أوراق وحروف

معركة... الكرامة الفلسطينية!

تصغير
تكبير

كان رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو أو «بيبي» كما تسميه وسائل الإعلام في الكيان، من أكثر السياسيين دهاءً وخبثاً وكذباً، وصلَ به الحال أن يتبجّح في إحدى الحفلات الانتخابية وعلناً، أنه يتلاعب بالفلسطينيين أثناء المفاوضات معهم، ويعود بهم إلى نقطة الصفر، ثم يتفاوض معهم من جديد، وهكذا، لكسب المزيد من الوقت!
السبت الماضي، استيقظ العالم بأسره، على خبر لم يكن في الحسبان، هجوم المقاومة الفلسطينية الباسلة، على الكيان الإسرائيلي، على مستوطناته، وقواعده العسكرية، المتاخمة لقطاع غزة، ما أربك قادة إسرائيل السياسيين منهم والعسكريين، وكشف عن هشاشة هذا الكيان وضعفه، رغم امتلاكه أحدث الأسلحة الأميركية وطائرات الشبح، إلا إنها لم تغنِ شيئاً، بل ورأينا الجيش الذي لا يقهر، يتساقط جنوده كالجراد في الشوارع، بين قتيل وأسير في يوم رعب حقيقي، جعل مطار بن غوريون يزدحم بالإسرائيليين للهرب إلى خارج الكيان، للنجاة بأنفسهم!

ما فعلته المقاومة الفلسطينية الباسلة، ليس سوى ردة فعل على بطش وإرهاب نتنياهو وتنكيله بالشعب الفلسطيني الأعزل، هذا عدا الاعتداء اليومي السافر على أولى القبلتين المسجد الأقصى وتدنيسه وضرب المُصلين من قِبل قطعان المستوطنين وبرعاية رسمية صهيونية من قبل وزير الأمن الداخلي الإرهابي بن غفير، واستفزازاته المستمرة، أضف إلى ذلك الحصار الدائم لقطاع غزة، وافتقاده لأدنى المقومات الإنسانية، والتضييق على ساكنيه وحرمانهم من حقوقهم، وليتها وقفت عند هذا الحد، بل وصل الاستهتار بالقوانين الدولية أن يتم قصف قطاع غزة، بأوامر مباشرة من الإرهابي نتنياهو لرفع أسهمه الانتخابية تارة، ولإشغال المتظاهرين ضده، تارة أخرى، وكل هذا يحدث تحت مرأى ومسمع الولايات المتحدة ودول أوروبا التي تتباكى الآن على الإنسانية في أوكرانيا!
بريطانيا، فرضت الكيان الإسرائيلي قبل أكثر من قرن من الزمان، وزرعته في قلب الوطن العربي الكبير، لأهداف استعمارية، وجعلته واقعاً ملموساً.
في العام 1948، وبعد أفول نجمها وانكفائها على نفسها، تسلّمت المهمة من بعدها الولايات المتحدة، التي لم تسع يوماً لكف يد إسرائيل عن ممارسة الإرهاب بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، بل وتمادت إلى أبعد من ذلك باستخدامها الدائم حق النقض، الفيتو، في مجلس الأمن الدولي، لمنع إدانة إسرائيل!
معركة السبت، أدخلت الفلسطينيين في المعادلة الدولية، وجعلت منهم رقماً يَصعب تجاوزه، بعد عقود من التهميش والتجاهل، وانتهاك أبسط حقوقهم الإنسانية!
twitter:700Alhajri
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي