مع انضمام 6 دول «ذات وزن وهيبة» بينها السعودية والإمارات ومصر وإيران

نصف سكان العالم... في «بريكس»


مصافحة بين الرئيس الإيراني ووزير خارجية السعودية على هامش قمة «بريكس»
مصافحة بين الرئيس الإيراني ووزير خارجية السعودية على هامش قمة «بريكس»
تصغير
تكبير

اعتباراً من 1 يناير 2024، سيصبح نحو نصف سكان العالم تحت مظلة مجموعة «بريكس» التي تضم كبرى الاقتصادات الناشئة، وتسعى إلى إعادة تشكيل النظام العالمي بتوازنات جديدة.

المجموعة التي تأسست في 2008 من 4 دول، هي روسيا والصين والهند والبرازيل، سرعان ما أصبحت خُماسية في 2010 مع انضمام جنوب أفريقيا إليها، فيما ستصبح مع مطلع 2024 مكونة من 11 دولة، بعد انضمام 6 دول جديدة إليها، هي السعودية والإمارات ومصر وإيران والأرجنتين وإثيوبيا.

وبذلك، سيصبح عدد سكان دول المجموعة أكثر من ثلاثة مليارات و670 مليون نسمة، أي ما بين 46 و50 في المئة من سكان العالم، فيما كانت هذه النسبة عند نحو 40 في المئة قبل انضمام الدول الست.

وبحسب بيانات البنك الدولي، ستضيف الدول الجديدة نحو 3.24 تريليون دولار إلى اقتصادات مجموعة «بريكس»، التي تُقدّر بنحو 25.913 تريليون دولار، فضلاً عن امتلاكها ثروات باطنية ضخمة مثل النفط والغاز، وهو ما سيعزز دور ومكانة «بريكس» في الاقتصاد العالمي.

وعلى الرغم من أن نحو 40 دولة أبدت اهتماماً بالانضمام للمجموعة، وطلبت 22 منها رسمياً العضوية، فإن الرؤية الأميركية تقلل من احتمال أن تشكل «بريكس» منافساً جيوسياسياً، على اعتبار أنها تضم مجموعة شديدة التنوع من دول صديقة وكذلك خصوما ومنافسين.

ويعزز هذه الرؤية أن دول «بريكس» أخفقت في الاتفاق على رؤية متسقة، وهو ما جعل أداءها، منذ فترة طويلة، كلاعب سياسي واقتصادي عالمي أقل من قدرتها الحقيقية.

لكن حضور نحو 50 رئيس دولة وحكومة آخرين قمة «بريكس» السنوية، التي عقدت على مدار 3 أيام واختتمت أمس في جوهانسبيرغ، يشي بتزايد أعداد الدول الراغبة في تكافؤ الفرص عالمياً، وإعادة التوازن إلى المنظمات الدولية التي تهيمن عليها الولايات المتحدة ودول غربية أخرى.

ومن وجهة نظر محللين، فإن البرازيل وجنوب أفريقيا والهند بحاجة إلى موازنة قربها من الصين وروسيا، من دون إبعاد الولايات المتحدة، التي تعد شريكاً تجارياً قوياً لهذه الدول الثلاث.

ومن شأن انضمام عمالقة إنتاج النفط كالسعودية والإمارات وإيران تعزيز النفوذ الاقتصادي للمجموعة، لكن انضمام إيران قد يهدد بتصوير «بريكس» على أنها تكتل مناهض للولايات المتحدة.

ومع تأكيد القادة أن توسيع المجموعة «حدث تاريخي» و«تطور استراتيجي» وأنه سيستمر مع فتح الباب أمام دول جديدة، كان لافتاً ما قاله وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الذي ترأس وفد بلاده، لجهة أن المعايير التي أخذت في الاعتبار لقبول الدول الجديدة، شملت «الوزن السياسي وهيبة الدولة ومواقفها في الساحة الدولية»، إضافة إلى مدى حملها «الأفكار المشتركة، التي تؤيد تعددية الأقطاب، وضرورة جعل العلاقات الدولية أكثر ديموقراطية وعدالة، وزيادة دور الجنوبي العالمي في آليات الحوكمة العالمية».

ومن اللقاءات الثنائية المهمة التي عقدت على هامش القمة، لقاء جمع وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، بحسب وكالة «تسنيم» الإيرانية، التي أشارت إلى أن الجانبين أجريا محادثات قصيرة.

لن يتغيّر الاسم في العام 2001 صاغ جيم أونيل، الذي كان كبيراً لخبراء الاقتصاد لدى «غولدمان ساكس»، مصطلح «بريك» لوصف «الأسواق الناشئة» في البرازيل وروسيا والهند والصين، مستخدماً الأحرف الأولى من أسماء الدول الأربعة.

ومع انضمام جنوب أفريقيا أضيف أول حرف منها (باللغة الإنكليزية) فأصبحت التسمية (بريكس).

لكن مع توسع التكتل ليضم 11 دولة، فإن الاسم سيبقى من دون تغيير، بحسب ما أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، موضحاً أن «الجميع (متفقون على) إبقاء الاسم (الحالي). لقد أصبح بالفعل علامة تجارية، ولم تطرح أي من الدول الجديدة المنضمة إلى العضوية اقتراحاً بخلاف ذلك».

وأضاف أن «الجميع يفهمون أنه من الأفضل ترك كل شيء كما هو».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي