ومضات

صُحبة النفس

تصغير
تكبير

إنّ «الصحبة» من أفضل المراتب والأفعال، التي لها أكبر الأثر في حياتنا الدنيوية وحتى الآخرة، لأن الإنسان بطبعه كائن اجتماعي، لا يمكنه أن يعيش بمفرده، بل إنه يعيش في جماعة تبدأ بالأهل والأسرة وتمتد لتصل إلى ما بعد حدود بلده.
فنقول اصطلاحاً: صحِب الشَّخصَ أي لاَزَمَهُ، ورَافَقَهُ، وعَاشَرَهُ، وصحِبتك السَّلامةُ أي رافقتك ولازمتك، وصحِبك اللهُ أي حفظك ورافقتك عنايتُه.

ومن هذا المعنى... نجد أن الصحبة الصالحة، هي من أهم وأفضل أنواع الصحبة، التي تعين الإنسان على أن يحقّق لنفسه ومن حوله الطمأنينة والسلام والحب.
يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: «مثل الجليس الصالح والجليس السوء، كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحاً طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإمّا أن تجد منه ريحاً خبيثة».
ويقول الله تعالى في سورة الكهف: «وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ، وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا، وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا».
وهناك صحبة قد يجهلها البعض أو يتجاهلها، أو أنه لا يهتم بقيمتها، ولا يقدّر أثرها، وفائدتها، أنها «صحبة النفس»، والتي تعني أن تكون صديقاً لنفسك متصالحاً معها منسجماً مع أفعالها التي تميل كل الميل إلى الخير والحب، والإذعان لأوامر الله ونواهيه، وتنفر من الكراهية والعداوة والبغضاء.
إن «صحبة النفس»، هي الطريق الحقيقي إلى الطمأنينة التي نشعر بها، ونحن نتحاور مع أنفسنا، ونتّفق معها على العمل الصالح ونبذ العمل الذي ينشر الأحقاد، وهي السعادة التي نشعر بها، حينما نرى من خلال تلك الصحبة النقاء في المشاعر، وهي الراحة التي تفيض على أرواحنا وتمنحها السلام.
وإن «صحبة النفس»، هي الصبر على السرّاء والضرّاء، والاقتناع بكل ما يأتي من عند الله، بقلوب مُؤمنة خاشعة صابرة: «إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي