خلال أمسية احتضنها «الملتقى الثقافي» في موسمه الثاني عشر
هشام العوضي: كل شاردة وواردة عن الكويت... في «الوثائق البريطانية»!
العوضي والرفاعي في «الملتقى الثقافي»
الحاضرون في لقطة جماعية (تصوير نايف العقلة)
العوضي متحدثاً
العوضي والرفاعي في «الملتقى الثقافي»
الحاضرون في لقطة جماعية (تصوير نايف العقلة)
العوضي متحدثاً
العوضي والرفاعي في «الملتقى الثقافي»


قدّم أستاذ التاريخ في الجامعة الأميركية في الكويت الدكتور هشام العوضي ندوة بعنوان «تجربتي مع الوثائق البريطانية»، في «الملتقى الثقافي» الذي يترأسه الروائي القدير طالب الرفاعي، مؤكداً أن الوثائق البريطانية دوّنت كل شاردة وواردة في تاريخ الكويت.
وشهد الملتقى الذي دشّن قبل فترة موسمه الثاني عشر، حضور حشد غفير من الأدباء والمثقفين والفنانين، بينهم أستاذ القانون العام في كلية الحقوق بجامعة الكويت المستشار الدكتور محمد الفيلي، ورئيس الجمعية الكويتية للتراث فهد العبدالجليل، والمؤرخ صالح المسباح، والكاتبة الدكتورة سعاد المعجل، والفنانة التشكيلية والروائية ثريا البقصمي، ورئيس مركز الإدمان الدكتور عادل الزايد، والكاتب الصحافي حمزة عليان، وصبيح بوفتين، والدكتورة ريم البغلي، والإعلامية الجازي السنافي، وغيرهم باقة أخرى من الوجوه الثقافية.
«أمسية خاصة»
بعد الترحيب بضيوفه، قال الرفاعي إن هذه الأمسية خاصة واستثنائية، إذ كان مقرراً عقدها في شهر أكتوبر الماضي، «ولكن لظروف الدكتور العوضي والتزاماته الخارجية، إلى جانب ظروفي الخاصة، تأجّلت هذه الأمسية 3 مرات، ليتقرر عقدها اليوم».
وأشار إلى أن الملتقى الثقافي اعتاد على ألا يقيم الأمسيات بالتزامن مع معرض الكويت الدولي للكتاب، «كي لا يتشتت الجمهور، إلا أنه للظروف أحكام».
كما أعرب الرفاعي عن سعادته باستضافة العوضي، مؤكداً أنه من الشخصيات التي فرضت لنفسها حضوراً مشهوداً في الساحتين الثقافية والتاريخية، ليس في الكويت وحسب وإنما في الخليج والعالم العربي، مستعرضاً السيرة الذاتية لضيفه.
«الوثائق البريطانية»
بدوره، عبّر العوضي عن فرحته بالتواجد في «الملتقى الثقافي»، وبين هذه الكوكبة من المثقفين والأدباء، لافتاً إلى أن الوثائق البريطانية دوّنت كل شاردة وواردة في تاريخ الكويت، «حتى درجات الحرارة في الصيف والشتاء، ومواقع آبار الماء الموجودة في الصحراء، وعمق كل بئر وكمية المياه ودرجة الملوحة فيه، وكذلك رسم مقاسات اللؤلؤ تجدونها في تلك الوثائق، فبعد أن كانت سرية في السابق، أصبحت تُباع اليوم عبر (الأونلاين) بعشرات الآلاف من الدولارات».
وأكد العوضي أن الوثائق البريطانية عبارة عن كل ما أُنتج مكتوباً من أجل مساعدة متخذي القرار على اتخاذ القرار، «أي بمعنى أنها (أوراق وظيفية) تستهدف جمهورا معينا غيرنا نحن، ولذلك فإن شبهة التضليل أو الدعاية أو الكذب غير موجودة لأن الوثائق ليست للاستهلاك المحلي، وهذا أحد أسباب صعوبة الاطلاع عليها سابقاً أو فهم مضمونها».
وذكر أن الوثائق جميعها مكتوبة بخط اليد، بعضها كُتبت بخطٍ جيد وبعضها الآخر كان الخط فيها رديئاً، «حيث إن الوكلاء البريطانيين المتواجدين في المنطقة، لم يكن لديهم في ذلك الوقت آلات كاتبة».
ولفت إلى أنه يمتلك ما يقرب من 20 وثيقة، بعضها غير مؤرخ أو مفهرس، مؤكداً أنه لا يُقدس هذه الوثائق ولكنه أيضاً لا يمكن الاستخفاف بها، «فهي ليست مجرد تنظيرات وتحليلات شخصية، بل إنها تقارير بالغة الدقة والشفافية وأقرب إلى جمع المعلومات والجاسوسية».
وأضاف أن «الوكيل البريطاني الذي كان متواجداً في عهد الشيخ مبارك هو بمثابة سفير، إذ كان رئيسه المباشر هو المقيم السياسي في مدينة بوشهر الإيرانية ونائب ملك بريطانيا اللورد كيرزن، وهو مسؤول عن كل دول الخليج وقتذاك، وأيضاً كان ممثل الحكومة البريطانية في الهند، وهو الشخص ذاته الذي استقبله الشيخ مبارك في ميناء الشويخ العام 1903 والتقطت لهما تلك الصورة المشهورة».
وسأل العوضي مخاطباً الحضور: «هل تعلمون أن كيرزن كان يكتب وثائق؟»، قبل أن يجيب عن سؤاله: «نعم كيرزن يكتب وثائق وكذلك ديكسون وشكسبير... ولذلك فإن ما يكتبونه دقيق».
وأكمل: «هل تعلمون أن تلك الوثائق تتضمن صفحات من الجرائد الكويتية لا يمكن الحصول عليها الآن، ولكن الشيء الذي لا أعلمه هو أنها ترصد أيضاً المراسلات بين الشيوخ أنفسهم!».
«معاناة»
قال الدكتور محمد الفيلي، إن «ما يعانيه العوضي بسبب عدم تقبل البعض لهذه الوثائق، يُذكرني بما يحدث معي، لأنني أُدرِّس التاريخ الدستوري للكويت، وهذا التاريخ مرّ بمراحل كثيرة منها (وثيقة 21) التي هي ليست دستورية بل مجرد مطالبات».
«الشق السياسي»
تناولت الدكتورة سعاد المعجل طرف الحديث، مشيرة إلى أن هناك اختلافاً دائماً في التدوين بين الشق السياسي والشق التاريخي «وأتصور أن الشق السياسي هو الطاغي غالباً في مثل هذه الوثائق».