ومضات
لم يفتك الوقت بعد !
الحياة عبارة عن ميدان واسع فسيح، واللاعب الجيد هو من يتمرن جيداً، ويفوز بمغانمها ويظفر بتحقيق أهدافه ولو بعد حين، بعض الناس يعتصر قلبه ألماً وتتفتت روحه وتنهار معنوياته وتتهشم آماله وتتهدم طموحاته إذا لم يحقق إنجازاً معيناً في وقت محدد.
ليس عيباً أن تتأخر في تخرّجك من الجامعة سنة أو سنتين، العيب هو ألا تحصل على شهادة جامعية تعمل بها وتأمن بها على مستقبلك.
ليس عيباً أن تتأخر في زواجك سنة أو سنتين، العيب هو أن تظلّ أعزب طوال عمرك ولا تتزوج.
ليس عيباً ألا تحصل على الوظيفة التي ترغب بها في بادئ الأمر، ولكن العيب أن تجلس مكتوف الأيدي وعاطلاً عن العمل.
لكل منّا توقيته الخاص وظروفه الخاصة، الحياة تحتاج إلى صبر ومثابرة، كل شيء سيأتي في وقته المناسب، وكل تأخيرة فيها خيره.
أنت لست في سباق أو مارثوان.. توكل على الله وخذ بالأسباب وستصل بإذن الله، وأن تصل متأخراً خير من ألا تصل أبداً.
الثمرة حتى تصبح شجرة كبيرة ذات ظلال وثمار تحتاج إلى سنوات طويلة، المهندس المعماري حتى يبني برجاً سكنياً ضخماً يبدأ ببناء دور ثم دور إلى أن يعانق الدور الأخير كبد السماء، وقد تحتاج عملية البناء هذه إلى أشهر بل إلى سنوات،اسألوا أهل الطبخ، الطبخة تحتاج إلى نار هادئة حتى تنضج، وإذا أعلى الطباخ النار قد تحترق الوجبة، هوس الناس بتحقيق الأهداف التي وضعوها بأسرع مدة قد يفقدهم الحصول عليها !
التاجر صاحب الثروة الفاحشة والأرصدة المليونية لم يبنِ امبراطوريته المالية بيوم أو يومين.
صاحب الفكر الرصين والعلم المتين الذي يُشار إليه بالبنان لم تنشأ ثقافته وموسوعيته بيوم أو يومين.
الرياضي الذي يملك جسماً ممشوق القوام لم يصل الى هذا الشكل الهندسي الجميل بيوم أو يومين.
الإنجازات الكبيرة تحتاج إلى وقت، المهم أن تكون على المسار الصحيح وستظفر بما خططت له بإذن الله.
ألهمتني قصة مؤسس مطاعم kfc الشهيرة عالمياً، حيث بدأ بتأسيس هذه التجارة وعمل وصفة الدجاج «البروستد» بعد تقاعده وبلوغه سن 65 عاماً.
كما أدهشتني قصة مانفريد شتاينر الرجل الإيطالي الذي حصل على شهادة الدكتوراه بالفيزياء وهو بعمر 89 سنة، حيث أثار إعجاب الجميع.
وهُنا في الكويت، أستاذ الهندسة الدكتور موسى المزيدي أتمّ حفظ القرآن وهو في سن 49 عاماً تقريباً رغم كثرة مشاغله الأكاديمية.
يقول الأديب السعودي المعروف الراحل د.غازي القصيبي:
«إذا كنت تريد النجاح فثمنه الوحيد سنوات طويلة من الفكر والعرق والدموع.. !»
وما أجمل قول الشاعر المعرّي:
إني وإن كنْتُ الأخيرَ زمانُهُ
لآتٍ بما لم تَسْتَطِعْهُ الأوائلُ
وأغدو ولو أنّ الصّباحَ صارِمٌ
وأسْرِي ولو أنّ الظّلامَ جَحافلُ !
صدّقني مازال عندك فرص كثيرة تنتظرك، لا تبكِ على اللبن المسكوب ولا تقف طويلاً على أخطاء الماضي، وضع في بالك دائماً أن الوقت لم يفتك بعد وكما جاء في المثل الأجنبي:
It’s never too late
