وزير الخارجية أكد أن فلسطين هي قضية الكويت الأولى بلا حياد

سالم الصباح: لا تهمنا الضغوط... وموقفنا من أقوى مواقف الدول العربية

وزير الخارجية في المؤتمر الصحافي
وزير الخارجية في المؤتمر الصحافي
تصغير
تكبير

- القيادة متمسكة بالموقف الراسخ ونطرق كل الأبواب لوقف الحرب على غزة
- الكويت ضد التطبيع ما لم تقم دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967
- ما يحدث في غزة حرب انتقامية وليست دفاعية ونشهد عقاباً جماعياً وجرائم حرب
- نشهد ازدواجية معايير... ونأسف أن يكون مجلس الأمن عاجزاً عن إيقاف القتل والتدمير
- البيانات المشتركة توافقية... وأحياناً دولة تقبل سياقاً معيناً من دون تخطي الخطوط الحمراء بهدف الوصول للإجماع
- نحترم قرارات السفارات بتحذير مواطنيها وكل دولة لها الحرية بطريقة التعامل
- نفتخر بمسيرتنا الديموقراطية ولا توجد ديموقراطية من دون حرية تعبير
- قانون منع التعامل مع الاحتلال قائم ومُفعّل منذ 1964 وهناك توافق مع النواب في شأن ما طرح في اللجنة
- السفيرة الأميركية قُبل ترشيحها من الأمير وإذا وصلت الكويت فستقدم أوراق اعتمادها للقيادة السياسية

جدد وزير الخارجية الشيخ سالم الصباح موقف الكويت الثابت ضد التطبيع «ما لم تقم دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967، وفق القرارات الدولية ومبادرة السلام العربية»، مؤكداً أن موقف الكويت تجاه القضية الفلسطينية متقدّم جداً ونشهده من خلال التصريحات وبيانات وزارة الخارجية، ومن خلال بيانات اجتماعات مجلس التعاون وجامعة الدول العربية، مشدداً على أن موقف الكويت من أقوى مواقف الدول العربية، وأن الشعب الكويتي بمختلف شرائحه متوافق مع قيادته حيال هذه القضية، وأن الكويت تطرق جميع الأبواب لوقف الحرب على غزة وإدخال المساعدات الإنسانية لها.

وفي مؤتمر صحافي عقده في مقر وزارة الخارجية، قال الوزير سالم الصباح إن الموقف من القضية الفلسطينية هو «موقف راسخ وواضح ومستمر، والقيادة الكويتية متمسكة بهذا الموقف ولا رجعة فيه... إنها قضيتنا الأولى لا لبس فيها، وهذا موضوع ثابت منذ 60 عاماً، وخلال 6 عقود لم تحد الكويت عن هذا الخط بتاتاً، ومنذ بداية القضية خطنا واضح مستقيم وقوي لا لبس فيه».

مواجهة الضغوط

وعن الضغوط التي تواجه الكويت بسبب تمسكها بالقضية الفلسطينية، قال الوزير «موقفنا مبدئي وما تهمنا الضغوط»، مشيراً إلى أن الكويت، وبناءً على توجيهات القيادة السياسية، أقامت جسراً جوياً، وصل لست طائرات مساعدات لأشقائنا في غزة عبر مطار العريش، مؤكداً رفض الكويت القاطع لفكرة تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه.

وأضاف: «ما يحدث في غزة حرب انتقامية وليست دفاعية، ونشهد عقاباً جماعياً، وجرائم حرب في غزة، وطوال هذه المدة شهدنا 7 آلاف قتيل، منهم 3 آلاف طفل، فكيف يُقتل 3 آلاف طفل خلال 23 يوماً ولا تكون جريمة حرب؟»، مشيراً إلى أن «مجلس الأمن عاجز عن إيقاف ما نشهده من قتل وتدمير في غزة، وهذا أمر مؤسف، ونأمل من الدول المؤثرة إيقاف الحرب فوراً، وإدخال المساعدات إلى غزة، وإيجاد حل نهائي للقضية الفلسطينية».

وأوضح أن «دائرة العنف التي نراها الآن، سنراها في المستقبل، ولذلك نطالب بحل نهائي وهو إقامة دولة فلسطينية، وفق المعاهدات الدولية في 1967».

ازدواجية معايير

وتابع وزير الخارجية: «إننا نشهد تعاملاً فيه ازدواجية معايير، إذ يؤسفني أن مجلس الأمن الذي حررنا، ويحز في النفس أن المجلس المنوط به الحفاظ على صون الأمن، عاجز عن إيقاف ما يحصل من قتل وتنكيل في غزة. والكويت تطرق جميع الأبواب، لوقف الحرب على غزة وإدخال المساعدات الإنسانية لها».

صيغة مشتركة

وفي رده على سؤال في شأن بيان قمة القاهرة المشترك الذي صدر أخيراً ووقّعت عليه 9 دول بينها الكويت، أوضح الوزير أن «البيانات المشتركة هي بيانات توافقية وليست وطنية، ففي البيان الوطني يمكن قول ما نريد، أما البيان المشترك فيجب أن نصل فيه لصيغة مشتركة ترضي الجميع، والكويت حريصة على الحفاظ على التوافق... في البداية التوافق الخليجي وثم التوافق العربي... وأحياناً دولة تجد نفسها مجبرة على قبول سياق معين من دون تخطي الخطوط الحمراء، وإذا كانت هناك صيغة توافقية تتطلب الإجماع، فإن الدول تتقبلها لتكون الرسالة قوية من مجموعة أهم وأقوى من أن يكون هناك خلاف على كلمة أو كلمتين ويصبح هناك انسحاب من بيان، وهناك سوابق كثيرة فالكويت شاركت في العديد من القرارات الدولية التي يمكن أن يكون فيها كلام، وإذا كنا سنمسك كل كلمة ونقف عندها فلن نستطيع الانضمام لأي قرار ولأي بيان».

وأضاف ان «البيانات التوافقية تتطلب القيام بتقديم أهمية الإجماع على أمور أخرى، ولننظر إلى مضمون البيان كونه بياناً مهماً حيث طالب وشدد على مطالبنا، ولكن كان هناك أمور توافقية من أجل خروج البيان».

التحذيرات

وعن إصدار بعض السفارات تحذيرات لمواطنيها في الكويت، قال الوزير: «إن كل دولة معنية بمواطنيها ولها الحرية بطريقة تعاملها معهم وهذا شأنهم لا نتدخل به، ونحن نحترم قرار السفارات ونقدّم لها يد العون وأي مساعدة يحتاجونها».
وعما إذا كان يعتقد أن سقف الحرية العالي في الكويت يتوافق مع مصالحها العليا، قال: «نحن نفتخر بمسيرتنا الديموقراطية ولا توجد ديموقراطية من دون حرية تعبير».

قانون الحظر

وحول الاجتماع مع لجنة الشؤون الخارجية البرلمانية في شأن صياغة مشروع قانون يحظر التعامل مع الاحتلال الاسرائيلي، أكد الشيخ سالم الصباح أن هناك قانوناً صادراً من عام 1964 يمنع التعامل مع الاحتلال الاسرائيلي عمره الآن 59 عاماً ولا يزال سارياً ومفعلاً، لافتاً إلى وجود توافق من حيث المبدأ مع الإخوة النواب حول ما طرح باللجنة ويحتاج إلى دراسة وبحث.
وبيّن أن «الخارجية» حريصة وتضع في أولوياتها أمن وسلامة الكويت ورعاية مصالحها، وأن ذلك يتم بالعلاقات مع الدول الشقيقة والصديقة.

السفيرة الأميركية

وبخصوص ما أثير نيابياً عن قبول أوراق سفيرة الولايات المتحدة الأميركية الجديدة لدى البلاد، أكد الوزير أن «السفيرة الأميركية قُبل ترشيحها من قِبل سمو الأمير، وتأخرت في الحضور بسبب إجراءات لديهم، وإذا وصلت الكويت فستقدم أوراق اعتمادها للقيادة السياسية».

«أمننا قائم على التحالفات»

قال وزير الخارجية في بداية المؤتمر الصحافي إن «مسؤوليتي الأولى هي الحفاظ على أمن وسلامة الكويت ومصالحها في الخارج، وهذا ما أفكر فيه كل دقيقة في النهار، وعندما أصحو صباحاً، وقبل أن أنام في الليل، في كيفية أن أحافظ على أمن الكويت وسلامتها ومصالحها في الخارج»، مبيناً أن «ذلك يتم من خلال صون علاقاتنا مع الدول الصديقة والحليفة، إذ إن أمننا قائم على التحالفات مع الدول الصديقة والحليفة».

«ديبلوماسية هادئة»

رداً على سؤال في شأن عدم ظهور التحركات السياسية الكويتية إعلامياً، أعرب الوزير عن إيمانه بـ«الديبلوماسية الهادئة»، قائلاً: «هذا عملي في كل حياتي، 20 عاماً سفيراً في واشنطن، هل شفتني؟ خلصت شغلي نعم، وبنيت علاقة نعم، فهل شفتني بالإعلام؟».
ورأى أن «الديبلوماسية الهادئة ناجحة... نعمل بهدوء وهذا العمل الصحيح، العمل الديبلوماسي الفعّال هو العمل الهادئ بلا ضجة، فنحن نعرف أهدافنا والطريق للوصول إليها ونعمل بهدوء، بس أؤكد لكم (محنا نايمين)».
وأوضح أن جميع جهود الوساطة التي تقوم بها الكويت نابعة من القلب بعيداً عن الشهرة، «والجميع يعلم انه لا توجد اجندات سياسية للكويت في ما تقوم به والجميع يثق بحياديتها».​

وقف الحرب مطلب دولي

تطرق وزير الخارجية إلى دعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لعقد قمة عربية طارئة، فأكد أن دولة الكويت ترحب بأي جهود لإيقاف الحرب على غزة، لا سيما وأن إيقاف الحرب أصبح مطلباً دولياً بعد تصويت ثلثي الأعضاء في الأمم المتحدة​ على ذلك، في إشارة إلى القرار الذي تبنته الجمعية العامة للأمم المتحدة بموافقة 120 دولة.

«ما أرد على نتنياهو»

رداً على سؤال حول تصريح رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو في شأن الشرق الأوسط الجديد، قال الوزير: «(ما أرد على اللي يقوله نتنياهو)، أما نحن فنعمل على منع انتشار الحرب، وهناك مساعٍ كبيرة لمحاولة عدم انتشار الحرب إلى جبهات أخرى لأنها ستزيد الدمار ويدفع ثمنه الأبرياء».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي