إن جسور التواصل الدولي لها أثر إيجابي بليغ وهذا ما جعل العالم بأسره يقف مع الحق الكويتي إبّان الغزو العراقي للكويت، وإن هذه الجسور المتواصلة مع دول العالم عن طريق الهيئات الديبلوماسية أو التعاون المشترك أو المساعدات الإنسانية والاقتصادية والثقافية وغيرها من سُبل التعاون فإن لها الأثر البالغ من الأهمية، ولكن في عصرنا هذا يجب أن تكون هذه الجسور من الحديد والاسمنت وغيرها من مواد البناء، لعمل جسور حقيقية لتصل من الشرق إلى الغرب، جسور تربط الكويت بالعالم التجاري عن طريق سكك الحديد والجسور المعلقة والطرق السريعة وغيرها من وسائل المواصلات السريعة والسهلة.
مبادرة الحزام والطريق أو كما يُطلق عليها حزام واحد وطريق واحد، وهي مبادرة صينية قامت على مبادرة طريق الحرير والتي تم تأسيسها عام 2013، أي منذ عشر سنوات وبدأت بالفعل هذه المبادرة بالتنفيذ حيث بنيت الجسور والطرق السريعة بين الصين ودول مجاورة لها، كالهند وباكستان وافغانستان وغيرها من الدول المحيطة بالصين، هذه المبادرة لربط الشرق بالغرب أي ربط الصين بآسيا وأوروبا وافريقيا لأغراض تجارية واقتصادية وترويج للعملة الصينيه (اليوان)، والمعروف ان ازدياد الانتاج السنوي للصين بدأ بالفعل بنمو كبير بسبب ما انجز من المشروع الضخم، والذي سوف يتم الانتهاء منه عام 2048 تقريباً.
ومن الملاحظ بان خارطة الطريق في هذا المشروع الضخم وخاصة ما يتعلق بالمسار البحري (الطريق) لا يتوقف عند الموانئ العربية إلا مروراً بقناة السويس، ويعتقد أيضاً المسار البري (الحزام) لا يمر بالأراضي العربية لأن الغرض من هذه المبادرة هو المرور بالمناطق المزدحمة بالسكان كالهند وباكستان وغيرها من الدول بعيداً عن المدن.
ألم يحن الوقت لإنشاء مبادرة مماثلة للدول العربية للتواصل في ما بينها ومع العالم الخارجي من الشرق إلى الغرب وعمل جسور وطرق سريعة بين الدول العربية وأوروبا وافريقيا وآسيا؟ وهل يفتقر العرب إلى المال والعتاد والرجال والتقنية والمختصين في إنشاء الطرق السريعة والجسور.
أرجو من الله أن يلهم الحكومات الرشيدة بما يخدم الوطن ورفعته ورفاهية المواطنين بها، وتماسك هذه الدول والترابط فيما بينها، وأن يوفق ولاة الأمر في ما بينهم ويسهل لهم كل الأمور.
اللهم احفظ الكويت وشعبها وأميرها وولي عهدها من كل سوء ومكروه.
M. Aljumah
kuwaiti7ur@hotmail.com