متخصصون في مواجهة الحوادث النوعية كالانهيارات والزلازل والانتحار والسقوط من علو
فريق «البحث والإنقاذ»...70 عنصراً مُحترفاً للتعامل مع المهام العصيبة
«مركز البحث والإنقاذ التابع لإدارة المهام الخاصة الذي أنشأته قوة الإطفاء العام في عام 2007 لديه فريق مدرب على أعلى مستوى مكون من 70 عنصراً بشرياً من الضباط والأفراد الذين تم اختيارهم بعناية وبمواصفات خاصة للتعامل مع الحوادث النوعية»... هذا ما أكده عدد من قياديي «الإطفاء» لـ«الراي»، موضحين أن أعضاء الفريق يتميزون بالكفاءة والاحترافية العالية في إنقاذ العالقين، كما أنهم قادرون على النزول في الحفر الضيقة وإخراج الجثث من تحت الأنقاض، ويمتلكون الروح القتالية والانسانية والولاء المطلق لوطنهم والتفاني في عملهم.
وأشاروا إلى أن الفريق نال استحسان القيادة التركية خلال تعامله مع حرائق الغابات والزلزال الذي حدث في تركيا، وحصل على وسام التضحية العظمى من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
«إنقاذ العالقين والنزول بالحفر الضيقة وإخراج الجثث من تحت الأنقاض»
سعد الأنصاري: أعضاء الفريق يتميّزون بالكفاءة والاحترافية العالية
أفاد مدير إدارة المهام الخاصة في قوة الاطفاء العام العميد سعد الأنصاري بأن إنشاء المركز كان عام 2007 وتحت مسمى «مركز الإنقاذ الفني»، وتغيّر مع قانون الإطفاء ليصبح تحت إدارة المهام الخاصة وباسم «مركز البحث والإنقاذ» بهدف التعامل مع الحوادث الخاصة والنوعية، مثل الحوادث التي تحتاج الى الانخراط بالحبال سواء بالنزول من المرتفعات لإنقاذ شخص عالق أو النزول بالحفر الضيقة، بالإضافة الى التعامل مع الزلازل أو الانهيارات الأرضية والأراضي الطينية وغيرها وذلك لإنقاذ الأرواح أو إخراج الجثث من تحت الأنقاض.
وأوضح الأنصاري أن مقر المركز في منطقة الشويخ، وأنه مجهز بمعدات ذات تقنية عالية، بالإضافة الى تزويده بفريق مكون من 70 عنصراً بشرياً من ضباط وأفراد بمواصفات خاصة يتحملون بها التدريبات اللازمة لإدارة عملهم بكل احترافية، ويتمتعون بإمكانات عالية في التعامل مع الحوادث النوعية.
ولفت إلى أن الفريق تدرّب على المعدات بحسب طبيعة عملها، مشيراً إلى تعاونه مع مركز القوات الخاصة بوزارة الداخلية للتدريب على بعض التمارين الخاصة مثل الانخراط بالحبال من خلال المرتفعات وتمارين اللياقة البدنية والتحمل، وغيرها من التمارين التي تزيد من قدرة الإطفائي على أداء مهامه، وحصل الفريق على المراكز الأولى في الدورات التدريبية التي تمت بالتعاون مع وزارة الداخلية.
وأشار إلى أن المركز رغم أن له مقراً واحداً في الشويخ، إلا أنه يتعامل مع جميع البلاغات التي ترد إلى غرفة العمليات وتحتاج حضور الفريق الى مكان الحادث حيث يتجه الفريق مباشرة الى موقع البلاغ لمساندة فرقة إطفاء المنطقة التي تصل قبله لدراسة الموقف، لافتاً إلى أن الفريق يغطي جميع محافظات الكويت وقادر على ذلك، لأن مثل هذه الحوادث ليست يومية بل نوعية وفي وقت محدد وفي حال وجودها يكون لها صدى كبيراً وتأخذ وقتاً طويلاً مثل ما حدث في انهيار الرمال في المطلاع أو القبة التي انهارت في مسجد قيد الإنشاء أو حوادث سقوط من علو أو محاولات الانتحار، وهذه الحوادث يستمر التعامل معها لساعات طويلة.
«الوسادة الهوائية» تتحمل سقوط شخص من 6 أدوار
أوضح العميد سعد الأنصاري، أن الفريق يستخدم المعدات اللازمة للتعامل مع الحوادث النوعية مثل انحشار يد في فرامة او شخص يحاول الانتحار، حيث يستخدم الفريق الوسادة الهوائية التي يصل مقاسها الى 24 متراً مربعاً، وتتحمل سقوط شخص من 6 أدوار وتساهم في الإنقاذ من الموت، لكن قد يصاب الشخص المراد إنقاذه برضوض بحسب الكيفية التي يسقط بها، والتي يكون أفضلها هو السقوط على الظهر.
وبيّن أن وجود الأسوار بين البيانات تمنع استخدام الوسائد الهوائية لصغر المساحة.
«نال استحسان القيادة التركية في التعامل مع حرائق الغابات والزلزال»
أيمن المفرح: عامان... لاعتماد الفريق وتصنيفه دولياً
أكد رئيس مركز البحث والإنقاذ العقيد أيمن المفرح، أن الفريق أخذ سمعة طيبة داخل وخارج الكويت من خلال مشاركاته في الحوادث النوعية، ولعل أهمها مشاركته في إطفاء حرائق غابات تركيا والثانية من خلال مشاركته في الإنقاذ في الزلزال الذي أدى إلى انهيار مئات المباني ووفاة الآلاف في تركيا، مضيفا أن الفريق أبلى بلاء حسناً ونال استحسان القيادة التركية التي منحت منتسبي الفريق وسام التضحية العظمى، وشكرت الكويت وثمنت جهود الفريق بالاسم.
وأوضح المفرح أن الفرق المشاركة في التعامل مع زلزال تركيا والذي يعتبر الأكبر في التاريخ الحديث، أعجبوا بأداء فريق الإنقاذ الكويتي، لكن استغربوا أننا غير مصنفين عالمياً، وعليه، فقد أصدر النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ طلال الخالد قراراً كلف بموجبه قوة الإطفاء العام باتخاذ الإجراءات اللازمة نحو تنفيذ مشروع التصنيف الدولي للفريق، وذلك بالتنسيق مع الجهات الحكومية المختلفة واعداد اتفاقيات التعاون المحلية والدولية اللازمة، وعليه فأمامنا قرابة العامين لاعتماد الفريق وتصنيفه دولياً باعتماده في الأمم المتحدة.
وأشار المفرح إلى أن فريق البحث والإنقاذ لديه تدريبات خاصة يومية تعتمد على اللياقة البدنية، من خلال التعامل مع الحبال وانهيارات المباني وانهيارات الحفر الرملية وكذلك حوادث الطرق والمناطق الطينية بالتعاون مع الإنقاذ البحري، ويتم فحص المعدات بشكل يومي والتأكد من سلامتها وجهوزيتها.
وأوضح المفرح أنه تم اختيار المتميزين في الفريق وانخراطهم في دورة تخصصية هي الأولى من نوعها للتعامل مع الحوادث النوعية ليكونوا أكثر احترافية ومهارة ومدتها 3 أسابيع.
وأوضح أن الفريق تم اختياره بعناية وتم جمع المتميزين من كل المراكز، لأن العمل والتدريب به مكثف ونوعي، والمتميز منهم يتم إدخاله في الدورة التخصصية، مشيداً بجهود كل منتسبي الفريق الذي يعمل بروح واحدة وهدفها تقديم خدمة البحث والإنقاذ، من دون النظر الى النواحي المادية، بالرغم من توافرها للفريق وبالشكل المرضي بعد إصدار قانون قوة الإطفاء العام.
أحمد العسكر: لا ننظر للعمل كوظيفة... بل بذل وعطاء وواجب وطني
أكد ضابط الاتصال الميداني في فريق البحث والإنقاذ الدولي العقيد أحمد العسكر، أن ما يميّز الفريق أن جميع منتسبيه من الكويتيين، بالإضافة إلى امتلاكهم الروح القتالية والإنسانية والولاء المطلق لوطنهم والتفاني في عملهم في البحث والإنقاذ، ويدل على ذلك أنه في حال وجود حادث كبير ولا يتواجد في العمل إلا 9 أفراد فقط، فبمجرد ما تكتب في «القروب» أن هناك حادثاً كبيراً تجد أمامك خلال ساعة ما لا يقل عن 35 فرداً من الفريق في مكان الحادث جاؤوا ليقوموا بواجبهم وهم في إجازتهم الخاصة، حيث لا ينظر للعمل على أنه وظيفة وراتب فقط بل بذل وعطاء وواجب وطني.
وتمنى العسكر أن «ننجح في اعتماد الفريق ليكون وفق المعايير الدولية»، مشيراً إلى أن الفريق جاهز لذلك خاصة بعد الاشادة من الفرق الدولية التي شاهدت عمله في تركيا من الناحية البشرية والفنية.
12 ساعة متواصلة في التعامل مع «انهيار المطلاع»
أشار العقيد أحمد العسكر، إلى أن فريق البحث والإنقاذ لا يترك مكان عمله أثناء التعامل مع الحادث حتى إنجازه بالكامل لأنه لا يوجد له فريق آخر بديل، ومثال على ذلك أن الفريق أنجز عمله كاملا في حادث انهيار الرمال في المطلاع الذي استمر 12 ساعة متواصلة، فيما استمر العمل في زلزال تركيا 12 يوماً متواصلاً.
أبرز الحوادث
1 - التعامل مع حرائق الغابات في تركيا
2 - التعامل مع زلزال تركيا
3 - التعامل مع الانهيار الرملي في المطلاع
4 - التعامل مع انهيار قبة مسجد تحت الإنشاء