الألوان ودلالتها في القرآن

تصغير
تكبير
اللون: واحد الألوان، وهو هيئة كالسواد والبياض والحمرة، واللون: النوع، وفلان متلون: إذا كان لا يثبت على خلق واحد وحال واحدة، قال: كل يوم تتلون - غير هذا بك أجمل!
وفي القرآن الكريم آيات كثيرة ذكرت فيها الألوان الأصفر والأبيض والأخضر... إلخ.
وهذه الألوان ذكرت صراحة في القرآن الكريم، قال تعالى: «قال إنه يقول إنها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين» (البقرة - 69).
وقال سبحانه: «يوم ينفخ في
الصور ونحشر المجرمين يومئذ زرقا» (طه - 102).
ولهذا التباين في ذكر اللون في الموضعين دلالته الجمالية فهو مناسب في الحالة الأولى، وملائم للآية الثانية، ذلك ان العلماء يذكرون (ان اللون الأصفر لو تستطيع العين أن تركز عليه تركزا تاماً، بينما تجد العين صعوبة في التركيز على اللون الأزرق، فالأشياء تبدو وهي زرقاء ملطخة ومحاطة بهالات).
فالبقرة كان لونها أصفر في قصة سيدنا موسى، حتى تستطيع عين بني إسرائيل أن تركز في رؤيتهم لهذه البقرة أيما تركيز، واللون الأصفر لون يسر الناظر إليه بإراحة عينه فيمكنه التركيز عليه.
والمجرمون قوم مهملون يوم القيامة، ذلك لعصيانهم لا يستحقون حتى مجرد النظر إليهم، وزيادة في التنكيل بهم والإهمال لهم يحشرون يوم القيامة وهم زرق اللون حتى لا تستطيع عيون غيرهم من المخلوقات المحشورة معهم أن تلتفت اليهم.
وهناك علاقة نفسية بين الألوان ودرجة الحرارة غير تلك الحرارة الفيزيائية التي يدل عليها الترمومتر - فاللون الأصفر لون دافئ يشعر الناس بالدفء ولو كذباً، ولعل ذلك راجع لأنه يقترن بلون الشمس، بينما نجد اللون الداكن بارداً في حس الناس، ولعل ذلك لأنه يقترن بالضباب والمطر.
أضف إلى ذلك، أن اللون الأزرق لون يرمز إلى الكآبة والحزن، ولعل هذا هو السبب الأصيل في تعبير القرآن بلفظ (زرقا) عند الحديث عن المجرمين وأحوالهم يوم القيامة. (في سبيل موسوعة علمية - د. أحمد زكي - ص 398، 399).
وفي القرآن الكريم ورد ذكر ألوان أخرى مثل اللون الأبيض، قال تعالى: «ونزع يده فإذا بيضاء للناظرين». (الشعراء - 33)
والبياض لون يدل على الصفاء وكون الشيء ناصعاً، وكأن سيدنا موسى - عليه السلام - بعد أن ألقى عصاه فصارت ثعباناً بأمر الله تعالى أراد أن يثبت للناس من حوله أن هذا أمر لا يلتبس بشيء من السحر فأراهم يده حتى يعلموا من بياضها وصفائها أن ليس للسحر إلى ذلك سبيل.
واللون الأخضر هو زينة ولباس أهل الجنة، قال تعالى: «عاليهم ثياب سندس خضر واستبرق وحلوا أساور من فضة...» (الإنسان - 21)
وهو اللون الذي يبعث السرور والبهجة وحب الحياة، على أن هناك آيات كريمة لم تذكر اللون صراحة إنما دلالة، قال تعالى: «عبس وتولى» (عبس - 1)، فالعبوس والافول معناه تغيير لون الوجه إلى الداكن، وقال سبحانه: «وجوه يومئذٍ ناضرة» (القيامة - 22)، وقال أيضاً: «وجوه يومئذٍ مسفرة» (عبس - 38)، فالنضرة والسفرة أو الإسفار معناهما: أن تعلو الوجه إشراقة وفرحة وابتسامة تدل على سروره وفرحته بأمر ما، حتى ولو كانت البشرة سمراء.
والإنسان إذا قلب ناظريه في أرجاء هذا الكون فإنه لن ينفك عن رؤية للون من الألوان أياً ما كان المنظور إليه فإنه لا بد إذا وصف أن يوصف بلون من الألوان، فتقول: السماء زرقاء، والأرض سمراء، وهذا المكتب بني اللون... إلخ.
وبسبب تأثير الألوان على الصحة، أصبحت المستشفيات تستدعي المختصين لاقتراح لون جدران الغرف، وأصبحت هناك مؤسسات ترعى القائمين بهذا اللون من الفن - فن الألوان - ومنها على سبيل المثال: كليات الفنون الجميلة الموجودة ببعض الجامعات، فسبحان الله العظيم خالق كل شيء ومقدره تقديراً.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي