بالقلم والمسطرة

شركة نفط صهيونية!

تصغير
تكبير

في إحدى وسائل التواصل الاجتماعي شاهدت مقطعاً تسجيلياً لمرشح للرئاسة الأميركية وهو روبرت كينيدي جونيور، وقال حرفياً في تصريحه الصحافي (إذا اختفت إسرائيل سيحدث فراغ في الشرق الأوسط، وكما تعلمون إسرائيل هي سفيرنا إنها وجودنا ورأس حربتنا في الشرق الأوسط، وهي سمعنا وبصرنا وهناك تمنحنا المعلومات الاستخباراتية والقدرة على التأثير في شؤون الشرق الأوسط، فإذا اختفت إسرائيل فإن روسيا والصين ستسيطران على الشرق الأوسط وعلى 90 في المئة من إمدادات النفط في العالم وسيكون ذلك كارثياً على الأمن القومي الأميركي).
وبعد هذا التصريح الصريح من سياسي أميركي شرح ببساطة المعادلة الصهيونية الأميركية من وجهة نظره وبالتالي فليدرك العالم الإسلامي والعربي حقيقة وهدف استزراع هذا الكيان الصهيوني في قلب العالم الإسلامي وفي فلسطين، وبالطبع مع رغبة الصهاينة بدءاً من مؤتمر سويسرا في عام 1897، برئاسة الأب الروحي للصهيونية العالمية تيودر هرتزل، وبالتالي فإن صنع هذا الكيان أشبه بشركة نفط صهيونية إن جاز التعبير هدفها التحكم بنفط العرب، وفي شريان الطاقة العالمي وفي ميزان القوى الدولية.

وللعلم ومن باب التعجب والاستغراب الشديد فإنه هو النفط ذاته الذي تم استخدم كسلاح وقوة ضغط معاكسة للغرب ومناصرة للحق الفلسطيني، وكان ذلك بالتهديد بايقاف تصديره إبان الصراع العربي الصهيوني في السابق، ولكن بكل أسف لم يتم التلويح بهذا السلاح النفطي الحيوي في أثناء العدوان الدموي الصهيوني الأخير على غزة وما حصل من عمليات الإبادة الجماعية الممنهجة ضد أهالي قطاع غزة، فالغرب والعالم يدركون بدورهم أهمية النفط والبعض من العرب لا يدرك بشكل واقعي أهميته الإستراتيجية وقوته الحيوية وتأثيره الاقتصادي والسياسي!
ورغم الهدنة أخيراً بين حركة حماس والكيان الصهيوني إلا أنه لا تمثل استقراراً وأماناً حقيقياً فمشاهد العدوان والإرهاب الصهيوني مستمرة ومتكررة ويؤدي إلى نزيف الدم المزمن في غزة والعالم و للأسف ينظر بشكل اعتيادي لهذا المشهد المؤلم من اعتداء ودك للمباني على الأهالي المدنيين دون رادع له!
فلو كان العالم الإسلامي والعربي بقوة واحدة ويستثمر طاقاته وأوراق الضغط الموجودة لديه لما تجرأ هذا الكيان المصطنع وفعل جرائمه تلك، ولكن واقع الحال يقول إن العالم الإسلامي والعربي في حالة ضعف وهذا الضعف هو الذي سمح أصلاً ببناء ذلك الكيان والذي استمر رغم محاولات هزيمته، ولكي نكون أقوياء يجب أن نبدأ بالوعي والتركيز على الأجيال الناشئة وأن يكون الإدراك بأن القدس المباركة عاصمة دولة فلسطين ولا يمكن أن تظل إن شاء الله بيد الصهاينة، وأنها ستتحرر بإذن الله تعالى بالنية الصادقة والكفاح الإسلامي المشترك والله عز وجل المعين في كل الأحوال.
Twitter @Alsadhankw
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي