رسالة مفتوحة إلى لودريان
عزيزي السيد جان إيف لودريان...
بينما يشعر كثير من اللبنانيين بالسعادة والامتنان إلى حد ما، لأنك تزور لبنان للتوسط في المأزق الذي وصلنا إليه بسبب رفض «حزب الله» وحلفائه السماح للديموقراطية بالعمل بشكل طبيعي، لكن اللافت أن إصرار فرنسا أو ربما الرئيس إيمانويل ماكرون، على تطبيع علاقاتنا مع هؤلاء الذين حولوا العنف إلى أسلوب حياة، كان وسيظل دائماً إهانة للقيم التي نعتز بها، القيم المكرسة في دستور الثورة الفرنسية.
بينما تجلس أمام المسؤولين عن قتل أبناء وطنك الـ 58 من جنود حفظ السلام من «فوج دراكار» في أكتوبر 1983 في بيروت، نود أن تتذكر أن دماءهم ودم صديقي العزيز لقمان سليم والصحافي اللبناني الفرنسي سمير قصير والسياسي المناضل جورج حاوي والوزير الشاب بيار الجميل، بالإضافة إلى غيرهم من سياسيين ومثقفين ومئات ضحايا انفجار مرفأ بيروت الألف، ممن رفضوا الاستبداد واختلطوا، ليصبحوا واحداً، ولا يمكن أن يلوثه ما تسميه إدارتك بـ «السياسة».
شكراً لك مرة أخرى على زيارتكم الكريمة، ولكن عندما تصبح سياستكم متطابقة مع قيمكم التاريخية، ستكون هذا الزيارة أمراً يعنينا بشكل مباشر وحقيقي.
ويبقى لنا قول نردده «العدل حتى لو سقطت السماء».