«شركاتنا نفّذت مشاريع عالية الجودة بالكويت... واهتمام كويتي كبير بالاستثمار في بلادنا»

السفير الهندي لـ «الراي»: القيود على التأشيرات العائلية... تؤثر سلباً على عمالتنا

تصغير
تكبير

- الثقافة الهندية تحظى بتقدير واسع في الكويت
- نتطلع إلى مشاركة الفرق الفنية الكويتية في المهرجانات الدولية بالهند
- 26 مدرسة هندية في الكويت تضم أكثر من 60 ألف طالب
- التعاون الثنائي في مجال الدفاع والأمن ينمو بشكل واضح

فيما أكد السفير الهندي لدى البلاد الدكتور أدارش سويكا، أن الشركات الهندية نفذت مشاريع عالية الجودة في الكويت، سواء كان ذلك في قطاع الطرق أو النفط والغاز أو نقل الكهرباء أو معالجة التربة، أوضح أن هناك اهتماماً كبيراً من جانب الشركات الكويتية بالاستثمار في الهند، بما في ذلك الاستثمارات التي تمت بالفعل في قطاعي الصلب والضيافة في الهند.

وأضاف سويكا، في حوار مع «الراي»، أن الثقافة الهندية تحظى بتقدير واسع النطاق في الكويت، معرباً عن تطلعه إلى مشاركة الفرق الفنية الكويتية في المهرجانات الدولية في الهند خلال شهري أكتوبر ونوفمبر من هذا العام.

وأشار إلى نمو التعاون الثنائي في مجال الدفاع والأمن بين الهند والكويتي، لافتاً إلى أن ضباط الجيش الهندي يحضرون بانتظام دورات الأركان في كلية مبارك العبدالله للقيادة والأركان المشتركة في الكويت، وبالمثل، كان ضباط الجيش الكويتي يحضرون دورات مختلفة في المؤسسات العسكرية الهندية.

وذكر أن السفارة نظمت ندوة حول الصناعة الدفاعية في الكويت في شهر مايو من هذا العام، شاركت فيها 10 شركات هندية من قطاع الدفاع بمشاركة وزارة الدفاع الكويتية.

وقال «إنه مع تزايد القوة العسكرية الهندية، بما في ذلك الصادرات الدفاعية إلى الدول الصديقة بما يصل إلى نحو 2 مليار دولار في العام المالي الماضي، فإن مجال التعاون الدفاعي يوفر إمكانيات هائلة للتعاون الثنائي»، لافتاً إلى وجود 26 مدرسة في الكويت تتبع منهاج CBSE الهندي وتضم أكثر من 60 ألف طالب، كما تتم إدارة كلية الكويت للعلوم والتكنولوجيا بالتشاور مع المعهد الهندي للتكنولوجيا في دلهي.

وفي ما يتعلق بالقضايا التي تواجه أبناء الجالية، قال «إن مسألة القيود على التأشيرات العائلية تؤثر على العديد أبناء الجالية، ونأمل أن تخفف السلطات في الكويت هذا الأمر مبكراً». وفي ما يلي نص الحوار:

• كيف تقيّمون العلاقات الكويتية - الهندية؟

- إن العلاقات الهندية - الكويتية تاريخية وخضعت لاختبار الزمن. احتفلنا بمرور 60 عاماً على علاقاتنا الديبلوماسية في عام 2021. وقد نمت العلاقات على مر السنين وأصبحت متعددة الأوجه بشكل متزايد.

وبعد الفجوة الناجمة عن كوفيد-19 في الاجتماعات الثنائية، كان هناك انتعاش في الاجتماعات الثنائية هذا العام لدفع العلاقة إلى الأمام، وعقدت مشاورات وزارتي خارجية البلدين في نيودلهي في الأسبوع الأول من شهر مايو من هذا العام بعد انقطاع دام أكثر من 4 سنوات، وتتعمق علاقاتنا في السياق المتعدد الأطراف مع دخول الكويت كشريك حوار في المنطقة، كما أن العلاقات بين الهند ودول مجلس التعاون الخليجي، والتي تعد الكويت عضواً أساسياً فيها، تسير أيضاً في مسار تصاعدي بشكل عام، ونحن بحاجة إلى العمل معاً لتعميقها، خاصة في القطاعات ذات الاهتمام المشترك.

علامات مشجعة

• ما حجم التجارة الثنائية بين البلدين؟ وما هي قطاعات التعاون الاقتصادي الناشئة؟

- بلغت التجارة الثنائية بيننا العام الماضي مستوى قياسياً بلغ 13.8 مليار دولار معظمها يركز على النفط والغذاء، ولكننا نشهد علامات مشجعة على التنويع، سواء كانت صادرات السيارات أو الآلات من الهند، أو المنسوجات أو الأحجار الكريمة والمجوهرات وما إلى ذلك. ويحتل قطاع الصحة والأدوية وكذلك تكنولوجيا المعلومات مكانة بارزة بين البلدين نظراً لخبرة الهند في هذه المجالات. ويعد التعاون في مجال الوقود الحيوي والطاقة المتجددة من القطاعات الناشئة الأخرى ذات الاهتمام المشترك.

ونفذت الشركات الهندية مشاريع عالية الجودة في الكويت، سواء كان ذلك في قطاع الطرق، أو قطاع النفط والغاز، أو نقل الكهرباء، أو معالجة التربة، وما إلى ذلك. وترى الشركات الهندية، والعديد منها متعددة الجنسيات، فرصاً في المشاريع المقبلة في الكويت كجزء من البرنامج الحكومي الجديد، ونشهد اهتماماً أكبر من جانب الشركات الكويتية بالاستثمار في الهند، بما في ذلك الاستثمارات التي تمت بالفعل في قطاعي الصلب والضيافة في بلادنا، ويدرك كلا البلدين أهمية الشراكة الاقتصادية القوية، وبالتالي يدفعان القطاع الخاص للنظر إلى أسواق بعضهما البعض باهتمام أكبر.

التعاون الدفاعي

• ماهي آفاق التعاون الدفاعي بين البلدين، وهل عرضتم على الكويت مبيعات عسكرية؟

- ينمو التعاون الثنائي في مجال الدفاع والأمن بين الهند والكويت بشكل واضح، ويمكننا أن نرى ذلك في العلاقات البحرية المتزايدة التي تتجلى في زيارات السفن البحرية الهندية إلى الكويت في الآونة الأخيرة لإجراء عمليات التحول وتمارين المرور. ورست السفينة «آي إن إس فيشاخاباتنام» في ميناء الشويخ أخيراً، وهي واحدة من أحدث السفن الحربية الهندية المبنية محلياً والتي أظهرت قوة شعار «صنع في الهند» في قطاع الدفاع، ويحضر ضباط الجيش الهندي بانتظام دورات الأركان في كلية مبارك العبدالله للقيادة والأركان المشتركة في الكويت. وبالمثل، كان ضباط الجيش الكويتي يحضرون دورات مختلفة في المؤسسات العسكرية الهندية.

ونظمت السفارة ندوة حول الصناعة الدفاعية في الكويت في شهر مايو من هذا العام شاركت فيها 10 شركات هندية من قطاع الدفاع بمشاركة جيدة من وزارة الدفاع الكويتية. ومع تزايد القوة العسكرية الهندية بما في ذلك الصادرات الدفاعية إلى الدول الصديقة بما يصل إلى نحو 2 مليار دولار في العام المالي الماضي، أود أن أقول إن مجال التعاون الدفاعي يوفر إمكانيات هائلة للشراكة الثنائية، وعلى الصعيد الأمني، هناك تبادل نشط بين أجهزتنا المعنية.

تقدير واسع النطاق

• ماهي أبرز ملامح التعاون الثقافي والأكاديمي والرياضي بين البلدين؟

- الهند والثقافة مترادفان وهذا هو أحد الأسباب الرئيسية للتقارب بين بلدينا، ولا تحظى الثقافة الهندية بتقدير واسع النطاق في الكويت فحسب، بل هناك الكثير من أوجه التشابه أيضاً. وهناك الكثير من التفاعل الثقافي يحدث من تلقاء نفسه بسبب الروابط القوية بين شعبينا، وكلا البلدين يبذلان أيضاً قصارى جهدهما لتعزيزه من خلال التدخل الحكومي أيضاً، ولدينا برنامج تبادل ثقافي فعال يتم بموجبه تنفيذ أنواع مختلفة من الأنشطة الثقافية. وتأتي الفرق الثقافية من الهند إلى الكويت من وقت لآخر. إحدى هذه المناسبات كانت مهرجان الهند في مارس من هذا العام، كما نتطلع إلى مشاركة الفرق الثقافية والفنية الكويتية في مهرجاناتنا الدولية في الهند خلال شهري أكتوبر ونوفمبر من هذا العام.

وفي ما يتعلق بتبادل الطلبة، هناك تعاون نشط على مستوى المدارس، وتوجد 26 مدرسة في الكويت تتبع منهاج CBSE الهندي وتضم أكثر من 60 ألف طالب، وتتم إدارة كلية الكويت للعلوم والتكنولوجيا بالتشاور مع المعهد الهندي للتكنولوجيا في دلهي.

والرياضة مجال آخر نرى فيه علامات التعاون الناشئ. وتواجهت الهند والكويت في نهائيات مباريات اتحاد جنوب آسيا لكرة القدم في يوليو، ويتزايد اهتمام الكويتيين بالكريكيت، وقد اندهشت عندما رأيت عدد الأشخاص الذين جاءوا لمشاهدة كأس العالم للكريكيت 2023 عندما سافروا إلى الكويت الشهر الماضي. ويجب علينا استكشاف المزيد من التعاون في مثل هذه المجالات.

تنمية الكويت

• كيف تساهم الجالية الهندية في تنمية الكويت؟ هل هناك أي مشاكل تواجهها؟

- يعد رأس المال البشري الهندي في الكويت أحد نقاط القوة الرئيسية في علاقاتنا الثنائية، ومساهمة الجالية الهندية الكبيرة في الاقتصاد الكويتي كبيرة ومعترف بها على نطاق واسع، وستجد هنوداً يعملون بأجر في جميع قطاعات الاقتصاد الكويتي، سواء كان ذلك المديرين التنفيذيين أو المهندسين أو الأطباء أو الممرضات أو العاملين في المنازل أو السائقين وما إلى ذلك. وفي ما يتعلق بالقضايا التي تواجههم، فإن مسألة القيود على التأشيرات العائلية تؤثر سلباً على العديد من الهنود في الكويت، ونأمل أن تخفف السلطات في الكويت هذا الأمر مبكراً.

لست على علم بطلب الكويت الانضمام إلى «بريكس»

لفت السفير الهندي إلى أن مجموعة «بريكس» هي تجمع يضم 5 اقتصادات ناشئة في عدد من الدول هي: البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، وترأست جنوب أفريقيا قمة الذكرى السنوية الخامسة عشرة لهذا العام.

وأشار إلى أن «بريكس» تجمع يتبنى تطلعات الاقتصادات الناشئة وأدى إلى نتائج إيجابية في العديد من مجالات التعاون. ومن الأمثلة على ذلك بنك التنمية الجديد، الذي يلعب دورا مهما في تنمية بلدان الجنوب العالمي، مضيفاً أن مجموعة البريكس هي عبارة عن شبكة أمان مالي من خلال ترتيب احتياطي الطوارئ، ومن خلال مبادرات مثل كوكبة الأقمار الصناعية لدول البريكس، ومركز البحث والتطوير في مجال اللقاحات، والاعتراف المتبادل بالمنتجات الدوائية، فإنها تحقق تغييرات إيجابية في حياة المواطنين العاديين في دول البريكس.

وبيّن أنه خلال قمة البريكس الأخيرة، اقترح رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي مجالات جديدة للتعاون من حيث التعاون في مجال الفضاء والتعليم والتكنولوجيا والمهارات.

وتابع «كان أبرز ما يميز قمة هذا العام هو قرار قبول 6 أعضاء جدد في عائلة البريكس، هم المملكة العربية السعودية الإمارات العربية المتحدة ومصر وإثيوبيا وإيران والأرجنتين. ولقد دعمت الهند دائماً بشكل كامل توسيع عضوية البريكس، وتعتقد بلادنا دائماً أن ضم أعضاء جدد سيعزز البريكس كمنظمة ويوفر زخماً جديداً لمساعينا الجماعية. ومن شأن هذه الخطوة أن تزيد من تعزيز إيمان العديد من دول العالم بالنظام العالمي متعدد الأقطاب. وفي حين أعربت العديد من الدول عن رغبتها في الانضمام إلى البريكس، إلا أنني لست على علم بطلب الكويت للانضمام إلى البريكس».

«الفضاء»... قطاع واعد للتعاون الثنائي

أكد السفير الهندي أن «قطاع الفضاء لدينا فيه مكاسب هائلة على مر السنين وأظهرت أن هذه التكنولوجيات والقدرات ليست حكراً على عدد قليل من البلدان، وخلال السنوات القليلة الماضية، أطلقت الهند 381 قمراً صناعياً أجنبياً لـ 34 دولة، كما أطلقت الكويت بنجاح القمر الصناعي كويت سات 1 في وقت سابق من هذا العام، وكان وفد من معهد الكويت للأبحاث العلمية قد زار مرافق ISRO في بنغالورو في عام 2019، وهناك أيضاً مذكرة تفاهم بين ISRO و KISR حول التعاون الثنائي في مجالات استكشاف الفضاء الخارجي للأغراض السلمية، وأشعر أن قطاع الفضاء هو مجال واعد للتعاون بين بلدينا».

وأشار إلى أن المهمة القمرية الهندية الناجحة Chandrayaan-3 والمهمة الشمسية Aditya L1 التي قامت بها منظمة أبحاث الفضاء الهندية (ISRO) في الشهر الماضي لم تجعل الهند فخورة فحسب، بل جعلت المجتمع العالمي بأكمله فخوراً، ونحن نقدر تقديراً عميقاً رسائل التهنئة من القيادة الكويتية بأكملها.

مذكرة تفاهم في شأن العمالة المنزلية

في ما يتعلق بتوظيف القوى العاملة من الهند بالكويت، ذكر السفير سويكا أن هذا الأمر يسير كالمعتاد، موضحاً أن هناك أيضاً مذكرة تفاهم ثنائية في شأن العمالة المنزلية تم توقيعها في يونيو 2021 لحماية الحقوق وتفعيل الالتزامات القانونية لكل من صاحب العمل والموظف، مشيراً إلى التنفيذ السليم لهذه المذكرة من قبل كلا الجانبين، بما في ذلك صاحب العمل والموظف، والتي من خلالها يمكن تقديم الحلول لمعظم المشكلات المتعلقة بالعمل.

العالم عائلة واحدة... في «قمة الـ 20»

أكد السفير الهندي تطلع بلاده إلى قمة مجموعة العشرين بداية الأسبوع المقبل في نيودلهي، مبيناً أن موضوع القمة يأتي تحت عنوان «أرض واحدة، عائلة واحدة، مستقبل واحد» تماشياً مع الفلسفة الهندية القديمة لفاسودايفا كوتومباكام، وذلك من خلال بذل الجهود لدمج أولويات الجنوب العالمي في أجندة مجموعة العشرين.

وأضاف «أن رؤية الهند لرئاستها لمجموعة العشرين هي رؤية طموحة وحاسمة وشاملة وديموقراطية، وبصرف النظر عن دول مجموعة العشرين، دعت الهند عدداً من الدول النامية من جوارها وخارجها. لم يتم تحقيق الشمولية من حيث المشاركة في القمة فحسب، بل الأهم من ذلك من حيث تعميم أولويات الجنوب العالمي في جدول أعمال مجموعة العشرين. وفي هذا السياق، نظمت الهند قمة صوت الجنوب العالمية في يناير من هذا العام بمشاركة 125 دولة لفهم أولوياتها التي يمكن أن تنعكس في جدول أعمال مجموعة العشرين. واقترحت الهند أيضاً أن يكون الاتحاد الأفريقي مدعواً دائماً إلى مجموعة العشرين».

وتابع «لقد ضمنت الهند أن مجموعة العشرين لا تبقى ضمن حدود الاجتماعات الرسمية ولكن جوهرها ينتقل إلى الرجل العادي. لقد حاولت بلادنا أن تجعلها مجموعة العشرين الشعبية - أكثر من 200 اجتماع في نحو 60 مدينة تشمل جميع الولايات الهندية الـ 28 والأقاليم الاتحادية الثمانية بمشاركة 1000 مندوب في اجتماعاتها المختلفة».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي