة، سواء بعض المال أو منصب أو أي شيء وهم لا يستحقونه، ويتجاوزن بذلك العدالة والمساواة في مجتمعهم !
فالخلاصة أن الإصلاح أو تصحيح المسار يكون بالشدة في التغيير وبناءً على خطط مدروسة والجرأة، وهنا مربط الفرس كما يقال في معاقبة المسيء، سواءٍ كان متنفذاً أو قيادياً، وكل ذلك لإصلاح ما يمكن إصلاحه!، والله عزوجل المعين في كل الأحوال.
Twitter @Alsadhankw