بوضوح

أبناؤنا الطلبة... والامتحانات

تصغير
تكبير

بعد أن انتهى أبناؤنا من امتحانات المرحلة التعليمية المتوسطة، وكذلك الثانوية (العاشر والحادي عشر)، وفرحنا بنجاهم، وتمنينا لهم المزيد من التفوق والنجاح إن شاء الله، ها هم أبناؤنا في المرحلة الثانوية النهائية (الثاني عشر)، على وشك الانتهاء من امتحاناتهم، تلك التي ستحدّد مصيرهم في الدخول إلى المرحلة الجامعية، ومن ثم ندعو الله أن يوفقهم لما فيه مصلحة الكويت ومستقبلها العلمي والعملي.

ولقد تابعنا ما تقوم به وزارة التربية من مجهودات مثمرة وبناءة في القضاء على ظاهرة الغشّ، التي أراها من أخطر الظواهر، ومن أكثرها تأثيراً على مستقبل التعليم في بلدنا الغالي، حيث إنها تضيّع مجهودات أبنائنا المجتهدين الذين يسعون إلى التفوق، بالسهر في المذاكرة، كما أنها تنتج ما نطلق عليه تفوقاً كاذباً غير حقيقي، لتلاميذ وطلبة، أتيحت لهم فرصة الغشّ، فحصلوا على درجات عالية لا تعبر عن مستواهم في التحصيل العلمي، ومن ثم ينتقلون إلى مراحل تعليمية أخرى، لا تتناسب مع قدراتهم، فإمّا أن يتعرضوا للرسوب المتكرّر وبالتالي انصرافهم عن التعليم، وإما أن يتخرجوا وهم ضعاف في المستوى العلمي، ليس لديهم القدرة على التطوير.

ومع ذلك، فإن لي بعض الملاحظات -أو انطباعات شخصية- على المنظومة التعليمية في الكويت، خصوصاً في الصف الثاني عشر، أهمها مساحة الرعب التي يعيشها أولياء الأمور والطلبة خلال الامتحانات التي تتم في هذه المرحلة، والقلق الذي يعيشونه وهم في انتظار النتيجة، التي توجههم إلى الدراسة في الكلية التي تتناسب مع المجموع الذي يحصلون عليه بعد تأدية الامتحانات، وأعتقد أن هذه الطريقة، قد تخلّى عنها معظم الدول التي تشهد تطوّراً وتقدّماً في نظامه التعليمي، حيث إن الطالب مثلاً لديه الميول الكبير في الرياضيات ومتفوق فيها، إلا أن ميوله قليلة في المواد الأخرى مما لا يساعده على دخول الكلية التي يرغبها، وتدخل في دراساتها الرياضيات كالهندسة مثلاً، وكذلك فيما يخص الأحياء مثلا أو اللغة أو التاريخ وهكذا.

فلو صرفت الجهات التي تضع نظام القبول في الجامعة، النظر عن موضوع المجموع والاتجاه إلى المواد التي تهم الكلية التي يطمح الطالب في دراستها، ومن ثم وضع اختبار، يتم من خلاله القبول، فإن هذا الأمر سيساعد على كسر حدّة القلق والخوف لدى أولياء الأمور والطلبة من هذه المرحلة التعليمية، وبالتالي وضع أبنائنا الطلبة في الكليات التي تناسب ميولهم.

كما أتطلع إلى البعد عن موضوع الحفظ والتلقين في وضع المناهج والاعتماد على الملاحظات والتفكير، وأظن أن موضوع بنوك الأسئلة يكرس هذا الأمر، فالطلبة يشعرون أن عليهم حفظ أو إتقان أسئلة بعينها كي ينجحوا، من دون أن تكون لديهم ملكة التفكير والاستنتاج، ليس فقط في المواد العلمية بل النظرية كذلك.

وفي الختام، نرجو من الله العلي القدير أن يوفق أبناءنا، ويحقق لهم طموحاتهم وأحلامهم.

اللهم احفظ الكويت وأميرها وولي عهده الأمين وأهلها، وكل من يعيش على أرضها الطيبة من كل مكروه.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي