اتسمت الأحداث خلال الشهر الماضي بالسخونة وكأنها تريد أن تطفئ برودة الطقس الذي بدأ مع دخول موسم المربعانية.
من ضمن الأحداث الساخنة كانت حادثة حرق سيارة القاضي سلطان بورسلي، والحكم النهائي في قضية صندوق الجيش، واستجواب رئيس الوزراء ووزير التجارة، وإعلان أكثر من عضو استجواب أكثر من وزير وآخرها التحقيق في واقعة احتجاز مواطن من قِبل استخبارات الجيش.
حقيقة الأمر، لا أعلمُ متى لهذا البلد الطيب أن يستقر وينتهي مسلسل الأزمات وكأن كل أزمة تلد الأخرى، سياسياً نجد احتقاناً سياسياً دائماً واستجوابات وتصريحات مضادة وتخوين كل طرف للطرف الآخر، رياضياً حروب بيانات وقضايا ومحاكم ومعارك وصلت للضرب باليد، وفي النهاية خسائر وهزائم في كل الألعاب للأسف. جنائياً، صعق الشارع الكويتي في حادثة حرق سيارة القاضي سلطان بورسلي، في سابقة خطيرة ومستهجنة لدى الشارع الكويتي، ونحمد الله، أنه تم القبض على الجناة بفضل سواعد رجال الأمن المخلصين وبتوجيه مباشر من معالي النائب الأول وزير الداخلية.
وختمت هذه الأحداث الساخنة بحادثة التحقيق مع المواطن من قبل استخبارات الجيش، والتي شجبناها ورفضناها جملة وتفصيلاً، وكلنا ثقة في قضائنا العادل أن ينصف المواطن ويرجع له حقه ويحفظ كرامته.
للأسف كشف هذا الحادث الفجور في الخصومة من مؤيدي ومناصري الأطراف المتنازعة، فكل فريق يلقي التهم على الفريق الآخر في مسلسل مكسيكي لن ننتهي منه على الإطلاق.
في الختام أدعو الله سبحانه وتعالى أن يمنّ على صاحب السمو بالصحة والعافية، وأن ينعم على هذا البلد الطيب بالهدوء والاستقرار والتقدم، وأن يلين قلوب شعبه على بعضهم البعض، فقد أنهكت هذه الخلافات وهذه النزاعات البلد وجعلته يتأخر عن ركب التطور والتنمية، وفي النهاية لا يعتقد أي فريق أنه انتصر فهذا النوع من المعارك لا يوجد به منتصر بل الكل خسران وأولهم هذا الوطن الطيّب المِعطاء.