كشف في برنامج «على جدول الأعمال» عن توجيهات من النائب الأول لإجراء المسابقة قريباً

الحكومة تتبنّى «هاكثون» عبدالوهاب العيسى: اخترِق الأنظمة... واربَح مكافأة مالية ووظيفة

تصغير
تكبير

- مع دخول الذكاء الاصطناعي دائرة اتخاذ القرار سيكون الكمبيوتر أذكى من الإنسان
- لكَ أن تتخيّل لو في يوم من الأيام صحونا بلا كهرباء... تخيّل وضع المستشفيات والناس في المصاعد
- تخيّل تشوف راتبك ينزل في البنك ولا تستطيع سحبه... هذه ليست مشكلة مالية بل سيبرانية وأمنية
- دائماً أتوجه نحو الاقتراحات برغبة لأنها تأتي بقرار حكومي أما الاقتراحات بقوانين فتحتاج موافقة البرلمان
- اقتراحي الأول تم تنفيذه... ويتعلّق بتخصيص البنك المركزي وحدة عمليات على مدار الساعة
- بمجرد ورود البلاغ تقوم غرفة العمليات بحجز الأموال وتتبّعها لمنع المُختلس من التصرّف بها
- ضرورة تهيئة جيل لديه وعي وثقافة سيبرانية من خلال الابتعاث... والنتائج تظهر خلال 4 سنوات
- الطريقة القديمة في التوظيف لاقيمة لها في العالم السيبراني وفي عالم الاعتداءات والشبكة العنكبوتية
- من خلال الهاكثون نكون أدخلنا البلد بحالة اختبار لمنظومته السيبرانية واكتشفنا الكفاءات من شبابنا
- مكافأة الفائز تكون الوظيفة في جهاز الأمن السيبراني ومَنْ لا يرغب بالوظيفة الحكومية يذهب إلى القطاع الخاص
- أدعو الشباب الكويتي إلى المسارعة بالتسجيل في الهاكثون بمجرد إعلان الحكومة رسمياً عن المسابقة
كشف النائب عبدالوهاب العيسى عن تبني الحكومة لمسابقة «الهاكثون» التي تقدّم بها كاقتراح برغبة، وهي عبارة عن مسابقة سيبرانية لكل مَنْ يعتقد أن لديه إلماماً كافياً بالأمن السيبراني بحيث يُمكنه اختراق الأنظمة الحكومية، وذلك تحت رقابة الدولة ووزارة الداخلية وإشراف ورعاية جهاز الأمن السيبراني.
وخلال استضافته في برنامج «على جدول الأعمال» الذي يبث على منصات «الراي» الرقمية وينشر في الجريدة الورقية، أشار العيسى إلى تقديمه اقتراحين آخرين لمعالجة اختراقات البنوك، كلاهما طُبّق، وهما إنشاء غرفة عمليات بين «المركزي» والبنوك، وابتعاث المزيد من أبنائنا لدراسة الأمن السيبراني.
وشدّد على ضرورة الاستعداد لمواجهة مخاطر الأمن السيبراني التي قد تصل إلى قطع كامل للكهرباء، وذلك عبر خطوات سريعة، مثل «الهاكثون»، وخطوات أخرى متوسطة وطويلة الأمد، مثل تعزيز دور جهاز الأمن السيبراني، وابتعاث الطلبة لدراسة تخصص الأمن السيبراني.

المخاطر الكبيرة
عن تقييمه للأمن السيبراني الكويتي، قال العيسى: «بلا شك، كلما توسعت الدول في رقمنة مؤسساتها زادت مخاطر الاعتداءات السيبرانية عليها».
وأضاف انه «في السنوات والعقود المقبلة، لن يبقى سوى ما ندر من المعاملات الورقية في معاملات حكومات العالم، والكويت وإن تأخرت إلا أنه في النهاية يجب أن تواكب... وستواكب إن شاء الله هذا التطور».
وبيّن العيسى أن «مخاطر الأمن السيراني ليست مرتبطة فقط في ما يحصل الآن من رقمنة في المؤسسات، المرحلة التي ستلي رقمنة المؤسسات هي دخول دائرة اتخاذ القرار بالذكاء الاصطناعي، وهذا يعني أنه في الكثير من المؤسسات (الكمبيوتر) سيكون أذكى من الإنسان وأذكى من المسؤول المعني في هذه المؤسسة، وقد تدخل مخاطر الاعتداءات السيبرانية على الدولة إلى حد التشويش على آلية اتخاذ القرار، لأن الـ(داتا) والمعلومات التي تصل إلى المسؤول قد تكون مشوهة أو غير دقيقة أو تم التلاعب بها».
وأضاف: «أنا ذكرت في مؤتمر صحافي أن مخاطر الأمن السيبراني قد تصل إلى قطع كامل الكهرباء في الكويت، لك أن تتخيّل لو في يوم من الأيام صحينا (استيقظنا) بلا كهرباء، تخيّل كيفية وضع المستشفيات والناس في المصاعد وقدرة الدولة والتجاوب مع حالة الطوارئ ستكون بطيئة، وتخيّل تشوف راتبك ينزل في البنك ولا تستطيع سحبه، وهذي ليست مشكلة مالية بل سيبرانية وأمنية»، مشيراً إلى أن «هناك مخاطر كبيرة تواجه دولة الكويت ودول العالم، ومازالت الكويت بطيئة ومازال جهاز الأمن السيبراني منذ تقريباً 8 أعوام مذ أن بدأنا كدولة في الحديث عن فكرة إنشائه، وتم ذلك لكنه لم يُفعّل ولم يُعيّن أحد... أخيراً سمعنا عن تحركات جدية في تفعيل دور جهاز الأمن السيبراني».
وبشأن اقتراحه في شأن ابتعاث الطلبة لدراسة تخصص الأمن السيبراني، قال العيسى: «كعضو مجلس أمة، أنا أتبنى هذا الملف وتحركت بثلاثة محاور رئيسية في بناء المنظومة الدفاعية السيبرانية الكويتية، جميعها اقتراحات برغبة حتى تكون آلية تنفيذها أسرع، لأن الاقتراحات برغبة تأتي بقرار حكومي أما الاقتراحات بقوانين أحتاج إلى موافقة البرلمان».
الخطوة 1
وتابع موضحاً: «دائماً اقتراحاتي تتجه نحو الاقتراحات برغبة ومتابعتها حتى تتحقق المصلحة العامة... الاقتراح الأول كان في بداية شهر 9 وكانت مطالبة للبنك المركزي بأن يضع وحدة عمليات على مدار الساعة تراقب الاعتداءات المصرفية على المواطنين، وقد استجاب البنك المركزي في نهاية الشهر مشكوراً، وشكّل غرفة عمليات 24/7 تربط كل البنوك وبدأوا في مرحلة التنفيذ».
وقدّم العيسى شرحاً عن غرفة العمليات، قائلاً إن «هذه الفكرة لو لا سمح الله تعرّض مواطن إلى محاولة سلب سيبرانية من حسابه المصرفي... إذا بلّغ فإن البلاغ يبقى من 12 إلى 18 ساعة حتى يصل إلى البنك ليتحرك، وعليه يكون المُختلس قد تصرّف في المال إما بتحويله إلى خارج الدولة أو بسحب الأموال من الحساب المصرفي، وفكرة الاقتراح المقدم والذي تم تنفيذه أنه بمجرد ورود البلاغ من المواطن الذي يتعرّض إلى السلب أو الاختراق السيبراني، فإن غرفة العمليات تحجز المال وتتتبّع المال بحيث تمنع المُختلس من التصرف بهذه الأموال، سواء بتحويلها إلى الخارج أو التصرف فيها داخل الكويت... وبعد التحقيق والتأكد من سلامة حركة المال، إما تعود هذه الأموال للمواطنين ويُحاكم (المرتكب الذي حاول السلب) وإذا كانت بلاغاً كاذباً تتم العملية بشكل سليم وفق الإجراءات والقوانين... هذه خطوة تم تنفيذها وهي خطوة قصيرة الأمد سريعة التطبيق».
الخطوة 2
وتابع: «الخطوة الثانية بعيدة الأمد تتمثل بأن نهيئ جيلاً لديه وعياً وثقافة سيبرانية من خلال تشجيع الدولة للابتعاث في تخصص الأمن السيبراني، هذه نتائجها ستظهر بعد 4 - 5 سنوات، وأبلغت من الإخوة في وزارة التعليم العالي بأن هذه الخطوات سيتوسعون بها بشكل أكبر، وسنسمع في الأشهر المقبلة أن الكثير من الشباب حصلوا على فرص الابتعاث خارج الكويت».
الخطوة 3
وأوضح العيسى أن «الخطوة الثالثة وهي آلية وطريقة التوظيف داخل جهاز الأمن السيبراني... تجربتي البرلمانية القصيرة كشفت لي عن قصور كبير في طريقة وآلية التعيين والتوظيف داخل الأجهزة الحكومية، فالطريقة القديمة من كتاب ترشيح ونشر إعلان وشروط وتقديم اختبار نظري... هذا كله لاقيمة له في العالم السيبراني وفي عالم الاعتداءات السيبرانية والشبكة العنكبوتية... وأنا ذكرت في خبر منشور في صحيفة (الراي) بأن شاباً كويتياً عمره 28 سنة اخترق (البنتاغون)، وهو لم يدرس الأمن السيبراني، وكثير من هذه القصص موجودة حول العالم».
وتابع: «وعليه فكرت في آلية نجعل جهاز الأمن السيبراني يُطوّر من كفاءته، بحيث يبدأ في صناعة وظائف بطريقة توصله للهدف المنشود... وعليه تقدمت باقتراح (الهاكثون)، وهو عبارة عن مسابقة سيبرانية لكل مَنْ يعتقد بأن لديه إلماماً كافياً بالأمن السيبراني ويدخل في المسابقة العامة القائمة على فكرة اختراق الأنظمة الحكومية».
وأوضح أنه «بهذه الطريقة وبطريقة غير مباشرة، كأننا أدخلنا البلد بحالة اختبار لمنظومتها السيبرانية، ونقول للشباب الكويتي أن مَنْ ينجح في اختراق هذه المؤسسات الحكومية، والتي ستكون تحت رقابة الدولة ووزارة الداخلية وإشراف ورعاية جهاز الأمن السيبراني، تكون مكافأة الفريق الفائز الوظيفة في جهاز الأمن السيبراني، ومَنْ لا يرغب في الوظيفة الحكومية يفتح له القطاع الخاص الذي سيكون مشاركاً في الهاكثون ويقدم له العروض... وعليه صنعنا آلية تُخرّج الكفاءات في هذا القطاع بطريقة حديثة ومبتكرة، وهي فكرة المسابقة، وتخلّينا عن فكرة الاختبار النظري وعن شروط الشهادة الجامعية، وقدّمنا نموذجاً جديداً وليس ابتكاراً من عبدالوهاب وإنما هو مطبّق في كل دول العالم المتقدم».
إعلان حكومي خلال أيام
وكشف العيسى «حصرياً للبرنامج، تم إبلاغي صباح اليوم (الأحد)، بأن النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية أيّد الفكرة ووجّه بإجراء هذه المسابقة قريباً، ونتوقع في الأيام المقبلة أن يكون هناك إعلان حكومي رسمي لهذه المسابقة، وأود أن أوجه دعوة لكل شاب وشابة كويتية: فور إعلان الحكومة رسمياً عن مسابقة الهاكثون، سارِع بالتسجيل في هذه المسابقة لأنه (إذا كان لديك هذا الاهتمام حرام إحنا ما نعرفه كدولة)، لأنه لا توجد طريقة كي تثبت لي أنك متميز إلا من خلال هذا النوع من المسابقات، لأن الاختبارات النظرية و(الطريقة التقليدية لن تبيّن بعيني كفاءتك)... فسارع في التسجيل... وإضافة إلى خلق فرص وظيفية سيكون هناك مكافآت مالية مجزية للشباب... أتمنى من كل الشباب الكويتي المتخصص في هذا المجال ويعتقد في نفسه أن لديه القدرة في الاختراقات وعالم الهاكرز يقدم في المسابقة».
تسابق القطاع الخاص
وشدّد العيسى على أهمية تطبيق هذه الفكرة لأنها تُساهم في تعزيز مؤسسات الدولة المعنية في الأمن السيبراني، وكذلك القطاع الخاص، لأن «القطاع الخاص سيتسابق على هؤلاء الشباب، بل إنه بمجرد أن نظهرهم على السطح سيُقدّم القطاع الخاص عروضاً أفضل من الحكومة حتى يستقطب هذه الكفاءات، خاصة في شركات مثل شركات الاتصالات والقطاع المصرفي الذين يحتاجون إلى هذه الكفاءات لتعيينهم».
ما هو الهاكثون؟
• مسابقة الهاكثون (Hackathon) هي مسابقة تقنية تجمع مجموعة من المبرمجين والمطورين والمصممين والمهتمين بمجال تكنولوجيا المعلومات لفترة زمنية محددة، عادة تتراوح بين يوم واحد وأيام عدة.
• يتم خلال المسابقة تحديد مشكلة أو تحد تقني يجب حله، ويعمل المشتركون على تطوير حلول تقنية لهذا التحدي خلال الفترة المحددة.
• يمكن أن تتنوّع مواضيع مسابقات الهاكثون بشكل كبير، بما في ذلك تطوير التطبيقات الجديدة، وإيجاد حلول لمشكلات اجتماعية أو بيئية، والذكاء الاصطناعي، وتحليل البيانات، وأمور تقنية أخرى، واختبار مستوى الأمن السيبراني في مختلف المواقع الالكترونية للدولة والمؤسسات.
• تعتبر مسابقات الهاكثون مناسبة لتطوير مهارات البرمجة والعمل الجماعي وتعزيز الابتكار في مجال التكنولوجيا.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي