ترجيحات بأن تقفز سوقها إلى 50 مليار دولار بنهاية 2025

«سندات القطط» تجذب المستثمرين... بالعوائد

تصغير
تكبير

بينما تتعرض أسواق السندات في كل مكان لضربة قوية بسبب مزيج من أسعار الفائدة المرتفعة، والقلق في شأن العجز، ومحافظي البنوك المركزية المتشددين، فإن إحدى فئات أدوات الدين تمنح الدائنين عوائد مكونة من رقمين هي: سندات الكوارث - catastrophe bonds أو «CAT»، فيما يستمر السوق في النمو حيث يقدر المنتدى الاقتصادي العالمي أن سوق سندات الكوارث ستقفز إلى 50 مليار دولار بنهاية 2025.
وظل المستثمرون في سوق ما يسمى سندات القطط أو «CAT»، التي تبلغ قيمتها 40 مليار دولار، خارج العاصفة لجني عوائد تصل 16 في المئة هذا العام.

وبسبب طريقة هيكلة السندات، فإن كوبوناتها تستمر بالارتفاع مع ارتفاع عوائد سندات الخزانة، ويحصل المستثمرون على علاوة مخاطر كبيرة على رؤوس أموالهم، طالما لم تقع كارثة.
إنها ديناميكية لفتت انتباه عدد متزايد من مديري الأصول ومصدّري الصناديق.
وقال المسؤول عن هيكلة صفقات سندات القطط لشركة «Swiss Re» في أوروبا وآسيا، آندي بالمر، إن إصدار هذا العام حتى سبتمبر ارتفع 27 في المئة ليصل 10.2 مليار دولار مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، واصفاً الحالة المزاجية في السوق بـ«المزدهرة».
وتتطلع شركات إعادة التأمين الكبرى مثل «سويس ري»، و«ميونيخ ري»، فضلاً عن بعض شركات الاقتصاد الحقيقي، بشكل متزايد إلى سندات القطط في محاولة لحماية نفسها من الكوارث التي لا تحدث إلا مرة واحدة في العمر.
وفي يوليو، لجأت شركة بلاكستون إلى سندات «كات» لحماية الأصول العقارية من خسائر الكوارث الطبيعية. وأصدرتها شركة «ألفابيت»، الشركة الأم لشركة «غوغل» في حالة تعرّض عملياتها في كاليفورنيا لزلزال.
في هذه الأثناء، يصطف مديرو الأصول للحصول على عوائد ضخمة، كما أنهم يحبون تنويع المحفظة الاستثمارية التي توفرها هذه السندات، لأن الأدوات لا ترتبط بالأسهم أو غيرها من الأسواق ذات الدخل الثابت.
وتدير شركتا «Schroders AG»، و«GAM Investments of Switzerland» أكبر صناديق سندات «CAT»، وفقاً لشركة «Morningstar»، كما تنشط شركات «كريدي سويس»، و«Amundi Asset Management»، و«Axa Investment Managers» في السوق.
لكن يحتاج المستثمرون إلى التحلي بالقدرة على التعامل مع مجموعة متنوعة من المخاطر التي أصبحت أكثر وضوحاً في عالم تنقلب فيه أنماط الطقس بسبب تغير المناخ، وفقاً لما ذكرته «بلومبرغ».
ويجني مستثمرو سندات القطط المال طالما أن الكارثة المحددة الموصوفة في شروط السندات - مثل الإعصار أو الفيضانات الشديدة أو الزلزال - لم تحدث.
وإذا حدث ذلك فإن حاملي السندات يمكن أن يخسروا بعض أو كل أموالهم، والتي تستخدم بعد ذلك لتغطية تكاليف الأضرار الناجمة عن الكارثة الطبيعية.
وزادت العائدات لأن ارتفاع أسعار الفائدة على سندات الخزانة ينتقل تلقائياً إلى كوبونات سندات الكوارث، وهي أدوات ذات سعر فائدة متغير. ويشهد المستثمرون أيضاً علاوات أكبر لمواجهة المخاطر المتزايدة الناجمة عن الأحداث المناخية القاسية، فيما تم تشديد المصطلحات التي تحدّد الحدث المحفّز.
وقال ستيف إيفانز، مالك شركة أرتميس، وهي شركة تتعقب سندات الكوارث وسوق الأوراق المالية المرتبطة بالتأمين: «كانت هناك إعادة تسعير لمخاطر الكوارث في جميع أنحاء العالم، خاصة في أماكن مثل كاليفورنيا وفلوريدا وأستراليا». لقد تضاعفت إمكانية العائد تقريباً في العقد الماضي».
كيفية عمل سندات الكوارث:
تقوم شركة إعادة التأمين أو الشركة بإصدار سندات عندما تريد توزيع مخاطر كارثة معينة على المشاركين في سوق رأس المال.
ويتم الدفع للمستثمرين بالكامل في حالة فشل الحدث - الذي يتم تعريفه بعناية من حيث خطورته أو تأثيره على الراعي، أو مقاييس مثل سرعة الرياح الدقيقة.
وتركّز بعض أكبر الرهانات على عواصف الرياح عالية السرعة، خاصة في فلوريدا.
وإذا حدثت الكارثة المحددة، يمكن للمستثمرين أن يخسروا بعض أو كل أموالهم، ثم تستخدم شركة التأمين الأموال المصادرة للمساعدة في دفع المطالبات.
ويحصل المستثمرون على قسيمة متغيرة غالباً ما تعتمد على أسعار سندات الخزانة الأميركية، إضافة إلى علاوة لتحمّل مخاطر الكوارث.
وقبل عام واحد فقط، كانت حجة الاستثمار أقل قوة، وتراوحت العائدات بين 2.8 في المئة و5.8 في المئة خلال الفترة من 2018 إلى 2021، وفقاً لمؤشر السندات السويسرية «ري كات»، فيما تغير المزاج في 2022 عندما ضرب إعصار إيان فلوريدا، ما تسبب في خسائر تأمينية تزيد على 50 مليار دولار.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي