«Killers of The Flower Moon»... عندما تُغتصب الحقوق !

الإجرام على مرّ العصور وفي كل مكان... ولاغتصاب الحقوق أسياده ممن يعتبرون أن لهم الحق في امتلاك كل شيء مهما كان الثمن.
وما يدور في ثنايا فيلم الجريمة الملحمي الأميركي «Killers of The Flower Moon»، الذي انطلق عرضه اليوم في دور العرض السينمائية داخل الكويت، خير دليل على ما نتحدث عنه.
الفيلم ذو الطابع السردي، الذي يخلو من مشاهد الحركة والأكشن، مأخوذ من قصة واقعية تحمل الاسم ذاته للصحافي ديفيد غران قام بنشرها في العام 2017، وتدور أحداثه في بدايات القرن العشرين عندما تم اكتشاف النفط في أرض تابعة لشعب أوساج شمال شرق ولاية أوكلاهوما الأميركية، حينما ضمنوا ملكية حقول المواد العضوية بعد اكتشاف رواسب نفطية كبيرة تحت أراضيهم، حتى أصبحوا أغنى الناس على وجه الأرض بالمتوسط الفردي. لكنهم فعلياً لم يستطيعوا التمتع بأموالهم، كونها حولت حياتهم إلى سلسلة مرعبة من عمليات القتل الغامضة.
فحينها، طمعت بهم مجموعة من الرجال البيض، وخلال فترة عرفت باسم «عهد الإرهاب»، قام أولئك الرجال بقتل العشرات من شعب الأوساج من أجل أن يرثوا حصتهم من حقوق النفط بعدما تزوجوا من نسائهم، الأمر الذي دفع مكتب التحقيقات الفيديرالي إلى فتح تحقيق كبير بالقضية لمعرفة من الفاعل الأساسي وراء هذه الجرائم الشنيعة، فهل يصل إلى الحقيقة أن يساهم في طمسها؟
يركز الفيلم طوال 205 دقائق على شخصية إرنست بيركهارت (يجسدها ليوناردو دي كابريو) الذي وصل إلى مقاطعة فيرفاكس، وتزوج من مولي كايل (تجسدها ليلي غلادستون) بناء على طلب من عمه ويليام هيل الملقب أيضاً بالأسد أو الملك (يجسدها روبرت دي نيرو)، حيث إنه كان طاغياً همّه الأول والأخير جني المال رغم أنه في الأساس غني، فكان دوماً يردد لإرنست جملة «ستجف هذه الثروة، إنهم شعب يمتلك قلباً كبيراً لكنه مريض»، كما أنه كان المحرّض والرأس المدبر لكل جرائم القتل.
ومن خلال هذا الدور، يؤكد دي نيرو، إبداعه في لعب أدوار الشر التي تُعتبر «ملعبه»، والتي رافقت بداياته، وإن كان برع في أدوار الرجل الطيب في العديد من الأفلام.
إرنست، وخلال بداية الأحداث، أوضح في حديثه مع هيل أنه زير نساء وجشع في المال أيضاً، لا يعرف للحب طريقاً، لكنه رغم ذلك أوهم مولي بحبه لها وتزوجها. ومع مرور السنوات يقع في حبها فعلاً، الأمر الذي كان يثير جانب الخير فيه دوماً، إلا أنه في نهاية المطاف فشل في حماية زوجته.
يشار إلى أن الفيلم من تأليف إريك روث وإخراج مارتن سكورسيزي، وبطولة ليوناردو دي كابريو، روبرت دي نيرو، ليلي غلادستون، جيسي بليمونز، تانتو كاردينال، كارا جيد مايرز، جانا كولينز وجليان ديون وغيرهم. كما تم عرضه للمرة الأولى ضمن فعاليات مهرجان «كان» السينمائي بنسخته الـ 76 في 20 مايو الفائت.