يقول رسولنا صلى الله عليه وسلم: «من أصبح منكم آمناً في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا».
هذه هي الحكمة العظيمة التي أخذناها من رسولنا الكريم، وعلينا أن نجعلها نبراساً لنا نهتدي به، في حياتنا، فلا نتأفّف من سوء الأحوال الجوية في الكويت، وهي الأحوال نفسها التي تعاني منها دول كثيرة، بسبب تغيّر المناخ، ولا نشتكي من شدة الحرارة، التي عوّضنا الله عنها خيراً كثيراً، وبأشياء تمكّننا من التعامل معها براحة، مثل أجهزة التكييف في المنزل والسيارات، وهذه في حدّ ذاتها نعمة من الله عز وجل، ما يدعونا إلى أن نكون لله شاكرين، ونحن نشاهد مجتمعات أخرى، تعيش الحرّ والبرد بكل ظروفه من دون أي مأوى، ومن دون أن تكون هناك أدوات أو أجهزة تحميها من هذه الظروف القاسية.
كما يجب علينا أن نشكر الله عزّ وجلّ على ما أنعم به على الكويت من الأمن والأمان... وأفاض عليها من خيره الكثير، وجعلها واحة تظللها أشجار السلام وتحفّها أجنحة الاستقرار من كل اتجاه، ويعلم الله أن نعمة الأمان من أكبر النعم وأعلاها شأناً، وهي التي تعدّ من أهم الأسباب التي تجعل أي مجتمع في استقرار واطمئنان.
فلقد حفظ الله- وهو أكرم الحافظين- الكويت من الحرائق التي تنتشر في بعض الدول نتيجة الارتفاع الشديد في درجات الحرارة، بسبب تغيّر المناخ، وحفظها كذلك من شرّ الفيضانات والسيول، ومن الحروب والصراعات، التي شرّدت أسراً ومجتمعات وأفراداً، ودفعت البعض إلى الهجرة حتى بطرق غير مشروعةـ وأرّقت مضاجع الأطفال والضعفاء... ندعو الله أن تزول هذه الشرور، وأن تعيش كل المجتمعات في كل دول العالم في استقرار وأمان.
كما نحمد الله الذي جعل الحبّ والتلاحم سمة من سمات أهل الكويت الطيبين، وزرع في قلوبهم حبّ الوطن، الذي أعطى لهم الكثير.
إن كل ذلك يجعلنا من الشاكرين لله، والعاشقين لوطننا الغالي الكويت، والراضين بأحواله الجوية، وتقلّبات مناخه، وكل الأمور التي يتحكم بها رب العالمين وتخصّ الأحوال الجوية... يقول رسولنا الكريم: «ارضَ بما قسم الله لك تكن أغنى الناس»، حيث إن هناك ما هو أكبر من ذلك منحنا الله إياه، وهو الأمان الذي لا يُباع ولا يُّشترى ولا يُقدّر بثمن، وهو عنوان وطننا الذي نفتخر به أمام العالمين، ونراه نعمة عظيمة لنا جميعاً.