كلمة صدق

دولة الكويت وفلسطين المحتلة

تصغير
تكبير

دولة الكويت بحكوماتها المتعاقبة وحكامها وشعبها، يقفون كلهم وعلى مر العقود بصلابة مع فلسطين وضد الكيان المحتل. هذا ما يميز الكويت وما يجعل منها حالة لافتة للنظر بموقفها الحكومي والشعبي الدائم في وقوفه مع الحق الفلسطيني.
عام 2020، أشارت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) إلى هذه الظاهرة في تقرير لها، قائلة «الكويت واحدة من الدول التي ترفض شعباً وحكومة أي اتصال حتى لو كان فردياً مع ما تعتبره منذ عشرات السنوات (العدو)».

وأشارت الوكالة الفلسطينية إلى عمق العلاقة التاريخية بين الكويت وفلسطين حتى قبل الاحتلال الإسرائيلي، وبعده فتحت الكويت أبوابها للمهجرين من الفلسطينين بعد سنتي النكبة والنكسة.
بالطبع، إن مساعدات الكويت لفلسطين وشعبها تعتبر واجباً أخوياً تحتمه العلاقات الاخوية وروابط الدين والدم والتاريخ الذي يربط الشعبين، ولكن ما هو أهم من الدعم الكويتي المادي لفلسطين وللفلسطينيين هو رفض الكويت لأي شكل من أشكال التطبيع مع دولة الاحتلال، التطبيع الذي يعتبر حصان طروادة يتغلغل فيه العدو في جسد الأمة كانسياب الدم في عروق الجسد، لكنه بالتأكيد دم ملوث بفيروسات قاتلة.
نعم، كذلك ترفض الكويت حكومة ويدعمها الشعب في ذلك بأن تكون مع دولة الاحتلال ضمن أي فعالية.
من المواقف الحكومية اللافتة والتي كانت مفاجأة للبعض في حدتها ضد الاحتلال الصهيوني ما صرح به أخيراً وزير الداخلية الشيخ طلال الخالد الصباح، بقوله «أقولها وانا أفتخر بالمرسوم الأميري الصادر عام 1967، بأن الكويت في حالة حرب مع العصابات الصهيونية في فلسطين المحتلة والذي مازال سارياً حتى اليوم».
في الكويت أطفال المدارس منذ طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023، وما تبعه من همجية إسرائيلية بدأوا يحيون في الصباح فلسطين في ساحات العلم بالمدارس. الإعلانات التجارية في الشوارع ارتدت الكوفية الفلسطينية، في بعض مدارس الابتدائية انتشرت مقاطع لأطفال يضربون علم الكيان المحتل بأحذيتهم، وآخرين يطأون عليه عند دخولهم إلى بوابة المدرسة. حتى في النشرة الجوية تقوم المذيعة بربط مفردات الطقس وحالات الجو في كلمات معبرة عن فلسطين.
رغم الدموع التي تجري بسبب جريان الدماء البريئة في غزة، إلا أن جزءاً من العزاء لهذا الألم أن يكون المرء مواطناً في دولة تناصر الحق الفلسطيني، أن يكون في دولة ترفض رفضاً قاطعاً الاحتلال وكل ما ينتج منه أو يترتب عليه.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي