الدفاع عن قرآننا الكريم، هو واجب علينا، لا يمكن أن نتخلى عنه مهما كانت الظروف والأحوال، بل إنه واجب على البشرية جمعاء، حيث إنه كتاب أنزله الله عز وجل، ولا تخلو حروفه وآياته من الدعوة إلى السلام والحب، ونبذ الكراهية والعنف حتى مع الأعداء.
فالجنوح إلى السلام، من أساسيات ديننا الحنيف، كما أنه ينبذ ويرفض الإكراه في الدين، والعدوان وحب السيطرة من دون وجه حق، حتى أنه أمرنا بالرحمة ونحن نذبح الطيور والحيوانات التي حلل الله أكلها، كما حثنا بأوامر صارمة على مساعدة الضعفاء والبعد عن ظلمهم، بل مساعدتهم في الحصول على حقوقهم ممن جار عليهم، فهناك الكثير والكثير من الأوامر والنواهي التي أتت في ديننا الحنيف لتنظيم حياة سليمة ورحيمة وهادئة على الأرض، لذا كان حتماً علينا أن ندافع عن قرآنه الذي وضع فيه كل هذه الأمور الدينية والإنسانية الطيبة.
ولكن... قد يأتي شخص مجهول أو حتى معروف ولكن الأضواء انزوت عنه ويريد إرجاعها مرة أخرى، أو شخص يريد إثارة الفتن بين البشر، ثم يتعدّى بالقول أو الفعل على القرآن الكريم، منتظراً ردّات الفعل التي تأتي من كل المسلمين، على فعلته الشنيعة، كي يحصد ما يبتغي من شهرة، وللأسف يجد من يشجعه ويدافع عنه، تحت حجة حرية الرأي والتعبير، مع أن هذه الحرية تتوقف عندما تصيب الآخرين بالضرر، فلست حراً في أن تصيب الآخرين بالألم في معتقدهم أو أفكارهم، فأنت حر في ما تملك، ولست حراً في ما يملك الآخرون، حتى ما تملكه أنت لست حراً في بعضه، مثل الظهور بمظهر خادش للحياء في مجتمع محافظ.
إننا ندافع عن قرآننا الكريم، ليس على سبيل الذود عن فكر ننتمي إليه، ولكننا ندافع عنه لأنه دستورنا الذي مهّد لنا طريق الخير والحب والسلام، فلسنا بمعنيين بالذين يدعون إلى الفتن، ولا بالذين في قلوبهم كره تجاه المسلمين، ولكننا معنيون بالذين لديهم الفكر الجاد، والقدرة على التفريق بين التطاول والحرية.
إذ إننا نعلم أن الله سبحانه وتعالى خير حافظاً للقرآن الكريم، ولن ينال منه أحد بسوء، وما يفعله المسيئون ما هو إلا غلّ يخرجونه إلى العلن في حرق نسخة أو نسخ منه، وهم يعرفون أنه محفور في قلوب المسلمين حفظاً وتقديراً وحبّاً.
اللهم احفظ الكويت وأميرها وولي عهده الأمين، وأهلها وكل من يعيش على أرضها الطيبة من كل مكروه.